• نشترى السلاح للدفاع عن أنفسنا ولدينا عمليات خاصة تضاهى الداخلية • الخدمات بالجبل عبارة عن مدرستين ابتدائى وإعدادى ومدرسة ثانوى تبعد حوالى 30 كم عن الجبل ولا وجود لوحدات صحية على الإطلاق • سكان الجبل لا يلجأون إلى الشرطة إلا فى أضيق الحدود والقانون السائد بينهم هو الشرع وليس العرف • عدد سكان الجبل 4 آلاف.. 70% منهم يعيشون على الحلال "وهى تربية الماعز" والنسبة القليلة منهم يملكون مشروعات صغيرة مثل سوبر ماركت أو محلات صغيرة فى العريش • لا تواجد للجيش أو لأى عملية عسكرية على الجبل وما يذاع بمحاصرته لنا ومحاولاته لاقتحام الحلال غير صحيح • خطورة جبل الحلال تكمن فى طبيعته الجغرافية المعقدة حتى الطائرات لا تستطيع أن تسلك فيه • سكان قرية "الفرقدة": لسنا معسكراً لتدريب الإرهابيين ولدينا تجمعات سلفية ومجاهدين نشاطهم موجه ضد إسرائيل وليس لزعزعة أمن مصر • الشيخ عطية: نريد من الرئيس الجديد أن يهتم ببدو سيناء بعدما ظلوا طوال 30 عاماً مهمشين وأن يوفر لأبنائنا فرص عمل مناسبة جبل الحلال.. اتجهت صوبه فى الآونة الأخيرة كل وسائل الإعلام لما أثير حوله من أنه أصبح مرتعاً للمجرمين والمسجلين خطر ومأوى حصيناً للإرهابيين والهاربين من أحكام قضائية ومن يشكلون خطراً على الأمن القومى، خاصة بعد الحادث المؤسف الذى وقع فى شهر رمضان الماضى وأسفر عن استشهاد 16 جندياً من قواتنا المسلحة لدرجة أن البعض أطلق عليه (تورا بورا) المصرى، وهى الجبال المتواجدة فى أفغانستان والتى طالما أوت قيادات تنظيم القاعدة. "المصريون" رصدت على أرض الواقع طبيعة الحياة فى قلب جبل الحلال من خلال مغامرة صحفية انتهت إلى شهادات واحدة قالها سكان المنطقة وهى (أن النظام السابق هو من صنع منا إرهابيين). الطريق إلى الجبل لا يسلكه إلا العارفون به وإلا هلكوا فى بداية المغامرة وأنا فى طريقى لصعود الجبل وبصحبتى سلامة أبو إبراهيم، وهو أحد سكانه، ركبنا سيارة الدفع الرباعى، فهى النوعية الوحيدة التى تستطيع السير بتلك المنطقة، فالطريق غير ممهد على الإطلاق وملىء بالأحجار والصخور الضخمة، كما توجد انحدارات ومطالع بالأرض لا يستطيع أى شخص القيادة عليها إلا إذا كان مدرباً على ذلك، وإلا انقلبت به السيارة، كما لاحظت نمو بعض أغصان الزيتون وأعشاب أخرى، وخلال الطريق لم أر مدرعة أو دبابة للجيش ولا تواجد شرطى، وسألت متعجبة: أين قوات الجيش التى تحاصر الجبل؟ فأجابنى مرافقى ضاحكاً: الجيش لم يأت هنا قط، ولا توجد أى عمليات عسكرية على الجبل، لا نسر ولا غيره، و كل ما يكتب فى وسائل الإعلام عن محاولات الجيش لاقتحام الجبل غير صحيح وأصلاً الطريق غير مسموح لأحد المرور فيه لولا أنكِ معى! سلامة أبو إبراهيم: لسنا خونة وذبحنا واحداً منا تعاون مع إسرائيل عندما وصلنا لبطن الجبل، تركنا السيارة وبدأنا فى السير على أقدامنا حتى صعدنا إلى إحدى المغارات، وقلت له: هى دى المغارات التى يختبئ فيها أفراد الجماعات الإرهابية بعيدا عن أعين الجيش؟ فأجابنى ساخراً: الجيش أصلاً لا يستطيع الوصول هنا حتى نختبئ منه، ولكن تلك المغارات حفرناها لنحتمى بداخلها من برد الشتاء القارص والأمطار الغزيرة التى تقترب من السيول، كما لا توجد هنا حياة بمعناها الصحيح لانعدام آبار المياه، فلو حفرت لنا الحكومة تلك الآبار لوجدتِ عائلات كثيرة تقيم بالجبل وتعمل بالزراعة، فأغلب الزرع هنا يموت بسبب الجفاف، وآخر بئر تم حفره كان منذ عام 2002م وكانت مساحته 30ك × 30، وكان فى منطقة واحدة فقط، وبعد فوز مرسى بالرئاسة سمعنا أنه يوجد 50 بئراً سوف يتم حفرهم، ونحن نثق فيه، فنحو 80% من أهل سيناء إخوان وسلفيون. وعن وصف الحكومة لسكان الجبل بأنهم إرهابيون، يقول سلامة: لو إحنا حقاً إرهابيين، لماذا لم نقم بأى عملية إرهابية منذ قيام الثورة وحتى الآن؟ يعنى ما حدش سمع عن عمليات تفجيرات أو اغتيالات مثل التى كانت تحدث فى عهد مبارك؟ على الرغم من أن الفرصة كانت متاحة أمامنا خاصة بعد سقوط الشرطة وحدوث الانفلات الأمنى؟! لأنه فى حقيقة الأمر تلك العمليات كانت من صنيعة حبيب العادلى ورجاله مثل تفجيرات كنيسة القديسين وغيرها من أحداث، ثم يقومون بإلصاق التهم فينا حتى يكرهنا الشعب، وكل هذا بناءً على تعليمات من إسرائيل لأنها تعلم جيداً بأن البدو هم العقبة التى أمامها لو أرادت دخول سيناء، فنحن ليس كما صورنا النظام السابق بأننا خونة ومنا من يتعاون مع اليهود، وإذا حدث ذلك بالفعل فيكون بنسبة 1%، ومنذ حوالى شهر علمنا أنه يوجد واحد منا يتعامل معهم فقمنا بذبحه. مزعم عطية: لم نرتكب جريمة رفح وسنتعاون مع الجيش لكشف الجناة وينتقل طرف الحوار لمزعم عطية (38 سنة) والذى طالما تردد اسمه كثيراً عبر الصحف بأنه إرهابى ومطلوب القبض عليه، فيقول: تعتبرنى الحكومة إرهابياً لأننى أحمل سلاحاً وأدافع عن أشقائى الذين ظلمتهم الحكومة ولفقت لهم القضايا فى عهد حبيب العادلى، وكل يوم أرى اسمى فى الصحف مطلوب القبض عليه وينسب لى جرائم لم أرتكبها، ففى عهد مبارك كنا لا نشعر بالأمان، فإذا ارتكب أحدنا جريمة، كانت الحكومة تسحبنا كلنا، ففى أحداث شرم الشيخ وطابا التى وقعت 2005، كانت هى السبب فى كل البلاوى، فكان ابن عمى رحمه الله من المشاركين فيها، وقتها الحكومة "جت وحطت علينا كلنا"، وأصبحنا فى حرب فعلية مع الداخلية وأحرقنا لهم مدرعتين حاولتا اقتحام الجبل والقبض على أولاد أعمامنا، ومن وقتها ذاع صيت أهل الجبل بأنهم إرهابيون، كما أننا وقتها لم نكن نشعر بأننا مواطنون كاملون، مثل أهل الوادى، فالحكومة كانت تميز بيننا حتى عند دخولنا الجيش، كنا نعامل بمعاملة أقل ويقال علينا بأسلوب استهزائى: "ده من بدو سيناء ده عريشى". وعن مقتل ال16 مجنداً من الجيش وكيف أثر عليهم، يقول مزعم: هذا الحادث وقع على بعد 70 كم من الجبل، ولكننا تأثرنا به لأنهم إخواننا وأولادنا ومصريون مثلنا، واقفين يحمون حدود مصر، ومن قاموا بهذه الجريمة يتصفون بالخسة والدناءة، "ده أنا لو فى بينى وبين شخص تار لن آخذه منه فى شهر رمضان وفى لحظة إفطار، وما يشاع بأن من عملوا تلك الجريمة مختبئين فى الجبل غير صحيح، ولو واحد منا فعل تلك الجريمة البشعة، كنا سنتعاون مع الجيش فى إلقاء القبض عليه وقتله والثأر