أسعار الأسماك اليوم الأحد 15 يونيو 2025    هبوط جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الأحد    وزير الخارجية الإيراني يؤكد امتلاك دليل قاطع على دعم واشنطن للضربات الإسرائيلية    وسام أبو علي: أشعر بالإحباط.. وأهدرنا 4 أهداف في الشوط الأول أمام انتر ميامي    أشرف داري: الحظ لم يحالف الأهلي أمام إنتر ميامي    مصرع قائد دراجة بخارية إثر انقلابها على طريق المنيا الجديدة    صلاة الجنازة على نجل صلاح الشرنوبي بعد صلاة الظهر من عمر مكرم    محافظ أسيوط يفتتح وحدتي فصل مشتقات الدم والأشعة المقطعية بمستشفى الإيمان العام    تداول امتحان التربية الدينية بجروبات الغش بعد توزيعه في لجان الثانوية العامة    يقترب نحو 51 جنيها.. قفزة كبيرة في سعر الدولار خلال تعاملات اليوم    إجراء انتخابات البورصة يوم الثلاثاء 24 يونيو بمقر شركة مصر لنشر المعلومات    "أزهر الأقصر" يفتح باب التظلمات على نتائج الابتدائية والإعدادية لمدة 15 يوما    2923 طالبا يؤدون امتحانات الثانوية العامة فى 14 لجنة بمطروح.. فيديو    الاستحقاق النيابى بدأ فعليًا القائمةالموحدة مشاورات حزبية مستمرة لخوض السباق الانتخابى    فيلم سيكو سيكو يحقق أكثر من ربع مليون جنيه إيرادات ليلة أمس    «أمي منعتني من الشارع وجابتلي أول جيتار».. هاني عادل يستعيد ذكريات الطفولة    معهد وايزمان جنوب تل أبيب: تضرر عدد من منشآتنا جراء قصف إيرانى ليلة أمس    بعد جهود استمرت 5 سنوات متحف سيد درويش بالإسكندرية ميلاد جديد لفنان الشعب    الأردن يعلن إعادة فتح مجاله الجوي بعد إجراء تقييم للمخاطر    قصر العيني يحقق إنجازا طبيا فى الكشف المبكر عن مضاعفات فقر الدم المنجلي لدى الأطفال    محافظ أسيوط يفتتح وحدتي فصل مشتقات الدم والأشعة المقطعية بمستشفى الإيمان العام    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 15 يونيو 2025    الجيش الإسرائيلى: اعترضنا 7 مسيرات انقضاضية إيرانية خلال الساعات الأخيرة    ثانوية عامة 2025.. إجراءات أمنية مشددة على أبواب لجان عين شمس    أولياء الأمور ينتظرون طلاب الثانوية العامة أمام لجان الامتحانات فى أسوان    حظك اليوم الأحد 15 يونيو وتوقعات الأبراج    طلاب الثانوية العامة 2025 يتوافدون على لجان الامتحانات لإجراء التفتيش الإلكتروني    برواتب تصل ل12 ألف جنيه.. العمل تعلن وظائف جديدة بشركة أدوية بالإسماعيلية    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الأحد 15 يونيو    دعاء امتحانات الثانوية العامة.. أشهر الأدعية المستحبة للطلاب قبل دخول اللجان    اليوم.. مجلس النواب يناقش مشروع قانون الموازنة العامة للدولة للعام المالي الجديد    "زيزو الأعلى".. تعرف على تقييمات لاعبي الأهلي خلال الشوط الأول أمام إنتر ميامي    عودة القطاع الخاص تفتح خزائن الائتمان وتقود نمو محافظ الإقراض    جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقر منظمة أبحاث دفاعية إيرانية    حارس إنتر ميامي الأفضل في افتتاح مونديال الأندية أمام الأهلي    محافظ قنا يشارك في الاحتفالية الرسمية لاستقبال الأنبا إغناطيوس بالمطرانية    مقتل ثلاثة على الأقل في هجمات إيرانية على إسرائيل    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    بداية العام الهجري الجديد.. تعرف على موعد إجازة رأس السنة الهجرية 1447    