كشفت صحف تركية مفاجآت جديدة في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، داخل السفارة السعودية بتركيا، حيث كشفت صحيفة “صباح التركية” عن صور قالت إنها للأدوات التي استخدمتها فرقة الاغتيال السعودية، لقتل الصحفي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، الشهر الماضي. وقالت “صباح” إن أجهزة الفحص بالأشعة السينية في المطار، أظهرت أن الحقائب التي كانت بحوزة الفريق السعودي، تحتوي على مقص كبير، ومشرط، وجهاز صعق كهربائي، وذلك بعد مغادرة المنفذين تركيا، وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات التركية لم تتمكن من تفتيش الحقائب، بسبب الحصانة الدبلوماسية. احتوت الحقائب أيضا 10 هواتف و5 أجهزة راديو للاتصال الداخلي، وجهاز تشويش، وحقنتين كبيرتي الحجم، وجهازي صعق كهربائي، و3 من الدباسات كبيرة الحجم، ومشرط واحد. وأكدت “صباح” أن الشرطة التركية لم ترصد أياً من أشلاء جثة خاشقجي في صور الأشعة السينية. وكانت “صباح” كشفت قبل أيام، عن آخر الكلمات التي قالها خاشقجي، لفريق الاغتيال الذي نفذ عملية القتل. وأكد رئيس قسم التحقيقات في الصحيفة التركية، نظيف كرمان، أن خاشقجي قتل خنقاً بواسطة كيس وضع على رأسه، وفق التسجيلات الصوتية المتوفرة لدى السلطات التركية. وكشف كرمان إن آخر كلمات خاشقجي كانت: “أنا أختنق، أبعدوا هذا الكيس من رأسي، أنا أعاني من فوبيا الاختناق”، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، مضيفا أن عملية القتل تلك بواسطة الخنق استمرت سبع دقائق. وأضاف أن فريق الاغتيال السعودي عمل على تغطية أرضية الغرفة بالأكياس، لمنع تسرب الدماء أثناء تقطيع جثة خاشقجي. وأشار إلى أن عملية التقطيع استغرقت 15 دقيقة، وتمت على يد خبير الطب الشعري السعودي، صلاح الطبيقي، ثم وضعت الأشلاء في 5 حقائب كبيرة، ونقلت في سيارة تابعة للقنصلية السعودية. ولفت إلى أن فريق الاغتيال حمل معه بعض الآلات والأدوات إلى تركيا. وكشفت صحفية تركية، أن عضو من الفريق تحدث مع رئيسه وهو يقول: “يمكنك إخبار رئيسك أن العملاء نفذوا المهمة”، ووفقا لتقديرات المخابرات المركزية الأمريكية فإن المقصود هو ولي العهد، محمد بن سلمان. وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن المسؤولين يعتقدون أن “رئيسك” كانت إشارة إلى الأمير بن سلمان على الرغم من عدم ذكره بالاسم، وأشارت إلى أن ماهر عبد العزيز متعب، وهو واحد من 15 سعودياً أرسلوا إلى اسطنبول لقتل خاشقجي قد أجرى المكالمة الهاتفية التي اعترضتها أجهزة المخابرات باللغة العربية. ينظر مسؤولو المخابرات الأمريكية في التسجيلات التي جمعتها المخابرات التركية على أنها من أقوى الأدلة التي تربط بين بن سلمان وبين مقتل خاشقجي وقال ضباط المخابرات التركية، وفقا للصحيفة، للعديد من المسؤولين الأمريكيين إنهم يعتقدون أن متعب، وهو ضابط أمن كان يسافر بكثرة مع بن سلمان، كان يتحدث إلى أحد مساعدي الأمير، وفي حين أن الترجمات من اللغة العربية قد تختلف، إلا أن الأشخاص الذين اطلعوا على المكالمة قالوا إن السيد متعب قال كان يقصد بن سلمان. وأوضح بروس أوريدل، وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية يعمل الاَن في معهد بروكينغز “أن المكالمة عبارة عن دليل تجريم”. وقال المسؤولون الأتراك إن المكالمة لا تورط بن سلمان بشكل قاطع. في حين حذرت الاستخبارات الأمريكية وعدد من المسؤولين الحكوميين من أنه رغم أن التسجيل قد يكون قوياً، الا انه ليس دليلا لا يمكن دحضه على تورط ولي العهد في وفاة خاشقجي. وأضاف أورديل أنه لم يذكر اسم الأمير محمد على وجه التحديد في التسجيل، وقال إنه قد يكون هناك فهم غير دقيق لأصول الأمور. ونفى مسؤولون سعوديون، الاثنين، في بيان أن يكون بن سلمان “على علم بأي شكل” بقتل خاشقجي .وقالوا إن المخابرات السعودية استمعت للتسجيلات المذكورة ولكنه لم يكن هناك أي إشارة لعبارة “أخبر رئيسك”.