أعلن عصر أمس عن "الفريق الرئاسى".. و"مستشارى الرئيس".. وذلك بعد مضى وقت طويل نسبيًا من تولى د. مرسى مهام منصبه. كنا نتوقع أن التأخير يأتى فى إطار "التأنى" و"الدراسة" والاحتكام إلى عمليات فرز رصينة لاختيار الأكفأ والأصلح.. وبتوليفة تعكس "القوى الناعمة" لبلد كبير فى حجم وفى وزن مصر. أعلنت فى أكثر من مناسبة عن رأيى بشأن مرشحى قوى الثورة الذين خرجوا من السباق.. وحذرت من مكافأة "الفاشلين" بتعيينهم نوابًا للرئيس.. وطالبت بأن يعتذروا للشعب على أدائهم السيئ وإيثار ذواتهم عن المصلحة الوطنية.. عندما رفضوا التوافق على مرشح واحد.. لينتهى المشهد بفضيحة سياسية كبيرة لحقت بالثورة.. بدخول مرشح مبارك جولة إعادة مع مرشح الثورة د. محمد مرسى.. متخطيًا كل المرشحين الذين استقوا شرعيتهم من ثورة يناير.. ولولا لطف الله بهذا البلد لكان الجنرال - الهارب الآن- رئيسًا لمصر.. ولعل استبعادهم كان الحسنة الوحيدة في ذلك الشأن. أخشى أن تكون مؤسسة الرئاسة قد تأثرت بعروض أزياء السواريه الليلية فى فضائيات مبارك.. ولم تنتبه إلى أن البلد ليس محض "قعدة" على برنامج "توك شو".. وإنما أوسع وأرحب وأكثر غنى وثراء من سياسيى ومثقفى وصحفيى "الصوبات"، الذين تسمنوا على فضائيات الابتزاز. وأخشى أن تكون الاختيارات تمت بذات المنحى الذي عرف عن الإخوان والموروث عن مرحلة "الاستضعاف" وأيام المحن والمطاردات وعذابات السجون والمعتقلات، وكان من المفترض أن يتخلوا عنه بعد أن فاء الله عليهم بالرئاسة، وباتوا الفئة التى مكن الله لهم فى الأرض. بعض الأسماء، التى وردت فى كشف "مستشارى" الرئيس متواضعة إلى حد كبير.. وأخشى أيضا أن تكون قد اختيرت نزولا عند الرغبة في غل يد حملة الجنازير والسيوف والمطاوى التى ما انفكت تقطع في جلود الإخوان ولحمها الحي على الفضائيات.. أخشى أن تكون الجماعة قد تخلت عن "رفقاء الكفاح" وخفضت جناحها لجماعات الضغط العدوانية داخل التيار العلمانى المتطرف.. وانحازت لشخصيات تعوزهم المهارات والحرفية والتاريخ ولا تؤهلهم إمكانياتهم لأن يكونوا فى هذا المنصب، رفيع المستوى. مجلس المستشارين جاء صادما للرأي العام أو على الأقل للمراقبين الذين توقعوا أداء أفضل في عملية الفرز والاختيار.. لأن معايير الاختيار لم تكن أبدًا فى حجم جسامة المسئوليات من جهة.. ولا مقدرة لقامات فكرية وثقافية وعلمية وسياسية كبيرة ما زالت تكابد عذابات التهميش والإقصاء سواء فى أيام نظام "أمن الدولة" المنهار.. وفى عهد الرئيس المنتخب، وذلك بفضل بطانة "خفيفة" لا ترى أبعد من حدود الخبرات التنظيمية وثقافة الخوف والباب الذى يأتيك منه الريح.. [email protected]