مجدي الجلاد: الدولة المصرية واجهت كل الاختبارات والتحديات الكبيرة بحكمة شديدة    إعلام إسرائيلي: مصرع 5 وأكثر من 100 مصاب جراء القصف الإيراني على تل أبيب    تجاوز 63%.. مؤشر تشغيل القروض للودائع يواصل التحليق لمستويات غير مسبوقة    سبب دمارًا كبيرًا.. شاهد لحظة سقوط صاروخ إيراني في تل أبيب (فيديو)    الموعد المتوقع لإعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025؟.. رابط الاستعلام برقم الجلوس    اليوم.. الأزهر الشريف يفتح باب التقديم "لمسابقة السنة النبوية"    "رفقة سواريز".. أول ظهور لميسي قبل مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)    "العسل المصري".. يارا السكري تبهر متابعيها في أحدث ظهور    الجلاد: الحكومة الحالية تفتقر للرؤية السياسية.. والتعديل الوزاري ضرورة    السفارة الأمريكية في البحرين تدعو موظفيها إلى توخي الحذر عقب الهجوم على إيران    القانون يحظر رفع أو عرض العلم المصرى تالفا أو مستهلكا أو باهت الألوان    شهادة أم وضابطين وتقارير طبية.. قائمة أدلة تُدين المتهم في واقعة مدرسة الوراق (خاص)    دون أدوية أو جراحة.. 5 طرق طبيعية لتفتيت وعلاج حصوات الكلى    ضمن مبادرة "100 مليون صحة".. صحة الفيوم تقدم خدمات المبادرات الرئاسية لأكثر من 18 ألف مواطن خلال عيد الأضحى    جامعة بدر تفتح باب التقديم المبكر بكافة الكليات لطلاب الثانوية العامة والأزهري والشهادات المعادلة    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    تشكيل الأهلي أمام إنتر ميامي.. مفاجأة متوقعة من ريبيرو    كأس العالم للأندية| «ريبيرو» يعقد محاضرة فنية للاعبي الأهلي استعدادًا لمواجهة إنتر ميامي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيناء مفقودة أمنيا رغم الوجود العسكري الملحوظ‏ ..والقتل ظاهرة يومية

بينما لايكاد يمر يوم دون أن نسمع عن وقوع حادث قتل أو خطف أو إطلاق نار في شبه جزيرة سيناء خاصة في الشمال والوسط ويتحدث العالم أجمع عن خروج سيناء عن السيطرة الأمنية المصرية نجد أن جميع المسئولين المصريين وعلي كل الأصعدة خاصة الأمنية والسياسية في سيناء يؤكدون وبإصرار أن الوضع تحت السيطرة وأن سيناء امنة لذلك قررنا أن نذهب بأنفسنا لمعرفة الحقيقة ومن خلال المعايشة الفعلية علي الأرض وبالفعل اكتشفنا الحقيقة وهي أننا كاذبون وأن سيناء تضيع.. تضيع تضيع.. وأن الأخرين خاصة القادمين عبر الحدود يتحكمون بها ونحن نكتفي بموقف المشاهد بالرغم من اننا وبالفعل قادرون علي استعادتها ولكننا ننتظر أوامر السيد الرئيس المنتخب أيا كان اسمه.
وما إن وصلنا إلي أرض الفيروز حتي خرجنا إلي الشارع وليس إلي مكاتب المسئولين المكيفة الهواء لنعرف الحقيقة والتي يصر هؤلاء المسئولون علي كتمانها في دفاترهم العتيقة أو في الأقراص المدمجة التي تذهب فقط لكبار المسئولين بالقاهرة ليدرسوها ثم يدرسوها قبل أن يقرروا دراستها.
في الماضي عندما كان أي شخص أو مسئول يتحدث عن الفلتان الأمني في سيناء كان يضرب مثالا بجبل الحلال الذي كان يعتبر ولفترة طويلة مأوي للخارجين عن القانون ولكن الوضع تغير الان حيث وكما يشير المواطن( سيد. أ) فإن المسلحين سواء من المتطرفين أو من المنفلتين أمنيا يتجولون في شوارع المدن بسيناء والطرق الصحراوية والرابطة بين المدن والقري حاليا بكل حرية ولا يستطيع احد التصدي لهم خوفا من الانتقام.
