نفى الداعية الإسلامي عمرو خالد أن يكون تدين علاء مبارك، نجل الرئيس السابق حسني مبارك، بعد التأثر بخطبه وجلساته، وراء قرار إبعاده وأسرته عن مصر لمدة 8 سنوات، مؤكداً أن سبب إبعاده كان شعبيته المتزايدة بين الشباب، ومشاريعه التنموية، التي أقلقت النظام. وقال خالد، مساء السبت، في مؤتمر صحفي عقب لقاءه الفوج الأول من «ملتقى صناع الحياة» في معسكر أبو قير بالإسكندرية، إن السبب «غير المعلن» وراء إبعاده عن البلاد طوال هذه المدة هو شعبيته وتأثيره فى الشباب وتحريكهم فى مشروعات تنموية «والدليل على ذلك إيقاف مشروع (إنسان) في عام 2009 لأنه كان يتعارض مع مشروع الألف قرية، على الرغم من أنه لم يكن مشروعاً دينياً بل تنموي». وأضاف أنه تعرض لظلم وإيذاء فى عهد النظام السابق بسبب شعبيته، التى قال إنها كانت تقلق النظام، مشيراً إلى أن لديه من القصص والحكايات المؤلمة والمبكية ما تُسّطر فى كتاب بتفاصيل وأسماء. ولكنه أعلن رفضه أن يكشف الآن عن هذه القصص خوفًا من اتهامه بالتشفى لافتاً إلى أن تربيته ودينه يرقيا به أن يتحدث فى مثل هذة الأمور فى هذا التوقيت، لكنه لم يستبعد أن يتحدث عنها فى المستقبل ل«توثيق للتاريخ» حسب قوله. وعن طموحه السياسى خلال الفترة الحالية قال إن خريطته السياسية مؤجلة تماماً الآن، وإن طموحه السياسى محدد بدوره فى تقوية المجتمع المدنى ليكون ذراعاً تخدم البلد فى مشروعات لا تستطيع الحكومة القيام بها وحدها لكن مستقبلاً قد يكون لديه طموح سياسي. وتابع «أنا أخدم الحكومة أكثر بدورى الذى أقوم به فى صناع الحياة من بناء مجتمع مدنى قوى ومن خلال الدور الوطنى التنموى التطوعى أكثر من أى منصب سياسى فى الحكومة»، نافياً أن يكون تقاضى أجراً نظير عمله فى صناع الحياة أو أى ندوات دينية سوى برنامجه الذى قدمه. وعن الصراع الدائر حالياً بين للحصول على دور فى السلطة بعد الثورة، قال إن الجميع يبحث عن دور الآن، وهذا أمر طبيعى لمرحلة انتقالية تشهدها البلاد، وليس الإخوان وحدهم فالليبراليون والإسلاميون والاقباط كل يسعى لهذا خاصة مع إعادة الخريطة العامة للبلاد، والكل يريد أن يقول أين أنا وأين دورى، مضيفًا أنه من المهم أن «نحسن الظن بالجميع فعلهم يريدون دوراً لخدمة مصر وتقديم رؤى لتطويرها وتنميتها». وعن رأيه فى المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، قال إن مصر تحتاج إلى رئيس لديه رؤية استرتيجية ومشروع قومى وحلم يتبناه المصريون الآن، مثل حلم السد العالى «آخر حلم تبناه المصريون»، مشيرًا إلى أن من يمتلك مشروعاً قومياً يليق بحجم مصر ولديه رؤية وتخطيط من المرشحين، هو من يصلح لمنصب رئيس الجمهورية. وأشاد عمرو خالد بدرو الأزهر حالياً فى عهد الدكتور أحمد الطيب، قائلاً إن دوره أصبح واضحاً ويقدم مبادرات للدولة المدنية، مشيرا إلى أن وثيقة الطيب للدولة المدنية راقية ومتحضرة ومتوافق عليها من أصحاب الرؤى العاقلة والمتزنة، فضلاً عن أن لديه كما من القرارات التعديلية والتطويرية الكثيرة التى تضمن ان يكون الازهر فى وضع افضل بكثير عما كان عليه فى السابق. وعن دور المجلس العسكرى وحكومة الدكتور عصام شرف قال انهما يسعيان لانجاز اول أهداف الاستقرار فى مصر، من خلال إجراء الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية ووضع دستور جديد للبلاد، مشيرا إلى أنه إذا تحقق هذا سيكون إنجازا كبيرا لأن هذا يقود إلى إفراز حلم ومشروع قومى كبير. وأضاف أن هناك مطالب للثورة لم تتحقق بعد وأنه لابد أن نعترف أن المرحلة المقبلة ليست مرحلة ثورة وإنما مرحلة تخطيط حقيقى لمشروع تنموى موحد، خاصة وأن المناخ فى مصر الآن أصبح ممهداً بعد الثورة لتحقيق نهضة شاملة.