أسدل الستار أخيرًا على بطولة الأمم الأفريقية فى نسختها ال32، التى احتضنتها مصر خلال الفترة من 21 يونيو حتى 19 يوليو بمشاركة 24 منتخبًا لأول مرة، وتوج منتخب الجزائر "محاربى الصحراء" بلقبها للمرة الثانية في تاريخه. وبشهادة الجميع، فقد نجحت مصر في إخراج البطولة بشكل رائع ومشرف لمصر على مستوى تنظيم الحدث الأكبر في القارة السمراء، نتيجة تضافر العديد من العوامل التي ساهمت في إنجاح "كان 2019"، وأبرزها دور المتطوعين في مساعدة الجماهير والإعلاميين بمختلف جنسياتهم. وقد نظم الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، حفلاً بالمركز الأوليمبى بالمعادي، السبت قبل الماضي، بمشاركة جميع المتطوعين والرؤساء بجميع الاستادات، لتكريم هؤلاء الشباب على مجهودهم الرائع طوال فترة البطولة. وحتى قبل انطلاق البطولة بشهور، توافد الآلاف للمشاركة في المحفل الأفريقي، حرصًا على إظهار صورة بلدهم بشكل متميز. اللجنة المنظمة للمتطوعين وضعت شروطًا، أبرزها أن يتراوح أعمار المتقدمين بين المرحلة الجامعية حتى 35 عامًا، وإجادة إحدى اللغات الأجنبية التى تتحدث بها المنتخبات الأفريقية المشاركة فى البطولة وهي الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية، إضافة إلى التمتع بخبرات سابقة فى مجال التنظيم والأحداث والبطولات الرياضية. ووقع الاختيار على أكثر من 1275 شابًا وفتاة من القاهرة، والمحافظات، والذي تم إعدادهم من خلال فعاليات تدريب نظمتها جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، بمشاركة مجموعة من الخبراء المتخصصين في مجال مهارات الاتصال. وركز المتخصصون في التدريب على صقل مهارات الشباب المتطوعين، والتعامل مع المشكلات وآليات حلولها، وتزويدهم بالمعلومات الواجبة عن البطولة الأكبر فى كرة القدم فى القارة الأفريقية، فضلا عن قواعد الأمن والسلامة والأداء وأصول التعامل "فنون الإتيكيت" مع الآخرين. وبعد انتهاء البطولة ونجاح المتطوعين فى خروج البطولة بشكل رائع، أبهر الجميع فى تعاملهم، تعالت الأصوات بضرورة استمرار هؤلاء الشباب والاستعانة بهم فى البطولات المحلية. وقالت يمنى شريف عبداللطيف، الطالبة بالفرقة الثانية بكلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ل"المصريون": سعيدة جدًا لمشاركتى فى هذا الحدث الكبير المقام على أرض مصر، على الرغم من أننى شاركت فى العديد من المناسبات في السابق، وأبرزها المشاركة في حفل افتتاح مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومهرجان القاهرة السينمائي، ومنتدى الإسكندرية للإعلام بالجامعة الأمريكية، إلا أن بطولة الأمم الأفريقية كانت بمثابة الحلم بالنسبة لى". وكشفت صاحبة ال20 عامًا عن طريقة اختيارها ضمن المتطوعات لتنظيم البطولة، قائلة إنها سجلت اسمها على الموقع الرسمي للبطولة وتم ترشيحها من قبل عميد الكلية لكونها الأولى على دفعتها هذا العام. وعبرت الطالبة عن فرحتها وسعادتها الغامرة بكلمات الدكتورة جهاد عامر مساعد رئيس اللجنة المنظمة ورئيس لجنة المتطوعين، بعدما قالت لها: "أنا شايفة الشغف والطموح فى عينك". وتوجهت الطالبة بالشكر لكل من الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، والدكتورة جهاد عامر، رئيس المتطوعين، على حسن معاملتهما خلال البطولة. وعن طبيعة تعاملها مع الصحفيين والإعلاميين بمختلف جنسياتهم، قالت يمنى: "كنت أتعامل مع الجميع بهدوء، لأننى على علم بأن هذا واجبه، وعلىّ أن أساعده فى أداء دوره ومهامه على أكمل وجه". أما على عمرو صاحب ال27 عامًا، فعبر عن سعادته بالمشاركة، وقال: "سعيد جدًا بمشاركتى بالتطوع فى تنظيم بطولة توتال أفريقيا 2019". وأضاف خريج كلية الهندسة جامعة حلوان: "هذه ليست المرة الأولى التى أشارك فى حدث كبير، فقد شاركت فى العديد من الأحداث داخل وخارج مصر". وتابع: "كان هدفنا الأساسى كمتطوعين خروج مصر بشكل مشرف أمام العالم، خاصة أن هذا الحدث يعد هو الأكبر فى القارة