لجنودنا، وللأسف النظام السابق هو من صنع منا إرهابيين وأصبح الناس يخافون من سكان جبل الحلال، لأنهم لا يعرفوننا، "إحنا صحيح عام 2005 حصلت مشاكل كبيرة بيننا وبين الحكومة بس ده كان زمان، الوضع دلوقتى اختلف، يعنى أنا لو عرفت إن فيه حد من عائلتى بيحمل سلاح وبيرتكب عمل إرهابى هاتخلى عنه وهاسيبه منه للحكومة، لأننى أعلم الآن بأنه أصبح يوجد عدل، الشرطة لن تأخذ العائلة كلها بذنب شخص واحد منها خرج عن القانون، مثلما كان يحدث فى النظام السابق". جبل الحلال.. أضخم جبل فى سيناء وطبيعته معقدة وعن خطورة الجبل وما يتمتع به من شهرة واسعة، يوضح مزعم قائلاً: خطورة جبل الحلال تكمن فى أنه قريب من المنطقة الحدودية الفاصلة بين مصر وإسرائيل، لذا له تعامل خاص من المنظور الأمنى، كما أنه أضخم جبل فى سيناء مساحته حوالى 70 كم يمتد من ضلفع أو أم شمان وينتهى عند يلق، وجغرافيته معقدة "يعنى لو واحد عمل عملة وحب يستخبى فيه، من الصعب جداً القبض عليه حتى الطائرات لا تستطيع أن تسلك فيه". ولاحظت أثناء تمعن النظر فى الجبل وجود مبنى أعلاه يشبه برج المراقبة الذى يوجد فوق أسطح المبانى الهامة، فسألته مستفسرة: ما هذا؟ فأجاب: ده بقى برج المراقبة بتاعنا، فنحن أيضاً لدينا عمليات خاصة زى الداخلية، نرصد كل شىء فى الجبل، ونكشف المنطقة كلها ونتبادل مع بعضنا الإشارات إذا شعرنا بأى محاولة لاقتحام الجبل من قبل أى شخص غريب، فأنا وبدون مبالغة أكون خارج سيناء وأعلم مين اللى دخل الجبل ومين اللى خرج منه، وإذا تركت سيارتى هنا فى بطن الجبل لمدة أسبوع لا يستطيع أحد الاقتراب منها، وهاجى ألاقيها فى نفس مكانها، فهذه منطقتنا وأرضنا لازم نحميها. وعن طبيعة الحياة داخل الجبل، يقول مزعم: عدد سكان الجبل 4 آلاف 70% منهم يعيشون على الحلال "وهى تربية الماعز" والنسبة القليلة منهم يملكون مشروعات صغيرة مثل سوبر ماركت أو محلات صغيرة فى العريش والغالبية العظمى من السكان، دخله لا يزيد عن 200 جنيه فى الشهر، والمفترض أن تكفيه هو وأسرته، أما عن الخدمات بالمنطقة، فتوجد مدرستان، ابتدائى وإعدادى، ومدرسة ثانوى تبعد حوالى 30 كم عن الجبل، ولا وجود لوحدات صحية على الإطلاق وإذا مرض أحدنا نضطر لنقله لمستشفى العريش. أما عن التواجد الأمنى فشبه منعدم، وأقرب نقطة أمنية تبعد عن الجبل بحوالى 31 كم، وهى خاصة بالجيش "حرس الحدود"، ونحن فى تقاليدنا لا نلجأ إلى الشرطة إلا فى أضيق الحدود وفى أحوال نادرة جداً، والقانون الذى يحكمنا فى الجبل هنا هو الشرع وليس العرف، فإذا حدثت مشكلة بيننا نحكم فيها بالشريعة. داخل قرية "الفرقدة" وبعد انتهاء مغامرتى فى داخل جبل الحلال، توجهت إلى قرية الفرقدة، وهى أقرب قرية للجبل وكثيراً ما ذاع صيتها بأنها معسكر لتدريب الإرهابيين، والتقيت بالشيخ عيد، وهو أحد أبناء المجاهدين، حيث تم اعتقال والده من قبل النظام السابق، يقول: نحن عانينا طوال ال30 عاماً الماضية من حكومات مبارك والتى كانت تعتقل آبائنا وأولادنا من المجاهدين، كما همشت أهل سيناء، أما عن السلاح الذى نحمله وتعتبره الحكومة بأنه جرم