جمعة الهوية الإسلامية
ويقول سيد الذي يقترب من الخمسين من عمره إنه لا يصدق حتي الان ماراه بعينيه في جمعة الهوية الإسلامية في29 يوليو الماضي فهذا اليوم سيظل محفورا في ذاكرة السيناويين لأنه جعلهم يفقدون الاحساس بالأمان ففي ذلك اليوم حاصر عشرات المسلحين الإسلاميين قسم ثاني العريش وظلوا يقصفونه بعنف مستخدمين اسلحة لم تستخدم من قبل في المنطقة.
ويشير إلي ان الأحداث بدأت عقب مشاركة المئات من سكان العريش في مسيرات امام مسجد الرفاعي بميدان البلدية والمعروف حاليا باسم ميدان الحرية وميدان التحرير ففي نهاية المسيرة ظهر فجأة نحو مائتين من المسلحين الملتحين وبدأوا في إطلاق النار بشكل استعراضي في الشوارع ثم توجهوا لتمثال الرئيس الراحل انور السادات لتدميره بالرصاص وبعدها دمروا جزءا من قاعدته باستخدام لودر ولم يكملوا المهمة حيث توجهوا إلي قسم ثاني شرطة العريش ليشنوا عليه أجرأ هجوم إرهابي في تاريخ مصر فقد حاصر هؤلاء المسلحون وبينهم الكثيرون ملامحهم ليست مصرية ويتحدثون لهجات عربية معظمها فلسطينية القسم لمدة عشر ساعات تقريبا وأغلقوا الطرق المؤدية إليه وفرضوا ما يشبه حظر التجوال في المنطقة خاصة في مربعات الشاليهات السياحية وقصفوا القسم باسلحة ثقيلة مثل المدافع من عيار250 مللي و500 مللي وجرينوف وقنابل يدوية مما تسبب في وفاة خمسة أشخاص, من بينهم طفل, وضابط معاون القسم وأحد ضباط القوات المسلحة, علاوة علي إصابة21 شخصا بينما8 من عناصر الشرطة وجنديان من القوات المسلحة.
ويؤكد سيد أن وصول الدعم العسكري جاء متأخرا للقسم المحاصر بعد أن ألقي الرعب في قلوب الناس ولم يفلح منظر وجود الدبابات والمدرعات التابعة للجيش في الطرق الرئيسية وامام المنشآت والمباني الهامة بشمال ووسط وجنوب سيناء في بث الطمأنة في القلوب حتي الآن لأن المسلحين سواء من الإسلاميين او الخارجين علي القانون مازالوا يقومون باستعراضات سريعة للقوة.
والحقيقة أن بعثة الأهرام وخلال وجودها في سيناء تأكدت من صحة تلك المخاوف فوجود مدرعات الجيش لا يحقق إلا قدرا محدودا من الطمأنة لأن الجنود لايبادرون بإطلاق النار عندما يشاهدون هجوما ما وإنما ينتظرون تعليمات من قادتهم ولأن ذلك يستغرق بعض الوقت فإن المهاجمين يتصرفون براحتهم ثم يختفون ويتكرر هذا الأمر يوميا تقريبا.
مهاجمة الكمائن الأمنية
وخلال وجودنا في سيناء لتقصي الحقائق حول الأوضاع هناك اعتدنا علي سماع اخبار الاعتداءات التي يقوم بها المسلحون علي الأكمنة الأمنية خاصة في الريسة بالعريش والشيخ زويد وفي أحد المرات هالنا ان المسلحين ظلوا يطلقون النار ليلا علي كمين الريسة الأمني المشترك بين الشرطة والجيش لمدة ساعتين بشكل متقطع إنطلاقا من إحدي المناطق الجبلية المحيطة بموقع الكمين.
