اليوم.. أول اجتماع للجنة تطوير الإعلام برئاسة خالد عبد العزيز    جامعة حلوان تشارك في المعرض السنوي للثقافات العسكرية    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر    ارتفاع أسعار الذهب في بداية التعاملات بالبورصة العالمية اليوم الثلاثاء    وزير البترول يعقد مباحثات ثنائية فى مجال التعدين خلال مشاركته فى منتدى الطاقة    فنزويلا تغلق سفارتها في النرويج بعد فوز ماريا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام    جورجيا ميلونى عبر x: ناقشت مع الرئيس السيسي مراحل تنفيذ خطة السلام    معا من أجل السلام.. ماكرون يستعرض لقائه الرئيس السيسى بقمة شرم الشيخ    دبلوماسيون: مصر تصنع السلام في الشرق الأوسط من شرم الشيخ    «الأرصاد»: طقس اليوم خريفي مائل للبرودة.. والعظمى بالقاهرة 28 درجة    وزارة الصحة تغلق مركزا غير مرخص للتجميل بمدينة نصر.. التفاصيل صادمة    إحالة أوراق المتهم بقتل عجوز في نجع حمادي إلى المفتي    العد التنازلي بدأ.. المتحف المصري الكبير يستعد لإبهار زواره بكنوز الفرعون الذهبي    خبير سياسي: مطالبة حركة حماس بنزع سلاحها مطلبا مهينا وغير واقعي    أستاذ علوم سياسية توضح سبب سعي "ترامب" لتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية بالمنطقة (فيديو)    وزير الصحة يبحث مع وزيرة الصحة الألمانية تعزيز التعاون المشترك    إبراهيم حسن: هناك من يكره وجودنا في منتخب مصر    المكسب هو الحل.. ماذا يحتاج المنتخب السعودي والعراقي من أجل حسم التأهل إلى كأس العالم؟    تصفيات المونديال في 3 قارات.. مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء    رئيس جامعة جنوب الوادي يتابع المشروعات التطويرية بالمدن الجامعية    أسعار الحديد والأسمنت في مصر اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025    «التضامن» تطلق حملة «خليك سند» لتقديم حزمة أنشطة تنموية لطلاب المرحلة الابتدائية بمدارس مشروعات السكن البديل    اليوم.. الحكم على 4 متهمين ب"خلية الحدائق"    مصرع شاب إثر سقوطه من الطابق الرابع في الغردقة    الأمن يفحص فيديو لشاب يستعرض بدراجة نارية بطريقة خطرة في أحد الطرق العامة    وزير الزراعة يبحث مع نظيره الموريتاني تعزيز سبل التعاون الزراعي المشترك    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في محافظة الأقصر    «حل مشكلتك» عماد النحاس يحرج نجم الأهلي برسالة صريحة    تصفيات كأس العالم - رأسية فولتماده تمنح ألمانيا الفوز على إيرلندا الشمالية وصدارة المجموعة    موعد الإجازة الرسمية المقبلة في مصر للقطاع العام والخاص (5 أيام بأكتوبر عطلة أسبوعية)    ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم في مصر مع تحركات الأسواق العالمية    "آخر المعجزات".. فيلم ممنوع يعود للحياة عبر بوابة القاهرة السينمائي    عاكف المصري: قمة شرم الشيخ أكدت أن مصر الحارس الأمين للقضية الفلسطينية وخط الدفاع الأخير    النادي المصري يُثمن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني    شادي محمد: حسام غالي خالف مبادئ الأهلي وأصول النادي تمنعني من الحديث    وفاة شقيق عبد المنعم إبراهيم .. تعرف على موعد ومكان العزاء    توفير أكثر من 16 ألف يومية عمل ضمن اتفاقية تحسين مستوى المعيشة بالإسكندرية    هبة أبوجامع أول محللة أداء تتحدث ل «المصري اليوم»: حبي لكرة القدم جعلني أتحدى كل الصعاب.. وحلم التدريب يراودني    «شرم الشيخ» تتصدر مواقع التواصل ب«2 مليار و800 ألف» مشاهدة عبر 18 ألف منشور    «زي النهارده».. وفاة الشاعر والإعلامي واللغوي فاروق شوشة 14 أكتوبر 2016    توتر داخلي وعدم رضا.. حظ برج الدلو اليوم 14 أكتوبر    ارتياح بعد فترة من التوتر.. حظ برج القوس اليوم 14 أكتوبر    بعد استبعاد أسماء جلال، هنا الزاهد مفاجأة "شمس الزناتي 2"    أحمد التايب للتليفزيون المصرى: مصر تحشد العالم لدعم القضية الفلسطينية    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025    دولة التلاوة.. تاريخ ينطق بالقرآن    «التعليم» توضح موعد بداية ونهاية إجازة نصف العام 2025-2026 لجميع المراحل التعليمية    التفاح والقرنبيط.. أطعمة فعالة في دعم صحة الكلى    4 طرق لتعزيز قوة العقل والوقاية من الزهايمر    علماء يحذرون: عمر الأب يحدد صحة الجنين وهذا ما يحدث للطفرات الجينية في سن 75 عاما    قرار جديد للشيخ سمير مصطفى وتجديد حبس صفاء الكوربيجي.. ونيجيريا تُخفي علي ونيس للشهر الثاني    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في بني سويف    أردوغان لميلوني في قمة شرم الشيخ: تبدين رائعة (فيديو)    محافظ قنا يشهد احتفالية قصور الثقافة بذكرى انتصارات أكتوبر    قرار من النيابة ضد رجل أعمال نصب على راغبي السفر بشركات سياحة وهمية    قلادة النيل لترامب.. تكريم رئاسي يعكس متانة العلاقات المصرية الأمريكية    هتافات وتكبير فى تشييع جنازة الصحفى الفلسطيني صالح الجعفراوى.. فيديو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 13-10-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفاجأة في مأساة رفح : كمين "جيش" لم يتحرك لنجدة الشهداء بحجة عدم وجود أوامر
نشر في المشهد يوم 14 - 08 - 2012

أهالى سيناء: مأجورون للموساد نفذوا الهجوم.. والتكفيريون أبرياء
مجموعة أفسدت فرحة رمضان وجددت آلام المعاهدة مع إسرائيل وزرعت الشكوك في مصر حول عهد جديد مع غزة ، ودقت المسمار الأخير في نعش «حسن النوايا « بين السلطة الجديدة بقيادة جماعة الإخوان، وبين «الجهاديين والتكفيريين «.. هو أول اختبار لثنائية الجماعة والدولة دفعت مصر ثمنا غاليا له من كرامتها الوطنية ودماء أبنائها.
16 شهيدا و7 مصابين من المرابطين على حدود مصر والساهرين على حمايتها وأمنها دفعتهم مصر ثمنًا، وبانتظار أن تتكشف الحقائق، ويتم الرد المناسب يظل الوطن كله يضرب «أخماسا في أسداس».. لكن نهاية المطاف لابد أن تضع نقطة النهاية للتهاون مع من يجترئون على مصر.
---------------------
كمين الحرية في رفح، الذي تعرض لهجوم ارهابى مساء الاحد قبل الماضى هو أحد النقاط الحدودية مع الأراضي الفلسطينية التي يسيطر عليها العدو الاسرائيلى، يبتعد عن معبر كرم أبو سالم بحوالى 3 كيلو مترات وتقع أقرب نقطة تمركز على بُعد نحو كيلومترين منه وهى نقطة « كمين الماسورة «، وبها عدد قليل من مجندى القوات المسلحة ومدرعتين، فيما يبتعد الكمين قليلا عن جبل الحلال الذي تتخذه الجماعات المسلحة ملاذا لوعورة الطرق المؤدية اليه ولبعده عن أعين القوات المسلحة، كما أن المنطقة التى يوجد بها الكمين تمثل قرى ذات كثافات سكانية منخفضة للغاية.
شهود العيان ..
في مكان الحادث كان هناك شهود عيان يروون ل»المشهد» تفاصيل الواقعة.
