أثار إعلان قائد قوات الشرق الليبي خليفة حفتر، تقدّم قواته للسيطرة على الغرب الليبي، رفضا واستنكارا محليا ودوليا واسعين، قبل إعلانه، رسميا، انطلاق عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس. وردا على تحرك قوات حفتر، باتجاه طرابلس، كلف فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، رئاسة أركان القوات الجوية، بتنفيذ طلعات جوية، واستعمال القوة للتصدي لكل ما يهدد حياة المدنيين. جاء ذلك في برقية فورية بعثها السراج، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، إلى رئاسة الأركان العامة، تدوالها نشطاء عبر صفحات التواصل الاجتماعي. من جانبها، أعلنت قيادات وثوار من مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، استعدادها الفوري لوقف تحركات قوات حفتر في المنطقة الغربية، وطالبوا السراج، بإعطاء الأوامر لجميع قادة المناطق في المنطقة الغربية لمواجهة تلك القوات. أما وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، التي يقودها فتحي باشاغا (المتحدر من مصراتة)، فرفعت حالة الطوارئ الى الدرجة القصوى، وأصدرت تعليماتها لكافة الأجهزة والوحدات الأمنية، بالتصدي بقوة وشدة لأي محاولات تهدد أمن طرابلس. رفض وتحذيرات غداة إعلان السراج، حالة "النفير العام" إثر رصد تحركات لقوات حفتر قرب طرابلس، حذرت قطر، الخميس، من "الانزلاق مجددا في هوة الفوضى والانفلات الأمني في ليبيا". وقالت الخارجية القطرية، في بيان، إن ذلك التصعيد "يأتي قبيل انعقاد المؤتمر الوطني الليبي الجامع، ما ينذر بتقويض مسار الحلّ السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة". وتنظم بعثة الأممالمتحدة، مؤتمرا للحوار في مدينة غدامس الليبية (جنوب غرب)، بين 14 و16 أبريل الجاري، ضمن خارطة طريق أممية لحل النزاع في البلد العربي الغني بالنفط. بدورها، أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، الخميس، عن "قلقها العميق، إزاء التحشيدات العسكرية الجارية في البلاد، والخطاب التصعيدي الذي قد يؤدي بشكل خطير إلى مواجهة لا يمكن السيطرة عليها". وحثت البعثة، في بيان عبر صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، جميع الأطراف على تهدئة التوتر على الفور، ووقف جميع الأعمال الاستفزازية، مؤكدة أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للأزمة الليبية. وشدد البيان، على أنّ الاتحاد الأوروبي "يدعم بالكامل جهود الوساطة التي يبذلها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة". أما الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، فعبّر عن قلقه العميق إزاء التحركات العسكرية وخطر وقوع مواجهات في ليبيا. وأضاف غوتيريش، بحسب تغريدة نشرتها البعثة الأممية في ليبيا عبر حسابها ب"تويتر"، أنه "ليس هناك حل عسكري والحوار بين الليبيين هو الحل الوحيد للمشاكل بينهم". ودعا الجميع إلى التزام التهدئة وضبط النفس. ووصل غويتريش، إلى ليبيا، الأربعاء، قادما من مصر ضمن جولة إقليمية، ومن المرتقب أن يلتقي خلال زيارته مسؤولين ليبيين. ومنذ سنوات، يشهد البلد الغني بالنفط صراعا على الشرعية والسلطة بين حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا، في طرابلس (غرب)، وقوات حفتر، المدعومة من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق.