حالة من الاستنفار الأمني والغضب الشعبي تسيطر علي أهالي منطقة الماسورة بشمال سيناء وبالتحديد سكان حي الحرية الذي شهد الحادث الأليم والوحشي الذي راح ضحيته16 مجندا وأصيب7 آخرون أثر عملية ارهابية نفذها مجموعة من الملثمين المدججين بالأسلحة الثقيلة. حيث هاجموا أفراد كمين الحرية لحظة انطلاق مدفع الإفطار وقبل تناول المجندين للطعام فوجئوا بهجوم مسلح من قبل أربع سيارات يستقلها عدد من الأشخاص يرتدون جلاليب بيضاء وملثمين الوجه وفتحوا النيران علي جميع الموجودين بالكمين, واستولوا علي مدرعة كانت متوقفة بالكمين, وفور تنفيذ المجرمين لمخططهم الإرهابي لاذوا بالهرب مستقلين سياراتهم والمدرعة واتجهوا إلي الحدود الإسرائيلية عبر معبر كرم أبوسالم. ويرجع أهالي المنطقة أن يكون الهدف من العملية الإرهابية هو الاستيلاء علي المدرعة المصرية, وتنفيذ جريمة أخري داخل الأراضي المحتلة والتي تبعد عن حي الحرية بنحو3 كيلو مترات, لبث حالة من التوتر والرعب بين الطرفين وإثارة حالة من الفوضي, والصاق التهمة بالفلسطينيين. بعثة الأهرام التقت مع بعض شهود العيان وأهالي حي الحرية الذين يعيشون ساعات من الرعب وانتابتهم حالة من الفزع والخوف من التصعيد من قبل القوات الإسرائيلية واشعال التوتر بين الجانبين الإسرائيلي والمصري خلال الفترة القادمة, فيقول الحاج محمد سلمان تاجر اننا لحظة انطلاق مدفع الافطار سمعنا اصوات اطلاق الرصاص علي نقطة الجيش المجاورة لنا ولم تمر دقائق قليلة من اطلاق النار حتي هرع أهالي المنطقة إلي مكان الحادث وشاهدنا سيارتين نصف نقل وسيارتين تويوتا كروز ذات الدفع الرباعي وبدون لوحات معدنية يهربون من موقع الحادث الا اننا لم نلحق بهم وتمكنوا من الاستيلاء علي احدي مدرعات الكمين, واتجه الجناة إلي معبر كرم أبوسالم المؤدي إلي الأراضي المحتلة وظلوا يطلقون الرصاص بصورة عشوائية من اسلحة ثقيلة كانت بحوزتهم أر بي جي لإرهاب أهالي المنطقة الذين هرعوا إلي مكان إطلاق الرصاص, وقال ان السكان حاولوا القبض علي المتهمين إلا أنهم لم يتمكنوا من اللحاق بهم. وبعد وصول السكان إلي موقع الحادث فوجئوا بسقوط قتلي ومصابين من المجندين غارقين في دمائهم. واضاف الشيخ سلمان: قمنا بنقلهم بسيارات أهالي المنطقة إلي مستشفي رفح لإسعافهم. وبعد قرابة الساعة ونصف الساعة وصلت قوات من الجيش وسيارة اسعاف, حيث تفقد رجال الأمن موقع الحادث, وقد أجمع أهالي المنطقة علي أن ضعف خدمات المحمول بالمنطقة التي تكاد تكون معدومة وراء تأخر وصول قوات الجيش والأسعاف. واحتشد أهالي مناطق الماسورة والحرية ورفح بميدان الماسورة وقاموا بتكوين دروع بشرية حول كمين الحرية في محاولة للايقاع بالجناة وظلوا قرابة الخمس ساعات, حتي وصلت قوات دعم من الجيش حتي حاصرت المنطقة بالكامل من جميع المنافذ في الداخل والخارج. ويرجح أحد أهالي حي الحرية واسمه الشيخ عابد حسن تاجر أن يكون الجناة يعتزمون تنفيذ عملية ارهابية عقب استيلائهم علي المدرعة ومحاولتهم الدخول الي الاراضي المحتلة من خلال معبر كرم ابوسالم الا ان القوات الإسرائيلية رصدت تحركاتهم من خلال كاميرات المراقبة عبر الحدود فقامت باطلاق صاروخ من طائرة إسرائيلية الطالوعة بدون طيار والتي تقوم بمراقبة المنطقة الحدودية علي مدار ال24 ساعة. ويناشد اهالي مناطق الحرية والماسورة وأبوحلو الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بضرورة اصدار تعليمات لاعادة الأمن والأمان للمناطق الحدودية التي تعاني من الانفلات الامني, كما طالبوا بإغلاق جميع الانفاق والتي تقرب من450 نفقا مؤدية لقطاع غزة عبر حدود سيناء, التي تشكل الخطر رقم واحد داخل سيناء من عمليات التهريب التي تحدث يوميا بداخلها من تهريب الاسلحة والمواد البترولية علي ان يتم تزويدهم بالمواد الغذائية وغيرها عن طريق المعابر الرئيسية.