القتل اليومي
وإذا كانت كل الهجمات علي الأكمنة الأمنية لم تسفر عن سقوط ضحايا لانها كانت تتم من بعد أو بسرعة وبدون تركيز وتهدف لإحداث أثرا نفسيا فقط كما لاحظنا بانفسنا في العريش والشيخ زويد إلا أن هناك هجمات أخري مؤثرة تحدث تقريبا بشكل يومي وتوقع خسائر وتتمثل في عمليات قتل علي خلفيات قبلية او سياسية ومن ابرزها قتل أحد المشايخ القبليين لتعاونه مع السلطات المركزية في القاهرة في حماية المنشآت الحيوية التي تقع في دائرة نفوذ قبيلته حيث جري إطلاق النار عليه وهو يجلس في محل حلاقة بالعريش وكذلك جري قتل بعض الشباب المنتمين لأكثر من قبيلة باطلاق النار عليهم بشكل فردي في شوارع العريش ورفح لأسباب ومبررات منها محاربة تجارة تهريب البشر ومنها الخلافات المالية.وتبقي الظاهرة الأخطر وهي أن الأمن المصري وحتي في السنوات الأخيرة من حكم النظام السابق فشل في دخول بعض المناطق في سيناء خاصة علي الحدود مع غزة وإسرائيل فتحولت إلي دويلات وكانتونات خاصة بالمهربين أو المتطرفين وباتت خارجة عن السيطرة تماما وبداخلها يمكن ان تكتشف انك في دويلات مستقلة لاعلاقة لها بما يحدث في غيرها وحتي نتمكن من دخول إحداها قمنا بمغامرة تقشعر لها الابدان وسنرويها في الجزء الثالث من هذه السلسة.
والملفت للنظر ان العنف المتواصل في سيناء لا يحظي بالتغطية الإعلامية المناسبة ليس بهدف التشهير ولكن بهدف إثارة الانتباه وذلك لسبب بسيط هو أن الإعلاميين المحليين يعيشون تحت ضغط الخوف من إثارة ضيق العائلات والقبائل فعائلات الضحايا تعتبر نشر اسماء أبنائها تقليل من قدرها مادامت لم تأخذ بالثأر بعد وعائلات الجناة تعتبر النشر بمثابة تحريض ضدها وقد نسي الجميع أن عدم النشر يؤجج العنف ويشجع علي ارتكاب المزيد من الجرائم.
العملية نسر
وحتي نكون منصفين فان الهجوم علي قسم ثاني العريش لم يمر مرور الكرام فبعده بأيام قليلة بدأت القوات المسلحة حملة موسعة للقضاء علي البؤر الإجرامية والإرهابية بشمال سيناء, بمشاركة قوات من نخبة الجيش المصري, يصل عددها إلي ألف جندي, وعدد من دبابات الإسناد الخفيفة وبحسب بيان لوزارة الداخلية, فقد أسفرت حملة القوات المسلحة, في أيامها الأولي, عن القبض علي عدد من الأشخاص, وقتل آخر, وضبط بنادق آلية, وذلك قبل أن تدخل الحملة في المرحلة الحاسمة, وهي مرحلة دخول جبل الحلال بسيناء, المعقل الشهير للمتطرفين, وشملت المرحلة الأولي من الحملة, وصول القوات إلي مدينة العريش والتمركز علي مداخل العريش والشيخ زويد ورفح وهو مازال مستمرا وملحوظا حتي الآن بالإضافة إلي استلامها مهام تأمين الأماكن الحيوية, مثل الأقسام ومبني المحافظة ومديرية الأمن والبنوك.
ورغم تلك العملية ورغم ان منظر الدبابات والمدرعات في شوارع العريش وغيرها من مدن شمال ووسط سيناء يثير طمأنينة الغرباء الذين لا يعرفون الحقيقة إلا ان ابناء المدينة يشتكون من سلبية الجنود وعدم تدخلهم عند رؤية اي إعتداء وكانهم يجلسون لحماية آلياتهم فقط فالعنف في المنطقة مازال مستمرا ولم يتوقف ولو ليوم واحد.
ولكن البعض يبرر ذلك بأن الامن مازال يكمل استعداداته للقيام بالجزء الثاني من العملية نسر والتي تشمل اقتحام جبل الحلال مأوي الخارجين عن القانون والمتطرفين كما تقول أبجديات العمل الأمني في سيناء.
