ذاع صيت الدكتور عمرو خالد كداعية إسلامى ولمع نجمه مع بداية الألفية الثالثة فقصده الآلاف من الشباب سواء من مصر أو من بعض البلدان العربية، وهو الأمر الذى أرق السلطات المصرية فى ذلك الوقت فخيرته حينئذ بين التوقف عن إلقاء الدورس أوترك البلاد، نظرًا لأن الأيدلوجية الأمنية للدولة فى ذلك الوقت كانت إبعاد أى شخص يمكن أن تؤثر شعبيته على النظام الحاكم، فغادر مصر أواخر عام 2002 متجها إلى العاصمة اللبنانية بيروت وظل بها حتى اغتيال رفيق الحريرى رئيس الحكومة اللبنانية مطلع عام 2005 فترك لبنان متجها إلى لندن، وهو الأمر الذى زاد من شعبيته بين الشباب فى مصر حيث ظهر كمضطهد فى وطنه . تلقفته قناة "اقرأ" الفضائية التى يملكها رجل الأعمال السعودى الشيخ صالح كامل وتعد تلك القناة من أوائل القنوات الدينية، ففتحت لخالد أبوابها وبدأ من خلالها تقديم أشهر برامجه الدينية فى الفضائيات منها "على خطى الحبيب "و"صناع الحياة" وقدم برنامج "قصص القرآن" وأخيرًا "عمر صانع حضارة" وكل هذه البرامج ارتبطت تقديمها بشهر رمضان الكريم . لكن بدأت شعبيته فى التراجع حينما شن عليه الشيخ محمد حسان هجومًا حادًا بسبب وصفه لرحلة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فى أحد البرامج الدينية التى كان يقدمها والتى أدت إلى سجال إعلامى بينه وبين شيوخ السلفية فى ذلك الوقت، ثم انحدرت شعبيته عندما عاد إلى مصر وقام بعقد ندوة فى إحدى الجمعيات بالإسكندرية برعاية عبد السلام المحجوب مرشح الحزب "الوطني" فى انتخابات 2010. بالرغم من مشاركة خالد فى ثورة 25 يناير عقب عودته من الخارج ومناداته المستمرة قبل الثورة بمحاربة الفقر والأمية التى أوجدها النظام السابق عن طريق الحملات والمبادرات التى كان يطلقها بالتعاون مع الشباب المتطوعين كمبادرة "صناع الحياة" و" العلم قوة " إلا أن موقفه من مرشحى الرئاسة جاء متأرجحا فآثر الحياد فى انتخابات الرئاسة خصوصا فى جولة الإعادة التى جرت صريحة بين الفريق أحمد شفيق الذى كان محسوبًا على النظام البائد ومرشح الثورة الدكتور محمد مرسى. الأمر الذى أدى لفقدان خالد شعبيته لدى الثوار . وعقب الثورة أعلن عمرو خالد عن تدشين حزب جديد، وقال إن برنامج الحزب سيقوم على التنمية فى مصر المقام الأول انطلاقا من المبادرات التى كان يطلقها لمحاربة العشوائيات والفقر الذى تفشى فى المجتمع المصرى إلا أنه عاد مؤخرًا وصرح لإحدى وسائل الإعلام أنه بدأ فى إنشاء حزب سياسى جديد تحت اسم "مصر المستقبل" وأن الحزب سينافس فى الانتخابات البرلمانية المقبلة بكل قوة. والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هل يكون حزب مصر المستقبل نقطة عبور الداعية الإسلامى عمرو خالد إلى القصر الجمهورى ؟