امتدادا لمقالي يوم أمس، فإنه قد بات الكلام عن "السلفيين" مثل "التقليعة".. تشبه كل "عيل" يريد أن "يسبسب" شعره "ويسبل" عينيه ويستخدم "ميكب" يخفي "بثور" الجهل على وجهه، ويظهره في شكل الولد "الحداثي" أو "الشقي" الذي يلفت نظر الفتيات ويلهب قلوبهن المرهفة.. فلن يجد شبيه ذلك أيسر من الكلام عن "السلفية" و"الدولة الدينية".. فيما لا يفهم معناهما لا تاريخيا ولا اصطلاحيا.. وإنما جريا وراء "الموضة" واستسلاما لثقافة القطيع والأكل على موائد الامعات! ولا يفوتنا في هذا السياق، أن نشير أيضا إلى حكاية "العشوائيات" و"التطرف الديني".. وكأنهما متلازمتان في "تكة سروال" واحدة! هذه المسألة أيضا، باتت مثل "شقاوة" العيال المتسكعة في الشوارع، والتي تحاول لفت انتباه "المراهقات" اللاتي يعجبهن ذوي "البنطلونات" الساقطة إلى ما تحت السرة، باعتبارهم عيال "روشة" وأكثر اتصالا بعالم "الحداثة" و"الموضة".. يعني ولا مؤاخذة ليسوا "أقفالا" مثل الإسلاميين "الوحشين"!! إنها فعلا "ثقافة الصوبات" التى تظل محتفظة بشكلها طالما ظلت داخل "الصوبة" وتتجنب مواجهة الطبيعة وتنسم الهواء الطلق والتعرض المعتدل للشمس المشرقة. عندما يتحدثون عن العشوائيات.. فلا يتكلمون عنها لتعرية "وجع" الفقراء والمهمشين والذين أكل أكبادهم المتعبة فيروس "سي" ويموتون من الجوع والمرض حتى بات متوسط أعمارهم لا يتجازوز الخمسين عاما في أحسن الأحوال. لا يتحدثون عن عذابات سكان العشش ومدن الصفيح لابراز الجانب الإنساني منها.. وإنما يتحدثون عنها بانتهازية رخيصة.. كل مبتغاهم منها هو الإساءة إلى "التيار الديني" باعتباره منتجا "عشوائيا" انتجته مدن الصفيح والعشوائيات وأنه جاء من رحم بيئة "زنا المحارم" التي ما انفكوا يجلدون فقراء "العشوائيات" بها.. وكأن فقراء العشوائيات لا دين لهم ولا أخلاق.. بل ينزلونهم بهذه "التهمة البشعة" منزلة "البهائم" والأضل سبيلا!! ولأنهم شوية "جهلة" يدعوا الثقافة.. لا يعرفون شيئا عن "الأصول الطبقية" والاجتماعية للجماعات الإسلامية.. وسبق لي هنا في "المصريون" أن نشرت جزءا من ورقة بحثية تقدمت بها في ندوة عقدت باحدى مراكز الدراسات بالقاهرة، استخدمت فيها مناهج "التحليل الطبقي" لفهم الخيارات السياسية للإسلاميين.. ولقد صُدم من قرأ الورقة أو سمع عرضي لها.. إذ ظن أني "ماركسي" الثقافة، لأني اعتمدت فقط على مصدرين لفهم وقراءة اتجاهات الرأي العام داخل الجماعات الإسلامية، وهما الأصول الطبقية من جهة، والشرعية من جهة أخرى. إذ بات في ظل حالة الشوشرة والبلطجة الإعلامية التي ما انفك يلجأ إليها "جهلة الفضائيات" و"توك شو" .. اختفاء كثير من الحقائق عن قصد وتعمد.. ومنها أن غالبية أعضاء التيار الإسلامي على تنوعه واتساعه.. ينحدرون من أصول عائلية ومناطقية ثرية وكبيرة ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر أن جماعة الجهاد في مصر تأسست في مناطق القاهرة الراقية مثل مصر الجديدة والزمالك والمعادي.. ولا يتسع المقال لذكر التفاصيل مجددا.. ومن شاء الاطلاع على ذلك فعليه الرجوع إلى ما كتبته بشأنه في "المصريون" قبل الثورة .. وللحديث بقية لاحقا إن شاء الله تعالى. [email protected]