أسطورة جبل الحلال
ويمتد جبل الحلال من منطقة الفالوجة بالقرب من قناة السويس جنوبا, وحتي مسافة60 كيلومترا شمال مدينة العريش, ومن منطقة وسط سيناء وحتي عمق صحراء النقب داخل إسرائيل, ويمتلئ الجبل بالمغارات التي يقع بعضها علي ارتفاع1800 متر, وعلي امتداد عشرات الكيلومترات ويعتبر الجبل امتدادا لقمم جبال حسنة والقسيمة وصدر الحيطان والجفجافة والجدي, وهو يحتوي علي دروب لا يعرفها سوي الذين يقطنون تلك المنطقة الصعبة, وهم قبائل التياهة والنخالوة وجزء من قبيلة الترابين, وهو ما جعله مكانا مناسبا لمقاومة القوات الإسرائيلية بعد هزيمة يونيه.1967
في انتظار الرئيس الجديد
لكن وحتي الان ولأسباب غير معلنة لم تبدأ المرحلة الثانية من العملية نسر أي اقتحام وتطهير جبل الحلال رغم ان وزارة الداخلية قامت بعد تفجيرات طابا وشرم الشيخ, في عام2004, بهجوم ضخم علي جبل الحلال, للقبض علي المتورطين في التفجيرات, ويقول الأهالي إن المتحصنين في الجبل آنذاك لم يكن عددهم يزيد علي30 شخصا بينما يصلون الان إلي1400.
غزة أكثر أمانا
وفي محاولة لفهم سر عدم تنفيذ الجزء الثاني من العملية نسر أي اقتحام جبل الحلال أكدت مصادر أمنية محلية لبعثة الأهرام أن الجبل خالي حاليا تقريبا وأن الخارجين علي القانون لا يستخدمونه بشكل دائم ولكن خلال وجودهم في سيناء فقط وأن معظم من كانوا يختبئون به ذهبوا إلي منطقة اكثر امانا وهي قطاع غزة عبر الأنفاق الموجودة علي طول حدود مصر والقطاع والتي يمكنهم أن يدخلوا ويخرجوا منها بلا مشاكل ولا تكاليف تذكر وبامكانهم في غزة ان يتمتعوا بكرم ضيافة بعض الجماعات الجهادية الفلسطينية المتشددة مثل جيش الإسلام بقيادة ممتاز دغمش.
المتطرفون والدعم القادم من غزة
وبينما رفض اللواء صالح المصري مدير أمن شمال سيناء طلبا من بعثة الأهرام لمقابلته لمعرفة الحقيقة أبلغتنا مصادر امنية أقل مستوي بشمال ووسط سيناء رفضت الكشف عن أسمائها ان التيار المتطرف بشمال سيناء يضم عدة تنظيمات سلفية بسيناء من اهمها تنظيم التوحيد والجهاد المسئول عن تفجيرات سيناء عام2004 والذي يعتقد الكثيرون ان قائده هشام السعيدني موجود بغزة وينضم اليه تنظيم انصار الجهاد بسيناء وينضم اليهما تيار التكفير والهجرة بشمال سيناء والمتأثر بشكري مصطفي الذي قتل الدكتور محمد حسين الذهبي وزير الأوقاف السابق في نهاية السبعينيات من القرن الماضي.
وتوضح المصادر الأمنية ان العديد من العناصر الجهادية الهاربة من السجون بعد الثورة وبينهم عدد من منفذي تفجيرات سيناء عادوا الي شمال سيناء وانضموا الي التنظيمات الجهادية, ولكن الشيء الخطير هو أن من ينسق ويمول تلك التنظيمات هو تنظيم جيش الإسلام المدعوم من غلاة السلفيين الجهاديين بغزة بقيادة ممتاز دغمش والذي يقال ان يقضي معظم وقته بسيناء وبصحبته بعض من رفاقه العرب الذين سبق أن دخلوا غزة عبر الأنفاق واليوم خرجوا منها لنشر دعوتهم بمصر.
وهناك حقيقة كشفها لنا أحد المصادر الأمنية وهي ان جانبا من المتطرفين أو اعوانهم الذين يأتون عبر الأنفاق يتحركون بحرية في سيناء لأنهم يحملون بطاقات شخصية مصرية مسروقة او مزورة تسمح لهم ايضا بالوصول للقاهرة إن ارادوا ذلك.