نرتكبه، فهذا وضع طبيعى وليس بجريمة، فالسلاح يوجد مع أبناء سيناء منذ عام 1914، فنحن لا شرطة تحمينا ولا جيش، وأقرب نقطة تبعد مسافة 30 كم يعنى لو حدثت مشكلة مع أحد ومات أو قتل تأتى الشرطة بعد يومين، ونحن نستعمل السلاح بالطريقة الصحيحة ولا نسىء استخدامه، أما عن تواجد السلاح فى المدن فهو يسبب خطورة، أما عن التجمعات السلفية بالقرية فهى موجودة بالفعل، ولكن كل نشاطها موجه ضد إسرائيل إذا حاولت دخول أرض سيناء، وللأسف لا يوجد تعاون من أجهزة الدولة مع البدو. وعن مقتل الجنود المصريين، يوضح الشيخ عيد أن هذه العملية لا شك أن المخابرات الإسرائيلية وراءها، وما يقال من أن عناصر من حماس وراء هذا المخطط يقصد من ورائه ضرب العلاقات بين مصر وغزة مما يدفع مصر لإغلاق معابرها والأنفاق، ويترتب عليه نزوح 2 مليون فلسطينى لمصر، وقتها لن يستطيع جيش ولا شرطة منعهم مثلما حدث عام 2007، وتكرار ذلك سيؤدى لانفجار سكانى، ولن نجد لأنفسنا المأكل أو المشرب ولا حتى السلع الضرورية مثل السكر والزيت.... إلى آخره، ونظل نضرب بعضنا ونحارب بعض، وبالتالى إذا أرادت إسرائيل الدخول لأرضنا لن تجد من يقاومها، نحن نتفهم ذلك المخطط جيداً ولن نعطيها تلك الفرصة التى تحلم بها، فالمجاهدون والسلفيون موجودون على أرض سيناء، وهم يقدرون بنحو 4 آلاف واليهود يعملون لهم ألف حساب. الشيخ عطية: هذه أرضنا توارثناها أباً عن جد ولكن بدون أوراق ويقول الشيخ عطية من كبار مشايخ قرية الفرقدة: لا يوجد بالقرية خدمات سوى الكهرباء والمياه، فسكان القرية هنا حوالى 1600 نسمة، 80% منهم يعانون من البطالة، حتى العمالة فى المصانع تكون فرصة العمل بها والأولوية لأبناء الوادى والعريش عن البدو، كما توجد مدرسة واحدة فقط وهى مدرسة جبل الحلال، ولكن لا يوجد التزام من جهة المعلمين، فهم يأتون فى الساعة 10 ص، أو 12 ظ، ويظلون ساعة واحدة فقط ثم يمشون، بالإضافة لعدم وجود أى وحدات صحية. وعن تملكهم للأرض، أوضح الشيخ عطية: ليس لدينا أى وثائق أو أوراق تثبت ملكيتنا للأرض ولكننا توارثناها أباً عن جد ولا يستطيع أحد إخراجنا منها، ولكن الحكومة ترفض إعطاءنا عقوداً موثقة تثبت أحقيتنا فى أرضنا، ومبررها فى ذلك أن أرض سيناء موقعها إستراتيجى وحساس ومطمع من جهة اليهود، وهى تخشى من إعطائنا عقوداً موثقة للأرض، فتستغل إسرائيل ذلك الموقف وتعرض المبالغ الباهظة على أصحابها نظير شرائها لأرض سيناء، وفى تلك النقطة بالتحديد، الحكومة معها كل الحق فى موقفها هذا، فالنفوس تضعف أمام المال الوفير، فأنا أستطيع أن أحكم نفسى ولكننى لا أضمن غيرى. ويختتم الشيخ عطية كلامه قائلاً: نحن نريد من الرئيس الجديد أن يهتم ببدو سيناء بعدما ظلوا طوال 30 عاماً مهمشين وأن يوفر لأبنائنا فرص عمل مناسبة ونريد منه أن يكلف أحد المسئولين فى الدولة بالجلوس معنا لنعرض عليه مشاكلنا ومطالبنا وجميعها مطالب مشروعة، أما ما يذاع فى وسائل الإعلام من أن هناك كبار المسئلين يجلسون مع مشايخ القبائل وأنه يوجد تعاون بيننا وبين أجهزة الأمن، فهذا غير صحيح بالمرة وكلها أقاويل وحبر على ورق.