أحداث أيلول هو الاسم الذى يشار به إلى أحداث شهر أيلول (سبتمبر) عام 1970، بين الجيش الأردنى ومنظمة التحرير الفسطينية، والتى راح ضحيتها عشرات الألوف بين قتيل وجريح، حيث تصرّفت بعض المجموعات الفلسطينية بشكل يهدد الحكم الهاشمى فى الأردن، فأعلنت حالة الطوارئ وتحرك الجيش الأردنى بناء على تعليمات الملك حسين بن طلال ومستشاريه العسكريين لوضع نهاية لوجود المنظمات الفلسطينية فى الأردن. رأى الأردن أن منظمة التحرير الفلسطينية أضحت دولة ضمن الدولة فى الأردن وأصبح رجال الأمن والجيش الحكومى يهاجمون ويستهزأ بهم وما بين منتصف عام 1968، ونهاية عام 1969، ووقع أكثر من 500 اشتباك عنيف وقع بين الفصائل الفلسطينية وقوات الأمن الأردنية، وأصبحت أعمال العنف والخطف تتكرر بصورة مستمرة، ادعى زيد الرفاعى رئيس الديوان الملكى الأردنى أن الفدائيين قتلوا جندياً قطعوا رأسه ولعبوا به كرة القدم فى المنطقة التى كان يسكن بها. فى 6 سبتمبر 1970 خطفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثلاث طائرات أجنبية كانت قد أقلعت من فرانكفورت وزيورخ وأمستردام، متجهة إلى نيويورك، وحوّل الخاطفون اتجاه طائرتين منها إلى الأردن، فيما حوّلت وجهة الطائرة الثالثة إلى القاهرة، حيث عمد الخاطفون إلى تفجيرها، بعد مرور ثلاثة أيام على الحادثة خُطفت طائرة مدنية أخرى إلى الأردن، وطلب الفدائيون إطلاق سراح رفاق فلسطينيين لهم معتقلون فى سجون أوروبية، وعندما رُفض مطلبهم عمدوا فى مثل هذا اليوم عام 1970، وتحت أنظار وسائل الإعلام العالمية، إلى تفجير الطائرات الثلاث بعد إطلاق سراح ركابها، ومن ذاك التاريخ بدأت الأحداث تشتعل، وبعدها بيومين دعت منظمة التحرير الفلسطينية إلى إقامة (سلطة وطنية) فى الأردن. تقرر فى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية فى عمان بضرورة توجيه ضربة استئصالية ضخمة وبقوات متفوقة إلى كل المنظمات الفلسطينية داخل المدن الأردنية, وبدا أن الطريق وصل إلى نقطة اللاعودة، وأعلن فى الأردن عن تشكيل حكومة عسكرية برئاسة وصفى التل، وتعيين المشير حابس المجالى قائداً للجيش وحاكماً عسكرياً عاماً, حيث وكّل إلى هذه الحكومة أمر تحرير الرهائن وتصفية وجود الفصائل الفلسطينية العسكرى داخل المدن الأردنية, وهذا ما حدث بالفعل فيما بعد، فعلى الرغم من تهديدات الحكومات العربية للأردن، وأرسل حابس المجالى إلى ياسر عرفات يطلبه للمفاوضات, فرفض ياسر عرفات مقابلة حابس المجالى وأرسل محمود عباس (الرئيس الفلسطينى الحالى) للتفاوض عن الطرف الفلسطينى. وفى اليوم التالى، بدأ الجيش الأردنى بتنفيذ الخطة، فبدأت الدبابات والمجنزرات الأردنية بالقصف المدفعى العنيف على مواقع المنظمات الفلسطينية، وبدأت المجنزرات باقتحام المخيمات الفلسطينية، واجتياح فرق المشاة لشوارع مدن الزرقاء وعمان وإربد، حيث حدثت معارك ضارية فيها, الأمر الذى ضاعف الانتقادات العربية للأردن، ووصل بعض الزعماء العرب إلى عمان فى محاولة إلى وقف القتال، وإنقاذ منظمة التحرير, ودعا الرئيس جمال عبدالناصر إلى مؤتمر قمة عربية انعقد بالقاهرة، ونجح فى حل المشكلة، ومات عبدالناصر فى آخر يوم للمؤتمر يوم 28 سبتمبر 1970.