السمراء". وقالت منة عبدالعزيز، خريجة آداب فرنساوى بجامعة القاهرة: "تم اختيارى ضمن المتطوعات كونى أجيد الحديث باللغة الفرنسية والإنجليزية". وأضافت منة البالغة من العمر 23 عامًا: "شاركت فى العديد من المناسبات السابقة؛ أبرزها كأس السوبر الإماراتي، والبطولة العربية لكرة القدم العام الماضى". وتابعت: "نفذنا المطلوب منا على أكمل وجه، ومستعدة للتطوع فى أى بطولة داخل أو خارج مصر بعد التجربة الرائعة التى حظيت بها فى أمم أفريقيا 2019". وتحدث أسماء أشرف (30 عامًا) عن تجربتها ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2019، حيث كانت إحدى متطوعات الترجمة، قائلة إنها لم تر مثيلًا لتنظيم المسابقة قبل ذلك، على الرغم من كونها شاركت في كأس العالم للشباب عام 2009، والبطولة العالمية للجمباز والبطولة العربية في 2007، ولكنها تؤكد أن التنظيم اختلف تمامًا عن البطولات السابقة، حيث نظمت مصر بطولة بمعايير عالمية. وأكدت "أسماء"، أن "الفتيات المشاركات في تنظيم البطولة كن على قدر المسئولية ونفذن كل ما طلب منهن مهما كان صعوبته من أجل إنجاح البطولة". وأشارت إلى أنها وزميلاتها عملن خلال البطولة بكل شغف رغم عدم وجود مقابل مادى، وكن يفعلن ذلك بكل سعادة. وأبدت سعادتها بالعمل فى تنظيم البطولة، لأنها أتاحت لها رؤية اللاعبين والتعامل مع الصحفيين وهذا كان حلمًا لها حققته. وعبر أحمد السبع، (26 عامًا)، عن سعادته البالغة بعدما تلقى اتصالا هاتفيا بقبوله كمتطوع فى تنظيم البطولة. وأضاف: "المسابقة حدث لم يشهده جيلنا من قبل، ولما أكبر هفتخر قدام أولادى بأننى كنت من المشاركين فى تنظيم هذا الحدث الفريد". وأكد السبع أن هذه ليست المرة الأولى له للمشاركة فى الأحداث العالمية فى مصر، حيث سبق له أن شارك فى العديد من المحافل الدولية والمحلية. وقال ثابت حسين ويبلغ من العمر 23 عامًا، يدرس بكلية الآداب جامعة بنها: بُلغت بقبولى كمتطوع من زملائى. وأضاف: "فور الانتهاء من امتحاناتى تقدمت بطلب للتطوع بالبطولة وتم قبولى وحينها كنت سعيد جدًا كونى أحد المشاركين". وأكد "حسين" أنه منذ انضمامه كمتطوع وهو يأمل فى أن تخرج المباريات بشكل مؤمن ومنظم أمام العالم كونها منظمة على أرض مصر، مشيرًا إلى فرحته الشديدة بمشاهدة المباريات داخل الاستاد وتأمين اللاعبين. أما شروق عبداللطيف صاحبة ال19 عاما التي كانت تحضر يوميًا من المنوفية، فقالت إن والدها كان يدعمها بشكل كبير، على الرغم من اعتراض البعض بالمنزل نظرًا لبعد المسافة بين المحافظتين. وأضافت الطالبة بكلية الحقوق جامعة المنوفية: "كنت بمتحن خلال فترة البطولة، وهو ما سبب تعبًا شديدًا خلال تلك الفترة لكننى سعيدة للغاية كونى إحدى المشاركات فى تلك البطولة". وأشارت إلى أنه "على الرغم من أن العمل تطوعى وبدون مقابل مادى، فإنه لو طلب منى المشاركة فى أى حدث آخر سأشارك بدون تردد". بدورها، أثنت الدكتورة جهاد عامر، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، ومساعد رئيس اللجنة المنظمة للبطولة ورئيس لجنة المتطوعين ومرافقى المنتخبات، على دور الشباب المتطوعين فى تنظيم البطولة. وأضافت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "الشباب المتطوع كان لهم دور مهم جدًا فى نجاح البطولة بدءًا من استقبال الجماهير من المحيط الخارجى للاستاد وتوجيههم ووصولاً لمقاعدهم بالمدرجات، واستقبال كبار الزوار وممثلى البعثات الدبلوماسية، وأيضًا المشاركة فى اللجنة الإعلامية للتنسيق مع الإعلاميين المصريين والأجانب". وتابعت: "رغم ضيق الوقت فإن مصر نجحت فى تنظيم أقوى بطولة على مستوى قارة أفريقيا بوجود تنظيم غير مسبوق بشهادة جميع المسئولين الأفارقة ووسائل الإعلام العالمية". وواصلت: "البطولة نجحت فى إخراج العديد من الكوادر الشبابية، المتطوعة فى فعاليات تنظيم البطولة والتى بلغت 3 آلاف متطوع من الجنسين والذين كانوا سفراء مصر أمام البعثات المشاركة والجمهور المصاحب لها".