في الوقت الذي تواصل فيه القوات المسلحة المصرية عملية " نسر " لتطهير سيناء من العناصر الجهادية كشفت التحقيقات التي أجرتها أجهزة الأمن مع عدد من الذين ألقي القبض عليهم في المرحلة الأولى للعملية " نسر " التي بدأتها قوات الجيش والشرطة فجر أمس الاثنين أن المتهمين يمثلون الخلية الأولى ضمن خلايا الجهاديين المنتشرة في سيناء والتي نفذت الهجوم المسلح على قسم شرطة ثان العريش ومحطات تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل. وقال مصدر أمني :خمسة على الأقل من الذين ألقي القبض عليهم متورطين بشكل رئيسي في الهجوم على قسم شرطة ثان العريش ومحطات تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل. وتبين من التحقيقات أن المسلح الذي قتل في مواجهات أمس يدعى سالم مجمد جمعة 36 عاما ويعمل مهندسا من مدينة السويس عند الطرف الجنوبي لقناة السويس ، وأنه قد أصيب خلال العملية أيضا عمر محمد الملاح 25 عاما وهو من مدينة الإسكندرية . وكشفت التحقيقات أيضا أن بين المقبوض عليهم فلسطيني يدعى ياسر جرمي عطية 35 عاما وينتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني ويقيم بقطاع غزة، وأنه دخل الأراضي المصرية بعد نجاحه في التسلل عبر أحد الأنفاق. وتبين انه كان معتقلا داخل أحد السجون المصرية وتمكن من الفرار في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير أثناء عمليات فتح السجون . وأعترف جرمي في التحقيقات بأنه عقب فراره من المعتقل اصطحبه أحد الجهاديين المصريين معه ، وأقنعه بضرورة الجهاد ضد إسرائيل ، وأنه تلقى تدريبات قتالية داخل سيناء وداخل قطاع غزة أيضا. وكشفت التحقيقات أيضا أن الخلية التي تم تفكيكها والقبض على عدد كبير من أعضائها ضمت عدد من العناصر من محافظات خارج سيناء منهم حسام عبد الراضي حسن 23 عاما من سوهاج و محمد جمعة صلاح 31 عاما من محافظة القليوبية. وأكدت التحقيقات أن المتهمين شاركوا في تنفيذ الهجوم المسلح على قسم شرطة ثان العريش في الثامن والعشرين من شهر يوليو الماضي ، وأن أحداهم كان لا زال متأثرا بجراحه وأنها كانت سببا في عدم تمكنه من الحركة وسهولة القبض عليه. وتواصل أجهزة الأمن التحقيقات مع المتهمين لمعرفة علاقتهم بالهجمات التي تمت على محطات تفجير خط الغاز الطبيعي لإسرائيل والهجمات المسلحة الأخرى التي تمت بالشيخ زويد ورفح. وقتل مسلح أمس واعتقل 11 آخرين في مواجهات مسلحة بين قوات الجيش المصري ومطلوبين بأحد مناطق شرق العريش في إطار حملة المداهمات التي تنفذها قوات الجيش والشرطة المصرية لملاحقة المتورطين في الهجوم على قسم شرطة ثان العريش وتنفيذ خمس هجمات على محطات تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل. وانطلقت فجر أمس الحملة الأمنية المشتركة بين القوات المسلحة والشرطة حيث داهمت القوات عدة مناطق شرق العريش ، ودخلت مدن شمال سيناء يومي الجمعة والسبت أعداد كبيرة من الآليات خاصة العربات المدرعة والدبابات وحاملات الجنود وقوات الجيش والشرطة ن وانتشرت العربات المدرعة والمجنزرة عند أطراف مدينة العريش وعلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينتي رفح والشيخ زويد. وتصاعدت الهجمات على البنية التحتية للطاقة منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في فبراير ، وكانت هذه الهجمات تستهدف بشكل رئيسي خط الغاز في شمال سيناء والذي ينقل الغاز إلى الأردن أيضا. ووقعت خمس هجمات مؤخرا على نقاط لتصدير الغاز إلى إسرائيل كان أحدثها في 30 يوليو. وألقت السلطات باللائمة على "مخربين" و"عصابات مسلحة" لم تحدد هويتها. وفي يوليو قالت مصادر أمنية أن نحو مئة مسلح طافوا بالعريش بسيارات ودراجات نارية وهم يلوحون بإعلام تحمل شعارات إسلامية وهاجموا مركزا للشرطة وتبادلوا إطلاق النار مع قوات من الجيش والشرطة. وتشترك سيناء في الحدود مع قطاع غزة الفلسطيني الذي تسيطر عليه وتحكمه حركة حماس الإسلامي ، وقد هربت العديد من العناصر المطلوبة للاختباء بجبل الحلال بالقطاع الأوسط من سيناء فور علمها بوصول قوات الدعم بهذا العدد الكبير من المعدات والآليات إلى العريش يومي الجمعة والسبت.