كانت لحظة تاريخية أمام سجن المنيا، عندما خرج اثنان من قيادات "الجماعة الإسلامية" ممن حكم عليهما بالإعدام فى محاكم عسكرية (غيابيًا) فى عهد النظام السابق.. أنهما رفاعى أحمد طه، والذى حوكم بالإعدام مرتين، والثانى الشيخ عثمان السمان والذى كان قد حكم عليه بالإعدام لتشابه اسمه مع أحد المطلوبين من المحكمة العسكرية. وإلى جانب طه والسمان تم الإفراج عن مصطفى حمزة المتهم السابق فى محاولة اغتيال الرئيس السابق حسنى مبارك في أديس أبابا، ومحمد شوقي الإسلامبولي. وأمام مركز الشرطة بمدينة المنيا، وفور خروج طه والسمان بعد إنهاء الإجراءات، تعالت الهتافات والتكبيرات ابتهاجًا وفرحًا تلتها مسيرة بالسيارات جابت شوارع المنيا وكورنيش النيل حتى وصلا إلى مسجد الرحمن حيث أمضيا بعض الوقت مع أبناء الجماعة قبل ذهابهما إلى منازلهم وأسرهم، وردد الجميع الأناشيد الإسلامية وبخاصة "يا دعوتى سيرى"، فى إشارة إلى استمرار العمل والعطاء لدين الله سبحانه وتعالى من خلال الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. وبعدها سارت المسيرة لتوصيل كل منهما إلى منزله. رفاعى أحمد طه أحد قيادات الجماعة الإسلامية بالخارج ورئيس مجلس شوراها خارج مصر جاب الكثير من البلدان وحارب ضد الروس فى أفغانستان، حكم عليه غيابيًا بحكمين بالإعدام، وأثناء تواجده بمركز الشرطة لإنهاء إجراءات خروجه تمكنّا من إجراء مقابلة سريعة. * هل كنت تتوقع هذه اللحظة خاصة أن عليك حكمين بالإعدام؟ نعم كنت أتوقع حدوثها أملاً فى الله سبحانه وتعالى والآن أقول كنت أتوقعها وقد تأخرت كثيراً بعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير ، فقد تعجبت كثيرًا من هذا التأخير غير المبرر، وأكثر تعجبًا من الكيفية التى خرجنا بها. * ما هى الكيفية التى كنت تتوقع أن تخرجوا بها؟ كنت أتمنى أن يكون من صنع الثورة الأولى ومن وقفوا فى وجه النظام طوال 30سنة مضت وضحوا بالغالى والنفيس، أن يتم الإفراج عنهم بمجرد رحيله وخلعه وأن ينالوا تكريماً لائقاً بعطائهم وتضحياتهم وبذلهم، ولكننا فى النهاية نرضى بقضاء الله وقدره وبما قسمه لنا . * ماذا يحمل الشيخ رفاعى طه بعد خروجه ؟ أحمل منهجاً إصلاحيًا أتنمى أن يتحقق داخل الحركة الإسلامية بجميع أطيافها منهجًا يدعو للوحدة وعدم الاختلاف، وإن كان هناك خلاف فليكن خلافاً يثرى الحركة الإسلامية ويزيد فى أفكار ووسائل رقى البلد وتقدمه، وإن كان هناك خلاف فليكن خلافاً يساهم فى تعدد الرؤى التى تخدم البلد، لا نريد خلافاً تصادمياً يدفع للتنازع والاعتراض. أحمل منهجاً إصلاحياً يعتمد على تقديم المصلحة العامة عن المصالح الخاصة يدفعنا لعمل أوسع وفهم أرقى وأعم. * رسالة للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية ؟ أدعو الله أن يوفقه ولله الحمد والمنة أن تفضل علينا برئيس مثله وخير ولاتنا من ندعو لهم ويدعون لنا وأحسب أن جموع الشعب المصرى يدعون للدكتور محمد مرسى وعليه بتقوى الله عز وجل وأن يرسى قواعد العدل بين جموع الشعب المصرى بكل أطيافه وطبقاته فقد عانى الناس كثيرًا من الظلم والقهر، وعليه أن يعلم أنه رئيس لكل الشعب المصرى. * وأبناء الحركة الإسلامية ؟ أطالبهم بأن يحسنوا ويجتهدوا ويخلصوا لربهم فى أدائهم وأن يعلموا أنهم الآن على المحك والشعب ينتظر نجاحًا علي أيديهم فى وقت عصيب متأزم، فالأنظار متجهة إليهم والناس عقدت عليهم آمالاً كبيرة فلا يخذلوهم. * ما رؤيتك لأحوال السجون الآن؟ لقد خرجت وتركت بالسجون جموع من المساجين الجنائيين والذين دخل معظمهم وهو لم يتعمد ارتكاب الجريمة وكثير منهم فى قضايا إيصالات وشيكات لشراء ثلاجة أو غسالة وعجز عن دفع 200( مائتين ) جنيه قسط، فيخرج من بعدها وقد تعلم الكثير من فنون الإجرام لذلك أتمنى أن يعاد النظر فى أحوالهم وظروفهم، فسياسة الحبس تضر بالسجين وبالمجتمع وبالأسرة.