محمد صبحي حارس محظوظ جدا.. منذ عدة مواسم وهو يتسبب في ضياع بطولات وخسارة مباريات حاسمة وبنفس الطريقة الساذجة.. الكرة في متناول يديه ولكنها تخرج منهما بقدرة قادر أو بقدم لاعب من الجن لا نراه، وربما يراه هو، يعني "مخاوي" كما يقولون، ثم تصطدم بقدمه وتذهب إلى لاعب محظوظ آخر، لا يبذل فيها أي مجهود ولكنه يجدها أمامه والمرمى خال من حارسه فماذا يفعل سوى ان ينفخ فيها ليحرز هدفا ولا أسهل!! تعالوا نستعيد شريط مباراة الذهاب في الكونفيدرالية الأفريقية والتي تسبب صبحي في اخراج الاسماعيلي منها. الكرة تذهب سهلة إلى صبحي ويلتقطها بيديه لكننا جميعا نفاجأ بسقوطها منه ثم تصطدم بقدمه وتتهيأ للاعب نيجيري يحرز منها هدفا! هذا السيناريو تكرر أمس أمام الزمالك وفي الدقيقة السادسة من المباراة.. كرة ميتة لو تكررت عشرات المرات لما سقطت من يدي طفل في العاشرة لا علاقة له بحراسة المرمى، ثم تصطدم بقدمه وتتهيأ هدية جميلة لمصطفى جعفر في أول مباراة له مع الزمالك ليحرز منها الهدف الأول! صبحي محظوظ في رأيي لأنه لو كان يلعب في فريق مدرسي لما سمحوا له بالاستمرار ولنصحوه أن يبحث له عن مهنة أخرى غير الكرة.. لكنه في الاسماعيلي هو طارد لكل حراس المرمى الذين يتعاقد معهم، وآخرهم ابراهيم فرج وسمير عاشور اللذان ضمهما حسن شحاتة للمنتخب الوطني! ورغم أن محمد فتحي أفضل منه مليون مرة، إلا أن الخواجة فيكتور أعاده لحراسة مرمى الاسماعيلي ليقدم هداياه المجانية للمحظوظين من المهاجمين في الفرق المنافسة! الهدف الثاني أيضا مسئولية صبحي بتحركه الخاطئ على الكرة التي صوبها معتز اينو وهو مكشوف تماما، ولا يوجد لاعب يحجبه عن عيني صبحي، فلو تحرك على خط المرمى كما يفعل الحراس الفاهمون لأمكنه أن يصدها بيده! هذا الهدف أيضا يدل على أن مدافعي الاسماعيلي يحتاجون إلى مجهود هائل ليعرفوا كيفية التمركز السليم ورؤية منطقة المرمى، وألف باء الرقابة.. فكيف كرة ثابتة سهلة وهي الضربة الركنية التي نفذها حازم امام تذهب بكل سهولة على قدم معتز اينو بدون أية مزاحمة لأن "حمص" سرحان ويفكر في أمور أخرى غير واجبه في المباراة، وكل فريق الاسماعيلي أمام صبحي ينتظرون أن يرفع حازم الكرة في اتجاههم ليقابلها مهاجم من الزمالك برأسه، وهذا لم يفعله الثعلب الصغير بدهائه المعهود! حازم كان حرا طليقا بدون أية رقابة، وخط وسط الاسماعيلي لم يكن له أي وجود وكراته قصيرة كأنهم في تدريب، مع أن الكرات السريعة الطويلة يمكنها أن تشكل خطورة على دفاع الزمالك البطئ والمستعد لارتكاب الأخطاء، وقد فعلها الاسماعيلي مرة واحدة بكرة الغائب الحاضر سيد معوض فأحرز منها المهاجم الجديد السريع فيلكس هدفا جميلا، وعلى فكرة هو رأس حربة جيد سريع صغير السن ومن المواهب التي نادرا ما يفرط فيها الأهلي، وينتظره مستقبل كبير لو أعطاه فيكتور فرصته كاملة، ولعب بجواره محمد محسن أبو جريشة. فيلكس هو اكتشاف هذه المباراة ومكسب الاسماعيلي الوحيد اليوم رغم خسارته للمباراة بسهولة غريبة وبهدايا صبحي التي يملأ بها جرابه ليوزعها على الفرق المنافسة! لو استمر صبحي في حراسة المرمى فان فريقه سينال المزيد من الهزائم ويخسر البطولات. ولو لم يكف الاسماعيلي عن كراته القصيرة التي لا تناسب سوى ستينيات القرن الماضي، أيام شحتة والعربي وأميرو، فسيظل مجرد فريق للأداء المشرف، والعروض الجميلة التي طلقها فريق البرازيل منذ سنوات عندما وجدها لا تسمن ولا تغني من جوع! الاسماعيلي يحتاج إلى تغيير شامل في أسلوب لعبه، وإلى فكر تدريبي جديد يخرجه من عهد الستينيات ويذكره بأن سنوات طويلة مرت على اعتزال اللاعبين الذين اشتهروا بهذا الأسلوب عندما كانت الكرة مجرد جري وترقيص وتمريرات دون خطط أو جمل تكتيكية أو لياقة بدنية! أما الزمالك فلا يزال خارج المستوى، وكل ما أتمناه ألا يغتر جعفر بنتيجة هذه المباراة ويتوقف عن التغيير والتفكير في استقطاب دماء جديدة ليست موجودة في الزمالك حاليا لمجرد أنه فاز على الاسماعيلي.. فطول عمر الزمالك وهو في أسوأ حالاته، يهزم الاسماعيلي حتى على أرضه وبين جمهوره، إنه محظوظ معه ويفوز عليه بالتخصص رايح جاي! الزمالك لا يزال دون المستوى، كومة اللاعبين الجدد ليسوا في مستوى فانلته، دفاعه مهزوز، مهاجماه جمال حمزة ثم عبدالحليم علي خارج الخدمة تماما.. هذا الفوز جاء بالحظ وبالتخصص وبخيبة صبحي فقط ليس إلا.. لقد كان مجرد طوق نجاة لجعفر وجهازه، فلو خسر تلك المباراة أو تعادل فيها لتم تفنيشهم! فريق الزمالك الحالي لا يستطيع المنافسة على أية بطولة، ومعرض للهزائم والتعادلات مع فرق صعبة المراس مثل انبي والمصري ولا يزال أمامه لقاء الدور الأول مع الأهلي.. فهجومه لا يستطيع أن يحرز أهدافا ودفاعه لا يستطيع أن يمنعها! لا أدري سببا واحدا لهذه الفرحة غير المهذبة للاعب ناشئ مثل معتز اينو، من المفروض أن يتعلم أصول الفرح.. فكيف يخلع فانلته وعلى "ايه"..، وكيف ترك الحكم هذا التصرف غير اللائق من غير أن يمنحه انذارا أو حتى تحذيرا، رغم أن هذا الحكم كان يعاني أمس من اسهال انذارات، وأفسد الأوقات التي كنا نستمتع فيها بكرة هجومية جميلة بتحزيمه المباراة من خلال احتساب فاولات لا تستحق! كنت أتمنى لو أن الحكم أنذر معتز، فلاعب صغير السن يجب أن يتعلم أنه لا يلعب في غرفة نوم، وأن الآلاف تشاهده في المدرجات وملايين الأسر تتفرج في البيوت، كما أننا في شهر رمضان! وإذا كان الحكم قد فوت هذا التصرف الصبياني المراهق، فعلى جعفر أن يعلمه الأدب والذوق وأسلوب الفرحة.. فكم أحرز من الأهداف الجميلة عندما كان لاعبا ولم يخرج عن حدود اللياقة في التعبير عن فرحته!