مصر السابعة عالميًا في أعداد المصابين بالسمنة.. والمصريون ينفقون 7.5 مليون دولار على أدوية التخسيس أينما تولوا وجوهكم تطاردكم إعلانات التخسيس، فلا تخلو قناة تليفزيونية ولا صحيفة مطبوعة ولا موقع إلكترونى من إعلانات التخسيس، التى تزف البشري للباحثين عن جسم رشيق والتخلص من الدهون بتحقيق ذلك الحلم دون "ريجيم" أو ألم أو جراحة. وتقول الأرقام الرسمية إن أكثر من 40 مليون مصرى منهم 19 مليونًا يعانون من السمنة المفرطة. وكشفت بيانات صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن أن مصر دخلتها أدوية تخسيس بقيمة 7.4 مليون دولار خلال الفترة ما بين يناير ونوفمبر 2018، لصالح عدد من الشركات الخاصة. ومع التوقعات بوصول عدد المصابين بزيادة الوزن والسمنة إلى بليونى شخص فى العالم بحلول 2025، فإن الدكتور هشام البرلسى، أستاذ الباطنة والسكر والغدد الصماء بطب قصر العينى، يشير إلى إصابة 70? من المصريين بزيادة الوزن، منهم 30? مصابون بمرض السمنة، ومعظمهم من السيدات بواقع 10 ملايين امرأة و3?6 مليون طفل. ولأن السمنة سبب رئيسى فى الإصابة بالعديد من الأمراض غير المعدية، ومنها أمراض القلب والجهاز التنفسى والأورام السرطانية، فقد طرحت منظمة الصحة العالمية وهيئة الأممالمتحدة مقترحات مواجهتها والحد من انتشارها، وأولت الرئاسة فى مصر اهتمامًا بها، عبر إدخال الكشف عن الأمراض غير السارية ضمن مبادرة 100 مليون صحة. وتقول مصادر طبية، إن أسعار عمليات جراحة السمنة تختلف من مكان لآخر، حيث تتراوح أسعار عمليات جراحة السمنة ما بين 35 ألفًا حتى 100 ألف جنيه لعمليات تحويل مجرى البول، وما بين 25 ألفًا إلى 40 ألف جنيه لعمليات تركيب حزام المعدة أو الاستئصال الجزئى لها، وما بين 15 ألفًا و25 ألف جنيه لعملية بالونة المعدة. أما عمليات شفط الدهون بالليزر فالسعر يختلف على حسب المنطقة بالجسم المراد تنحيفها، وجلسة التخسيس الواحدة تتراوح بين 50 و500 جنيه. ومع ارتفاع تكلفة علاج التخسيس، يقدم أطباء توصيات للوقاية من السمنة، واتباع الطرق الصحية السليمة فى الغذاء، بالإضافة إلى الاهتمام بالرياضة والمشي. وتقول الدكتورة هنادى شيحة، استشارى التغذية بالمعهد القومى للتغذية، إن "الغذاء الصحى هو الواقى الحقيقى من الإصابة بالسمنة للكبار والصغار، حيث إن الغذاء غير الصحى كالوجبات الجاهزة والأطعمة المقبلة تعمل على ضعف الجهاز المناعى، ومن ثم الإصابة بالأمراض وأخطرها السمنة". وأضافت ل"المصريون"، أن "المصريين ينفقون مبالغ طائلة للتخلص من السمنة، ومن هنا استغلت مراكز التخسيس الأمر، وأصبح مشروعًا مربحًا لهم"، مشددة على أنه من الأنسب "اتباع نظام غذائي صحي يشمل العديد من أصناف الغذاء، دون الاعتماد على نوع واحد، فالتنوع ضرورى كالخبز مع الفواكه والخضراوات والأسماك واللحوم والماء". وقال الدكتور محمد القبلاوى، استشارى العلاج الطبيعى والسمنة، إن "إحصائيات حول أعداد المصابين السمنة فى مصر صادمة، حيث تحتل مصر المرتبة السابعة عالميًا، وهناك من 20% إلى 25% من الأطفال في مصر مصابون بسوء التغذية". ووجه القبلاوى، نصائح للتخلص من السمنة كوقاية خير من الدخول فى دوامة العلاج، منها "زيادة النشاط والحركة لأن الغذاء ليس فقط هو الذى يحمى صحة الإنسان، وإنما الحركة والنشاط يكسبانه الحيوية والانتعاش، والقدرة على مواصلة روتين الحياة اليومى الذى يكون شاقًا فى بعض الأحيان، بالإضافة إلى التمرين بانتظام، حيث يحتاج الجسم ما بين 150-300 دقيقة من النشاط المعتدل أسبوعيًا لمنع زيادة الوزن، تشمل المشى السريع أو السباحة أو الرقص أو التمرينات الصباحية". كما نصح ب "اتباع نظام الأكل الصحى والتركيز على الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية، وتجنب تناول الأطعمة غير الصحية المتمثلة فى الحلوى والحبوب المعالجة والبطاطس واللحوم المعالجة والمشروبات التى تحتوى على نسب عالية من السكريات، خاصة المشروبات الغازية، ولكن يمكن الاستمتاع بكميات صغيرة من الأطعمة الدسمة أو السكرية بين الحين والآخر، مع التركيز على اختيار الأطعمة التى لا تضر بصحة الجسم بشكل عام". ومن بين الوقاية من السمنة، التى وجهها القبلاوي، "تناول ثلاث وجبات منتظمة يوميًا مع وجبات خفيفة محدودة وذات سعرات منخفضة، ومعرفة وتجنب المواقف التى قد تدفعك لتناول الكثير من الطعام والسيطرة عليها، بالإضافة إلى مراقبة الوزن بالانتظام والوقوف على الميزان مرة على الأقل كل أسبوع، والالتزام بخطة الوزن الصحى خلال الأسبوع خاصة فى العطلات والإجازات والزيارات العائلية، ما يزيد من فرص النجاح على المدى الطويل". وقال إن "الإرهاق يدمر صحة الإنسان ويسهم فى إصابته بالسمنة فيجب النوم الجيد والراحة، وتجنب الأنشطة التى تحتاج إلى الجلوس لوقت طويل مثل مشاهدة التليفزيون لفترات طويلة أو الجلوس أمام أى شاشة لفترة طويلة مثل قضاء ساعات فى العمل أمام شاشة الكمبيوتر، فمن المعروف أن العمل الشاق والجلوس لفترات طويلة يسببان السمنة ومشاكل فى العمود الفقرى". وقال الدكتور محمد أبو الغيط، أستاذ السمنة والنحافة وسكرتير الجمعية المصرية لدراسات السمنة، إن "السمنة وارتفاع دهون الجسم تمثل السبب الرئيس لانتشار الإصابة بأمراض القلب المختلفة، ومرض السكر من النوع الثانى". وأوضح، أن "مصر تعانى من ضعف الإحصائيات الخاصة بالسمنة بين كل فئات المجتمع، كما تعانى من ضعف التوعية الصحية وفقًا لخطة مجتمعية، والكثير يلجأ إلى العلاج ويصرف مبالغ طائلة للتخسيس وكان من الأحرى بهم أن يهتموا بالوقاية أولاً". وطالب أبو الغيط، القائمين على حماية صحة المصريين ب "ضرورة فرض الضرائب الزائدة على الوجبات السريعة الجاهزة، لأنها من أهم أسباب الإصابة بالسمنة بين المصريين نتيجة تغير العادات الغذائية، خاصة بين طلاب المدارس".