هو أحد أبرز السياسيين المصريين في القرن العشرين، تولى منصب رئيس وزراء مصر، ورئيسا لمجلس الأمة (الشعب حاليا)، ساعد فى تأسيس حزب الوفد وعمل زعيماً له من سنة 1927 حتى 1952 عندما تم حل الحزب بعد ثورة يوليو، وساهم كذلك في تأسيس جامعة الدول العربية. ولد مصطفى محمد سالم النحاس (مصطفى النحاس باشا) سنة 1876م في مدينة سمنود بمحافظة الغربية، وتعلم بمدرسة الناصرية ثم الخديوية الثانوية وتخرج في مدرسة الحقوق، عين قاضيا بالمحاكم الأهلية وخدم بالسلك القضائى فترة طويلة. عند اشتعال ثورة 1936-1939 فى فلسطين أسس النحاس اللجنة العربية العليا كمحاولة لتهدئة الأمور فى المنطقة، وكان مسئولاً عن المعاهدة المصرية البريطانية عام 1936، إلا أنه لاحقاً ألغاها، الأمر الذى أشعل اضطرابات مضادة للإنجليز، مما أدى إلى حل وزارته فى يناير 1952، وبعد ثورة يوليو سُجن هو زوجته، زينب هانم الوكيل لمدة عام، ثم تقاعد من الحياة العامة. في 5 إبريل 1940، قدم الزعيم مصطفى النحاس مذكرة للسفير البريطانى ليحملها إلي الحكومة البريطانية طلب فيها أن تصرح من الآن بأن القوات البريطانية ستنسحب من الأراضي المصرية فور انتهاء الحرب وأن مصر ستشارك فى مفاوضات الصلح وسيتم الاعتراف بحقوق مصر فى السودان وإلغاء الأحكام العرفية، وقوبلت هذه المذكرة بارتياح كبيرة من فئات الشعب. في يوم 8 من أكتوبر عام 1951 وقف مصطفى النحاس باشا على منصة مجلس النواب، وقد احتشدت القاعة بالنواب والشيوخ الذى حضروا ليستمعوا للبيان الذى سيلقيه رئيس الحكومة، حيث تحدث النحاس باشا شارحاً تفاصيل المفاوضات التي أجرتها حكومته مع الجانب البريطانى لتحقيق الجلاء عن مصر وتوحيد شطرى الوادى (مصر والسودان) تحت التاج الملكى إلى أن قال: "حضرات الشيوخ والنواب المحترمين: لقد انقضى وقت الكلام وجاء وقت العمل، العمل الدائب المنتج الذي لا يعرف ضجيجاً أو صخباً بل يقوم على التدبير والتنظيم وتوحيد الصفوف لمواجهة جميع الاحتمالات وتذليل كل العقبات وإقامة الدليل على أن شعب مصر والسودان ليس هو الشعب الذي يٌكره علي مالا يرضاه أو يسكت عن حقه في الحياة، أما الخطوات العملية التالية فستقفون على كل خطوة منها فى حينها القريب، وإنى لعلى يقين من أن هذه الأمة الخالدة ستعرف كيف ترتفع إلى مستوى الموقف الخطير الذى تواجهه متذرعة له بالصبر ولإيمان والكفاح وبذل أكرم التضحيات في سبيل مطلبها الأسمى، يا حضرات الشيوخ والنواب المحترمين: من أجل مصر وقعت المعاهدة سنة 1936 ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها".