قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، إن أستراليا حاولت التخفيف من خطورة قرارها المخالف للقانون الدولي، عبر تمرير عناصره التي تتعارض مع قرارات الأممالمتحدة والقانون الدولي. وبحسب بيان للوزارة الفلسطينية، أوضح الوزير: "أن تمرير العناصر بالتداخل مع عناصر أخرى قد توحي للقارئ أنها تعكس احترام والتزام أستراليا بتلك القرارات والقوانين، فمن جهة اعتراف أستراليابالقدسالغربية كعاصمة لإسرائيل، لا يعفيها من تناقضها الكامل مع مرجعيات عملية السلام المستندة إلى القانون الدولي، القائل أن القدسالشرقية أرض فلسطينية محتلة، وأن أي اعتراف بالقدسالغربية كعاصمة لإسرائيل، يجب أن يرافقه اعتراف بالقدسالشرقية كعاصمة لفلسطين"، وفق وكالة "سبوتنيك". وتابع البيان: "أن قرار أستراليا الخاص بالاعتراف بالقدسالغربية، لا يتعارض مع المفهوم الإسرائيلي أن القدس بشرقيها وغربيها هي إسرائيلية وموحدة تحت سيادتها، بينما هذه الصيغة مرفوضة فلسطينيا، لأنها لم تتحدث عن نفس وضوح الاعتراف المطلق والقوي بالقدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وإنما تحدثت عن تطلعات الفلسطينيين، ومفهوم التطلعات في القانون الدولي، لا يحمل أي ثقل قانوني أو إلزام سياسي، بينما ذهب الإعلان الأسترالي إلى ما هو أبعد وأخطر، ويتماهى تماما مع ما يشاع عن المخطط الأمريكي الذي ينوي إعطاء عاصمة للفلسطينيين في القدسالشرقية، وليس كون القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين". وتابع وزير الخارجية الفلسطيني، أن "الحديث عن التزام أستراليا بمبدأ حل الدولتين، وترك تحديد حدود عاصمة البلدين للمفاوضات، يعتبر ذر الرماد في العيون، ومحاولة لتجميل موقفها من خلال إرباك القارئ وإعطائه الانطباع بانسجام الموقف مع القانون الدولي، بينما هو في الحقيقة أبعد أن يكون كذلك، وأنه في الوقت الذي تراجعت فيه أستراليا عن نقل سفارة بلادها إلى القدسالغربية التي اعترفت بها كعاصمة لدولة إسرائيل، إلا أنها تراجعت عن تنفيذ هذه الخطوة خوفا من طبيعة ردود الفعل العربية والإسلامية على ذلك، وبعد أن استمعت إلى نصائح مجموعة الحكماء في أستراليا وبعض الوزارات السيادية في الحكومة". وأكد المالكي، أن "وزارة الخارجية والمغتربين لدولة فلسطين، تشكر فيه جمهورية أندونيسيا الصديقة على مواقفها الرائعة في الضغط المتواصل على أستراليا لتعديل موقفها من موضوع القدس، إلا أنها ترفض بالمطلق هذا القرار الأسترالي لتناقضه مع القانون الدولي وتعارضه بالكامل مع قرارات الأممالمتحدة وتحديدا قرار مجلس الأمن 478 لعام 1980. وأن وزارة الخارجية تبحث الخطوات الواجب اتخاذها كرد على هذا القرار، والإعلان عن الخطوات خلال الساعات المقبلة، بالتنسيق مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي". وكان رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، قال في وقت سابق اليوم السبت، إن بلاده تعترف رسميا بالقدسالغربية عاصمة لإسرائيل، متراجعة بذلك عن سياسة تنتهجها في الشرق الأوسط منذ عشرات السنين، ولكنها لن تنقل سفارتها هناك على الفور. يشار إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد قرر، في السادس من ديسمبر، من العام الماضي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو ما قام به بالفعل، في الخامس عشر من مايو من العام الجاري.