أعلنت إدارة الشرطة الجزائرية، مساء الجمعة، توقيف 195 شخصا بالعاصمة بتهمة التخريب خلال مظاهرات حاشدة ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لولاية خامسة، للجمعة الثالثة على التوالي. وجاء ذلك في بيان لمديرية الأمن الوطني، اطلعت الأناضول على نسخة منه. وأفاد البيان، أنه تم تسجيل مساء الجمعة، "عددا معتبرا من المنحرفين الذين انضموا للمظاهرات من أجل القيام بأعمال تخريبية بشارعي ديدوش مراد وكريم بلقاسم (وسط الجزائر العاصمة)". وأوضح أن تدخل أفراد الشرطة "مكن من توقيف 195 شخص محل تحقيقات معمقة حاليا، إلى جانب تسجيل 112 إصابة في صفوف أفراد الشرطة، يتم التكفل بهم حاليا على مستوى مصحات تابعة للأمن الوطني". وللجمعة الثالثة على التوالي خرجت الجمعة مظاهرات ضد ترشح الرئيس بوتفليقة، بأغلب ولايات البلاد وخاصة العاصمة، أجمعت وسائل إعلام محلية وناشطين أنها غير مسبوقة في تاريخ البلاد، وكانت في عمومها سلمية. ومساء الجمعة، نقلت وسائل إعلام محلية وقوع صدامات بين أفراد من الشرطة ومجموعات من الشباب بشارع ديدوش مراد، بوسط العاصمة، خلال محاولاتهم القيام بعمليات تخريب لأملاك عامة وخاصة، وتم إحراق أجزاء من مدرسة ومتحف بعين المكان. وفي 3 مارس/آذار الجاري، أعلن بوتفليقة، المتواجد منذ أكثر من أسبوع في مستشفى سويسري، ترشحه رسميا للانتخابات، عبر مدير حملته عبد الغني زعلان، الذي قدم أوراقه للمجلس (المحكمة) الدستوري. وتعهد بوتفليقة (82 سنة) في رسالة بالمناسبة بتنظيم مؤتمر للحوار وتعديل دستوري ثم انتخابات مبكرة لن يترشح فيها في حال فوزه بولاية خامسة. ومنذ أسبوع تتسارع الأحداث في الجزائر بالتحاق الطلبة ونقابات بالحراك وحتى منظمة المجاهدين (قدماء المحاربين) المحسوبة على النظام الحاكم، أعلنت دعمها للمظاهرات، فيما دعت قوى معارضة لمرحلة انتقالية تمهد لتنظيم انتخابات "نزيهة". والخميس، حذّر بوتفليقة في رسالة للجزائريين بمناسبة "يوم المرأة العالمي" من "اختراق" الحراك الشعبي الحالي من قبل أي "فئة داخلية أوخارجية" لم يسمها وعبر عن "ارتياحه" لطابعها السلمي.