فى البداية يقول مسعد محمد، أحد أهالى إحدى القرى المجاورة للكمين إن الحادث تزامن مع لحظة أذان المغرب، فوقتها سمع أصوات طلقات نارية من ناحية كمين الحرية المجاور لمسكنه وعلى الفور توجه مع عدد من اهالى القرية لاستطلاع الأمر، فإذا بثلاث سيارات منها سيارتان من طراز « كروز « رباعية الدفع والثلاث من طراز « تايلاندى « يستقلها قرابة 30 أو 35 مسلحًا يفتحون النار على المجندين وهم يتناولون وجبة الإفطار مستخدمين الأسلحة الثقيلة من طراز « آر بى جى « و « سلاح 500 متعدد الطلقات «مستغلين انشغال المجندين وأهالي المنطقة بتناول وجبة الإفطار.
ويكمل عبدالرحمن راجح ما بدأه مسعد قائلا: «بعد ذلك استولى المسلحون على عدد من صناديق الذخيرة و الأسلحة بعد تأكدهم من قتل كل من كانوا بالكمين، كما قاموا بسرقة مدرعة تابعة للجيش وأرغموا أحد الجنود على قيادة مدرعة أخرى اتجهوا بها ناحية معبر كرم ابو سالم، فيما اتجهت السيارات الثلاث ناحية جبل الحلال بسرعة رهيبة، وكان أحد أفراد المجموعة يقوم بتصوير الهجوم.
وأوضح راجح أن الاهالى الذين شاهدوا الحادث لم يستطيعوا التصدى لهذه المجموعة الارهابية، وذلك لأن الطريقة التى تمت بها العملية طريقة احترافية مما يدل على أن هذه الجماعات مدربة على أعلى مستوى وليسوا أفرادًا عاديين، ولو تصدى الأهالى لهم لتضاعفت حصيلة القتلى خصوصا أن سكان هذه القرى الفقيرة لا يملكون أسلحة مناسبة تمكنهم من ذلك.
هاون
« مع أذان المغرب سمعنا أصواتا لقذائف هاون ناحية معبر كرم ابو سالم فخرجنا لمعرفة الأمر «بهذه الكلمات يكمل عبدالله عبدالعزيز، الذي يسكن قرية بالقرب من معبر كرم ابو سالم، رواية وقائع الهجوم الارهابى ويضيف: «بعد سماعنا دوى الهاون على ناحية معبر كرم ابو سالم شاهدنا مدرعة تابعة للجيش المصري قادمة من ناحية كمين الحرية والذى سمعنا ناحيته طلقات نارية قبل دقائق من إطلاق الهاون على المعبر، وكان هناك جندى مصرى يقوم بقيادة هذه المدرعة و يرتدى « افارول « تابع للقوات المسلجة و بعدها قامت المدرعة بتحطيم وأقتحام البوابة الحديدية بمعبر كرم ابو سالم، فى تلك الاثناء شاهدنا طائرة هليكوبتر من طراز «اباتشى» تابعة لسلاح الجو الاسرائيلى تحلق على الحدود من الجانب الاسرائيلى وفى هذه اللحظة وبعد دقائق معدودة من اقتحام المدرعة للمعبر وجدنا الطائرة تقصف هدفا على الحدود تبين بعد ذلك انها المدرعة التى قام المسلحون بسرقتها من كمين الحرية بعد قتلهم من فيه».
شيوخ القبائل: الأنفاق هي السبب
شيوخ القبائل في المنطقة لهم رأي فيما جرى، فيقول عزاره زيبان شيخ شيوخ قبيلة العوابدة بمدينة رفح إن السبب الرئيسى فى هذا الحادث هو الأنفاق الممتدة على الشريط الحدودى بين مدينتي رفح المصرية وغزة من الجانب الفلسطينى، ويذكر الشيخ زيبان أن عدد هذه الأنفاق والتى تمتد على مسافة 14 كيلو مترا، يتجاوز 1200 نفق يتم عن طريقها تهريب العناصر الإرهابية والأسلحة الثقيلة والمخدرات وسيارات الدفع الرباعى التى تستخدم فى العمليات الإرهابية التى تكررت داخل سيناء فى الفترة الأخيرة.