فكر جيش الإسلام
مع قيام حركة حماس بتنفيذ عملية الوهم المتبدد في25 يونيو2006 سمع العالم لأول مرة عن فصيل مقاوم جديد شارك في هذه العملية النوعية هو جيش الإسلام, وفي هذه التسمية دلالة بالغة الأهمية تتمثل في إعطاء هذه الحركة بعدا عالميا يتجاوز الطرح الوطني الفلسطيني الذي هيمن علي مجمل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ انطلاق الحركة الوطنية والإسلامية للمقاومة, فجيش الإسلام يحيل علي الانتماء إلي الهوية الإسلامية التي تتجاوز البعد الوطني والقومي.
أنفاق تصدير الإرهاب
وبالرغم من أن معظم الكتاب يرون أن تنامي الجماعات الأصولية التي تتبني العنف في شمال سيناء سببه تجاهل الحكومات المصرية المتعاقبة لسيناء طوال العقود الماضية مما أدي إلي تفشي الفقر والجهل نتيجة البطالة وانعدام الخدمات وانتشار الفكر المتطرف وسط أبناء القري إلا ان بعض مشايخ المنطقة يرون ان هناك سببا أخطر وهو وجود الأنفاق مع قطاع غزة والتي بدلا من ان تكون بمثابة شرايين للحياة في القطاع أصبحت ممرات آمنة للمتطرفين يستخدمونها لبث أفكارهم المتشددة مؤكدين أن بعض الأطراف الخارجية كإيران والمتطرفين في الخليج العربي تستخدمها لتحقيق أهدافها الخاصة كنشر عدم الاستقرار بمصر أو العمل علي انشاء قاعدة لدولة الخلافة الإسلامية تضم سيناء وغزة مع الأخذ في الاعتبار اهمية سيناء لأنها بمثابة مفصل الربط بين افريقيا واسيا علاوة علي أن مساحتها تعادل مساحة فلسطين التاريخية ثلاث مرات.
وقد أجمع زعماء مشايخ القبائل السيناوية الذين التقينا بهم في منزل الدكتور سليمان عرادة بمنطقة الخروبة بشمال سيناء علي رفض وجود المتطرفين والمنفلتين أمنيا في أرضهم, وأكد معظمهم رفضه لاستمرار وجود اتفاق التهريب بين رفح المصرية وقطاع غزة, بينما طالب بعضهم بفتح معبر رفح بشكل كامل للبضائع والأفراد أو تحويل المنطقة الحدودية لسوق تجارية حرة.
وأوضح بعض الشيوخ في كلماتهم ل الأهرام والتي ستنشرها في الحلقتين القادمتين أن الحكومة المصرية قادرة علي السيطرة علي سيناء في فترة وجيزة, وأنهم مستعدون للمشاركة في ذلك لأن الانفلات الأمني والتطرف يسيئان لهم ولقبائلهم التي تعتز بانتمائها للتراب المصري.
وقبل ان ننتقل للحلقة الثانية من سلسلة التحقيقات الاستقصائية التي أجريناها في شمال ووسط سيناء والتي ستتعلق بكيفية وصول الأسلحة الثقيلة إلي شبه الجزيرة واستحواذ المتطرفين والمنفلتين أمنيا علي كميات كبيرة منها دعونا نعترف بأن هؤلاء المتطرفين القادمين عبر الأنفاق انتصروا في معركتهم لنشر الفوضي بهذا الجانب العزيز من ارض مصر وأنهم نجحوا فعلا في تجنيد مواطنين مصريين لتنفيذ عمليات سواء داخل سيناء أو في إسرائيل ومنها الهجوم علي إيلات في اغسطس الماضي مما اسفر عن مقتل ثمانية إسرائيليين والذي كاد يجر مصر لمواجهة مع إسرائيل خاصة مع مهاجمة مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة وأخيرا فإننا يجب ان نعترف ان أحد المصريين وهو خالد صلاح عبد الهادي جاد الله أقر في تسجيل مصور أنه احد الاستشهاديين في الهجوم علي العمال الإسرائيليين في بناء الجدار الحدودي بالنقب يوم السبت الماضي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.