الحشيش فى الصدارة.. نسبة الإنفاق على المخدرات تتجاوز 26 مليار جنيه.. وخبير اجتماعى: التجمعات الشبابية هى السبب ترتبط الاحتفالات بالأعياد في نظر قطاع كبير وبالأخص الشباب بالإقبال على شراء المواد المخدرة، ومع انتهاء شهر رمضان المبارك، يتزايد إقبال أرباب الكيف على شراء المخدرات وتشهد محال الخمور زحامًا غير عادي، أملًا في تعويض لذة افتقدوها خلال الشهر الكريم. وطبقًا للإحصائيات التى أصدرها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في مصر، عن تعاطي المخدرات، فإن مخدر الحشيش رقم واحد من حيث أعداد المتعاطين، ووصل معدل تعاطي المخدرات إلى 10.4%، بينما يحتل "الإستروكس" المرتبة الرابعة بين أكثر المواد المخدرة انتشارًا وتعاطيًا في مصر بنسبة 25.8%، وتشكل الفئة العمرية بين 15 و20 عامًا نسبة 40% من متعاطي المخدرات بصورة عامة في مصر. أما آخر إحصائية تابعة لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فحددت أكثر الدولة التى تتعاطى المخدرات على مستوى العالم، وجاءت مصر في المركز ال25 عالميًا بنسبة 6.24%. وفى 2017، أكد التقرير الربع سنوى الصادر عن الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان في مصر، أن المواد المخدرة الأكثر شيوعًا بين المدمنين هى على التوالى: "الترامادول، الحشيش، الهيروين"، كما أن نسبة تعاطى الترامادول 75.6%، يليها الحشيش بنسبة 44.4%، ثم الهيروين 39.9%. وتؤكد دراسات المركز القومي للبحوث الجنائية، أن نسبة الإنفاق على المخدرات فى مصر تتجاوز 26 مليار جنيه سنويًا، بينما تصل النسبة العالمية إلى نحو 800 مليار دولار سنويًا. وكشفت دراسة أجراها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى مصر، عن أن المصريين أنفقوا 8.13 مليار جنيه على مخدر الحشيش عام 2011، وفى عام 2013 أنفقوا 22 مليار جنيه، وهو رقم يوازي نصف الرقم الذى تم توفيره من خلال رفع أسعار الطاقة، وعانى منه ما يقرب من 60 مليون مصرى نتيجة ارتفاع أسعار السلع الأساسية. ووفق المركز القومي للبحوث الجنائية، فإن مصر احتلت المرتبة الثالثة في المنطقة العربي في انتشار المخدرات، حيث تم ضبط 37 ألفًا و508 قضايا مخدرات، المتهمون فيها 40 ألفًا و861 متهمًا. في حين بلغت زراعات القنب الهندي، نحو 47 فدانًا بعدد 10 آلاف شجيرة، وقرابة ال7 فدادين من نبات الخشاش بنحو 3 آلاف شجرة، خلال عام 2015. وعلى الرغم من الحملات الأمنية المتعددة والإجراءات المتبعة في تشديد الرقابة على منافذ تهريب المخدرات عبر الطرق والمدقات الحدودية، إلا أن تجارة المخدرات تنشط بشكل ملفت في المناطق الشعبية والمحافظات. مناطق الكيف واشتهرت عدة مناطق فى جنوبالقاهرة بدواليب المخدرات، وتجارتها، ومنها على سبيل المثال "بير أم سلطان"، ومقابر "ترب اليهود" بالبساتين، و"عزبة خير الله" بدار السلام والعزبة البحرية، وعرب غنيم، ومنطقة المثلث، ومنطقة عرب أبو ساعد، والمشروع بحلوان، وشارع محمد يوسف بالمعصرة البلد وغيرها، إضافةً إلى توزيع المخدرات بمناطق المعادى، و15 مايو، وباقى المدن وكومباوندات بجنوبالقاهرة. وحددت المادة (39) من قانون العقوبات، عقوبة متعاطي المواد المخدرة كالتالى: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن ألف جنيه، ولا تتجاوز ثلاثة آلاف جنيه، كل من ضُبط فى مكان أعد أو هيئ لتعاطى الجواهر المخدرة، وذلك أثناء تعاطيها مع علمه بذلك، وتزداد العقوبة بمقدار مثليها، سنتين، إذا كان الجوهر المخدر، الذى قدم، الكوكايين أو الهيروين. وأعلن البرلماني جون طلعت، عن عزمه التقدم بمشروع قانون لإلغاء عقوبة تعاطي المخدرات وقصرها على الاتجار فقط، موضحًا أن مشروعه يهدف إلى حماية الشباب وعلاجهم للإقلاع عن الإدمان "المتعاطي ضحية وليس مجرمًا". وأضاف، أنه سيحرص على جمع توقيعات النواب على مشروع القانون في الجلسة المقبلة المقرر عقدها 21 أكتوبر، تمهيدًا لتقديمه إلى المجلس، ومناقشته داخل اللجان النوعية، معربًا عن أمله في الموافقة عليه من قبل الأعضاء وإقراره خلال دور الانعقاد الحالي لحماية الشباب. وأشار إلى أن مشروعه يهدف من ناحية أخرى إلى الحفاظ على أموال الدولة التي يتم إنفاقها على متعاطي المخدرات في الأكل والشرب والترحيل، فمن الأولى تخصيص هذه النفقات على رعاية وعلاج الشباب المتعاطين. وشدد النائب، على أن إلغاء عقوبة التعاطي لا تتعارض مع الدستور، خاصة النصوص المتعلقة بالاتجار حيث ستظل عقوبتها، كما هي بالقانون الحالي وفقًا لنص المادة (34) بالإعدام والسجن المؤبد، وسيتم استبدال عقوبة التعاطي بعلاج المريض وتهيئته نفسيًا واجتماعيًا. الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، قال، إن "الإقبال على تناول المخدرات خلال الأعياد هو نوع من الفرحة والبهجة، وظاهرة تناول المخدرات والخمور ليست مقتصرة على منطقة محددة دون غيرها، فهي منتشرة في ربوع مصر". وأوضح، أن "انتعاش أسواق الخمور والمخدرات في الأعياد بسبب غلق معظم المحال وابتعاد أرباب المخدرات عن مزاولة المهنة في رمضان، ومن هنا يقبل الشاب خصوصًا على التعاطي خلال الأعياد". وذكر صادق، أن "البعض يتخيل أن تناول الحشيش والخمور يجلب لهم السعادة، تحت تأثير المخدرات التي تؤدي إلى فقدان الوعي". واعتبر أن "التجمعات الشبابية في الأعياد تساعد على انتشار الظاهرة، مطالبًا أجهزة الأمن بتكثيف حملاتها خلال أيام الأعياد للقبض على التجار والمدمنين. وقال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن جهاز الشرطة يعمل على مدار الساعة لمواجهة تجارة المخدرات خلال الفترات الماضية، إلا أنه يولى اهتمامًا أكبر وبشكل خاص خلال أيام العيد؛ نظرًا لانتشار مخدرات بشكل لافت. وأضاف، أن وزارة الداخلية تكافح انتشار المخدرات بخطط أمنية متطورة، واستخدام التقنيات الحديثة، ورصد مسارات المهربين وخطوط السير، وإعداد قاعدة بيانات بالمهربين والتجار.