وفجر الشيخ زيبان مفاجأة وهى أنه فور وقوع الهجوم الإرهابى هرول الاهالى الى أقرب نقطة تمركز لقوات الجيش وهى « كمين الماسورة « للاستنجاد بمن فيها لملاحقة ومطاردة العناصر الإرهابية التى نفذت العملية قائلين لهم: «تعالوا الحقوا اخواتكم اتقتلوا فى كمين الحرية « فكان رد المجندين « لم تصدر لنا أوامر بالتحرك ولن يتحرك احد منا قبل صدور الاوامر « مما أثار غيظ الأهالى الذين أوشكوا على الاشتباك مع المجندين لولا أن هول الحادث كان أكبر من أى شىء، مما أعاد إليهم رشدهم.
واستنكر الشيخ زيبان رد فعل المجندين بكمين الماسورة مؤكدا انه كان يجب على المجندين ان يتحركوا فورا لملاحقة العناصر الارهابية التى قامت بتنفيذ العملية، خاصة ان كمينى « الحرية « و» الماسورة « كانا قد تعرضا فى الفترة الاخيرة ومنذ نحو شهرين بالتحديد الى مثل هذه العمليات ولكن دون وقوع ضحايا، ومع ذلك لم يتحرك أحد من القيادات العسكرية بالمحافظة لتزويد المجندين باسلحة جديدة او بملاحقة هذه العناصر وكأن شيئا لم يكن.
فلسطينيون
«منفذو الهجوم من العناصر الارهابية وهم فلسطينيو الجنسية، قدموا من جبال الحلال ونفذوا الهجوم ، ثم عادوا مرة أخرى».. بهذه الكلمات يروى الشيخ عبد المعطى ابو قطيفان شيخ قرية الحرية المجاورة لمكان الحادث وهو شاهد عيان على الواقعة بالكامل ويقول « رأيت ثلاث سيارات رباعية الدفع من طراز « كروز» يستقلها نحو 30 شخصا مسلحون بأسلحة ثقيلة بعضهم ملثم والبعض الآخر كاشفى الوجه وهم بدون لحى وكانوا يرتدون « جلاليب « و مع اطلاق العناصر الارهابية للاعيرة النارية على الكمين صاح أحدهم بالتكبير « «الله أكبر « بلهجة فلسطينية نعرفها جيدا ورجح الشيخ ابو قطيفان ان يكون منفذو الهجوم فعلوا ذلك لإلصاق التهمة بالجماعات الاسلامية الموجودة داخل مدينة رفح، وبعد تنفيذهم للهجوم قاموا بالاستيلاء على صناديق الذخيرة والأسلحة الموجودة بالوحدة وفور الانتهاء من تنفيذهم للعملية توجهت السيارات الثلاث باتجاه جبال الحلال بعد استيلاء عدد منهم على مدرعتين اتجهوا بهما ناحية معبر كرم ابو سالم.
ويوضح الشيخ ابو قطيفان أن العناصر الارهابية لم تجد أى مقاومة من قبل المجندين او الاهالى مستغلين انشغال جميع المجندين بتناول الافطار دون وجود حراسة لهم وتساءل الشيخ ابو قطيفان: «هل من العسكرية ان يتناول جميع المجندين وجبة الافطار فى وقت واحد دون حراسة على نقطة حدودية مع الجانب الاسرائيلى» ؟؟
ويكشف الشيخ ابو قطيفان انه بعد فرار منفذى العملية توجه الاهالى من القرى المجاورة الى مكان الحادث لمحاولة اسعاف المصابين فوجدوا المجندين فى مشهد يرثى له.. ما بين أشلاء متناثرة وطلقات بالصدر والرأس وحبات التمر لا تزال فى أفواه بعضهم، وعلى الفور قمنا بنقل المصابين وجثث القتلى فى السيارات الخاصة بنا الى مستشفيات « رفح والشيخ زويد والعريش « قبل وصول سيارات الاسعاف التى وصلت بعد نحو نصف ساعة من وقوع الحادث.
ويفجر ابو قطيفان مفاجأة أخرى وهى أن مكان الحادث والذى يقطن به عدد من الاهالى لا يوجد به إرسال لأي من شبكات الهاتف المحمول الثلاثة الموجودة داخل مصر مما صعّب من عملية الاتصال بسيارات الاسعاف او بالاهالى لنجدة المصابين.
