تتجه جماعة الإخوان المسلمين خلال المرحلة القادمة لإعادة فتح حوار مع حزب الوفد وعدد من الشخصيات الليبرالية خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد فوزها بالأغلبية البرلمانية خلال الجولة الأولى واحتمال تكرار هذا النجاح خلال الانتخابات القادمة باعتبار أن المرحلة الثانية ستجرى فى محافظات تشكل معاقل كلاسيكية للجماعة. وتسعى الجماعة من خلال هذا الحوار لتدشين تحالف برلمانى أو سياسى داخل مجلس الشعب القادم أو ضمان التنسيق داخل الجمعية التأسيسية بحيث تنتج دستورًا يحظى بالتوافق بين أغلب القوى السياسية، فى استجابة واضحة لأبرز مطالب التيار العلمانى الليبرالى وتستطيع الجماعة خلالها تسويق أغلبيتها إقليميًا ودوليًا، وتخفف من حدة الانتقادات الشرسة التى وجهت لها بعد نتائج المرحلة الأولى. ولا تواجه مساعى الجماعة لتدشين تحالف مع القوى العلمانية والليبرالية صعوبات، فى ظل النتائج المخيبة التى حققتها هذه القوى ورموزها وفى مقدمتها حزب الوفد الذى لم تتجاوز حصته أكثر من 5% خلال الجولة الأولى، لاسيما أن الحزب لم يبد موقفًا رافضًا لتشكيل تحالف وطنى داخل البرلمان القادم على لسان أكثر من قيادى بارز داخله. وتبدى الإخوان تجاوبًا مع مساعى تدشين هذا التحالف، وعكس ذلك مواقف رموز الجماعة ومنهم الدكتور محمود حسين، الأمين العام للجماعة، الذى أكد أن يد الجماعة ستبقى ممدودة لجميع القوى الوطنية لتدشين هذا التحالف. وحاولت الجماعة خلال الفترة الأخيرة النأى بنفسها عن أى إمكانية لإبرام تحالف ديمقراطى، حيث لم تجرى أى مشاورات مع القوى السياسية الإسلامية ومنها التحالف السلفى المكون من أحزاب النور والأصالة، بالإضافة لحزب البناء والتنمية الجناح السياسى للجماعة الإسلامية بشكل عكس عدم رغبة الجماعة فى ضم القوى الإسلامية لتحالفها فى البرلمان القادم. وهو أمر رد عليه حزب النور بعنف، وعبر المتحدث الرسمى د. يسرى حماد بأن حزب النور لن يشارك فى تحالف برلمانى أو سياسى يهيمن عليه فصيل بعينه حتى لو كان إسلاميًا، لافتا إلى عدم وجود أى مشاورات من جانب جماعة الإخوان المسلمين أو جناحه السياسى حزب الحرية والعدالة مع التحالف السلفى فى هذا السياق. وتابع لا يمكن لفصيل واحد أن يهيمن على الساحة السياسية أو يمتلك القدرة فى مواجهة المشاكل العديدة التى تعانى منها مصر المحتاجة بشدة لمشاركة جميع أبنائها فى بنائها مجددًا. ونفى وجود أى رغبة لدى حزب النور فى تهميش أى فصيل سياسى حتى لو كان ليبراليًا أو علمانيًا بالقول: "نحن أكثر من عانينا من التهميش والاستبعاد وبالتالى لن نرغب فى تكرر هذا السيناريو مع أحد.