وطالب ابو قطيفان بتزويد المجندين على الحدود بأسلحة حديثة تواكب ما بحوزة العناصر الارهابية التى نفذت الهجوم، إضافة إلى غطاء جوى كامل أسوة بالجانب الاسرائيلى مضيفا ان هناك تخلفًا فى ادارة المنظومة العسكرية ويجب إعادة تصحيح سوء الإدارة الموجود في هذه النقاط الحدودية، متسائلا: كيف يستطيع الجندى المصرى المرابط على حماية الوطن والارض إذا كان غير قادر على حماية نفسه.
وحمل الشيخ أبو قطيفان المسئولية كاملة للمؤسسة العسكرية ومديرية امن شمال سيناء والمخابرات العامة والحربية، فهناك، في رأيه، تقصير امنى رهيب فى مدينة رفح وفى شمال سيناء بالكامل، متسائلا: «كيف لجماعة ارهابية ان تدخل بثلاثة سيارات ومسلحين بأسلحة ثقيلة، وتهاجم نقطة حدودية وتقتل 16 مجندا وضابطا، ثم تستولي على أسلحة وذخيرة ومدرعتين وتنطلق بها مسافة 3 كيلو مترات ناحية معبر كرم ابو سالم، ثم تتمكن من الهرب ومغادرة المكان دون أن تتعرض لطلقة واحدة.. ويضيف بضحكة ساخرة يملؤها كثير من الحزن « دا ولا فيلم اجنبى» ..
ويؤكد الشيخ ابو قطيفان أن العامل المشترك فى تنفيذ جميع العمليات الارهابية داخل محافظة شمال سيناء هى سيارات الدفع الرباعى «كروز» مطالبا السلطات بضرورة مصادرة تلك السيارات وعدم منح تراخيص لها نهائيا لأنها تستخدم فى قتل ابنائنا الجنود فى الاكمنة المختلفة، ويطالب ايضا بتطهير المنطقة الحدودية من الانفاق وتدمير المنازل المقامة عليها، فهذه الأنفاق يتم عن طريقها تهريب البضائع والأسلحة وكل ما يهدد الامن القومى المصرى، على ان تقوم الدولة بتعويض المتضررين وبناء منازل بديلة لهم داخل مدينة رفح.
عناصر مساندة
ويرجح شيخ قرية الحرية ان يكون هناك عناصر من ابناء رفح قامت بمساعدة المجموعة الارهابية عن طريق مراقبة النقطة الحدودية التى تعرضت للحادث والتأكد من ان المنفذين لن يجدوا اى مقاومة .
وحول ما اذا كان منفذو الهجوم الارهابى من جماعات التكفير والجماعات الجهادية الموجودة داخل سيناء، أكد عدد من مشايخ القبائل التقتهم المشهد نفيهم لذلك، قائلين إنهم عقب وقوع الحادث اجتمعوا بقيادات من جماعات التكفير للوقوف على الفاعل الحقيقى للجريمة، غير ان قيادات جماعة التكفير اكدوا لهم عدم صلتهم من قريب او من بعيد بالحادث وان ما تم عمل ارهابى لا يرضى عنه الاسلام ولا اى دين سماوى مرجحين ان تكون العناصر التى نفذت الحادث عناصر مأجورة وخائنة مولتها الاستخبارات الاسرائيلية « الموساد « لتنفيذ الحادث.
الشارع السيناوى
خلال الجولة التفقدية للمشهد داخل مدينتى العريش ورفح ظهرت علامات حزن شديد ممزوجة بالغضب على وجوه الأهالي الذين طالبوا الرئيس محمد مرسى بضرورة تنمية سيناء وتعيين وزير يختص بشئونها فقط وألا يكرر ما فعله الرئيس السابق حسنى مبارك من إهمال متعمد لها.
ويقول محمد ورور، أحد اهالى مدينة العريش، إن السبب الرئيسى للحادث هو الاكمنة الثابتة للجيش وعدم وجود دوريات متحركة ترصد تحركات الإرهابيين وعدم مهاجمة أوكارهم فى جبال الحلال مما جعلها تنمو اكثر واكثر.. ويضيف أن الرابح الوحيد من الهجوم الارهابى هو اسرائيل ويرجح ان تكون لها يد فيه لإيهام العالم الخارجي أن القوات المسلحة المصرية لا تستطيع حماية تأمين حدودها بشكل كاف، ثم الادعاء أن هذا يشكل خطرا على الأمن الاسرائيلي، وربما من أهدافه خلق حالة توتر فى العلاقات المصرية الفلسطينية وتضييق الحصار على أهل غزة عبر إغلاق منفذ رفح البرى.
ويضيف ورور انه عقب وقوع الحادث قام أئمة المساجد بإبلاغ المواطنين عبر مكبرات الصوت بضرورة القبض على من يثبت انه فلسطينى الجنسية وسرعة تسليمه الى أقرب كمين لقوات الجيش.
دفع الثمن
« نحن دائما من يدفع الثمن».. بهذه الكلمات عبر سعيد ابو على، فلسطينى، عن حزنه الشديد من الصاق تهمة الاعتداء على كمين الحرية بالفلسطينيين بدون دليل، موضحا انه حتى لو كان منفذو الهجوم فلسطينيى الجنسية فهذا لا يعنى أن كل الشعب الفلسطيني من العملاء والخونة.
وأكد ابو على أن مسألة إغلاق معبر رفح جاءت بالوبال عليه لعدم استطاعته مغادرة مصر عن اى طريق فالمعبر مغلق والأنفاق موصدة، وهذا سيضطره الى البقاء فى مدينة العريش حتى فتح المعبر من قبل السلطات المصرية والذى يبدو بعيدا في الفترة الحالية.
مستشفى الشيخ زويد
من جانبه يقول الدكتور عبدالعزيز رفاعى مدير مستشفى الشيخ زويد إنه فور وقوع الحادث تلق المستشفى أمراً من مديرية أمن شمال سيناء باستقبال عدد 4 جثث من شهداء الحادث لوضعهم فى ثلاجات حفظ الموتى بالمستشفى، ومن خلال فحص الجثث لم نتمكن حينها من معرفة هوية الجثث لعدم وجود ما يثبتها.
وأوضح الرفاعى أن الجثث التى قامت المستشفى باستقبالها لم تكن متفحمة او مقطعة إلى أشلاء وإنما كانت جثثاً سليمة مكتملة، مصابة بالعديد من الطلقات النارية بعضها بالرأس وأخرى بمنطقة الظهر وأكد الرفاعى أن المستشفى كان يأمل فى أن يكون له دور فى معالجة مصابى الحادث، ولكن تم نقل العديد منهم إلى مستشفى العريش وذلك لتوافر الإمكانيات الطبية به خاصة فى أقسام العناية المركزة والمخ والأعصاب.
فيما يشير الدكتور محمود مسلم - رئيس قسم الجراحة بالمستشفى - الى ان المستشفى يعانى من عدة مشاكل أبرزها نقص المستلزمات الطبية، كما أن هناك مشاكل إدارية بالمستشفى تحتاج الى الضبط خلال الفترة المقبلة.
مديرية أمن شمال سيناء
للوقوف على الحالة الأمنية بالمحافظة ومعرفة آخر التطورات انتقلت المشهد الى مديرية أمن شمال سيناء وبعد انتظار دام أكثر من ساعتين بمكتب حكمدار أمن المديرية رفض كل من مدير أمن سيناء السابق اللواء أحمد بكر والذى أقاله الرئيس محمد مرسى بعد يومين من الحادث وحكمدار الامن اللواء سميح بشادى إجراء المقابلة علما بأن بشادى وافق فى بادئ الأمر وكان نائما بمكتبه عند انتظار محرر المشهد له، وحين استيقظ تذرع بوجود اجتماع مهم لن يستطيع مقابلة صحفيين بسببه.
فى مديرية امن شمال سيناء طالب عدد من أفراد الأمن بضرورة تسليحهم بأسلحة جديدة ومتطورة تواكب الأسلحة التى تستخدمها العناصر الإرهابية وذكر أحدهم أن التسليح الشخصى لفرد الشرطة هو “طبنجة” بها من 7 الى 8 طلقات.. فى حين أن العناصر الارهابية بالمحافظة تمتلك أحدث الاسلحة المتطورة من طراز متعدد الطلقات، وهذا يجعل فرد الأمن غير واثق بالسلاح الذى بحوزته فى أى حملة أو مأمورية يكلف بها.
من المشهد الأسبوعي .. مع الباعة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.