إسلاميون: الجماعة متوغلة فى مراكز الأبحاث التى تصنع السياسات الأمريكية.. وخبراء: واثقة من صعوبة حظرها منذ عزل جماعة الإخوان عن حكم مصر فى ثورة 30 يونيو 2013، وما قامت به الجماعة من أعمال عنف فى مصر كانت نتيجته حظر الجماعة فى مصر ووضعها على قائمة الكيانات الإرهابية، وما تبعه بعد ذلك من وضع 4 دول عربية منها "مصر، والبحرين، والسعودية، والإمارات" للجماعة على قائمة الكيانات الإرهابية. ومؤخرًا سارعت بعض الدولة الأجنبية، على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى محاولة تصنيف الجماعة على رأس المنظمات الإرهابية عن طريق طرح بعض نواب فى الكونجرس الأمريكى لمشروعات قوانين لتصنيف الجماعة ككيان إرهابى لكن كان رد الإخوان قاسيًا على المحاولة الأمريكية، قائلةً "إن الإدارة الأمريكية الحالية لن تستطيع إدراج الإخوان فى قوائم الإرهاب"، معللة ذلك بما أسمته التبعات السلبية التي يمكن أن تؤثر على المصالح الأمريكية؛ جراء هذا القرار. وفي إطار ذلك رصدت "المصريون"، محاولات أمريكا لحظر الإخوان ورد فعل الإخوان على ذلك. خارج قوائم الإرهاب قالت جماعة الإخوان المسلمين، إن الإدارة الأمريكية الحالية لن تستطيع إدراج الإخوان فى قوائم الإرهاب، معللة ذلك بما أسمته التبعات السلبية التى يمكن أن تؤثر على المصالح الأمريكية جراء هذا القرار. وقد جاء تحدى الإخوان فى رسالة زعمت جماعة الإخوان، أنها دراسة بحثية ونشرها موقع "المعهد المصرى لدراسات" الذى يُشرف عليه القيادى الإخوانى، عمرو دراج، وقد جاءت الدراسة تحت عنوان "التصنيف الأمريكي للإخوان مسارات واحتمالات". ورصدت جماعة الإخوان فى رسالتها، مشروعات القوانين والمطالبات الرسمية التى جاءت للإدارة الأمريكية لتصنيف "الإخوان" فى قوائم الإرهاب. وجاء فى مضمون الرسالة الإخوانية: "أن جلسة الاستماع التى تمت فى اللجنة الفرعية للأمن الوطنى فى مجلس النواب الأمريكى فى شهر يوليو 2018، لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، قد جاءت بعد نحو عام ونصف من تقديم مشروع قانون إلى الكونجرس في بداية عام 2017 لحظر الإخوان، وهذا المشروع كان مقدمًا إلى وزير الخارجية الأمريكي يطالبه بإدراج جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية أجنبية تهدد المصالح الأمريكية أو تقديم أسباب لعدم إدراجها على هذه القائمة خلال 60 يومًا". وأشارت الإخوان، فى رسالتها البحثية، إلى أن هذه المحاولات لحظر الجماعة ليست الأولى، وقد لا تكون الأخيرة، فقبلها كانت هناك محاولات مختلفة أخطرها محاولة إصدار قرار تنفيذى من الرئيس الأمريكى ترامب فى الأسابيع الأولى؛ لوصوله إلى الحكم فى بداية عام 2017، والمشاريع المختلفة المقدمة للكونجرس الأمريكى على مدار السنوات الثلاث الماضية، وذلك فى أعقاب المحاولة التى تمت بالضغط على ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا السابق؛ من أجل إدراج الإخوان كجماعة إرهابية لكنها لم تنجح. وأكدت الإخوان، أن تصنيف الجماعة فى قوائم الإرهاب ضعيف للغاية، معللة تأكيدها لعدة أسباب أبرزها عدم وجود هيكل واحد ومحدد لجماعة الإخوان حول العالم ليتم تصنيفه كاملًا بالتنظيم الإرهابى، إضافةً إلى مشاركة أعضائها فى الحكم أو فى البرلمانات بصور مختلفة فى دول إسلامية مهمة، مما قد يؤدى إلى الكثير من التبعات السلبية التى يمكن أن تؤثر على المصالح الأمريكية جراء هذا القرار. أمريكا تسير على نهج بريطانيا من جانبه قال الدكتور خالد الزعفرانى، القيادى السابق بجماعة الإخوان والباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن هناك مجموعة من الأسباب والعوامل تدفع جماعة الإخوان إلى الثقة التامة، من أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، لن تدرجها على قوائم الكيانات الإرهابية، مؤكدًا أن ذلك لن يستمر طويلًا، ويومًا ما ستقدم أمريكا على تلك الخطوة، وهذا إن لم تكن بدأت بالفعل فيها. وخلال حديثه ل«المصريون»، أوضح «الزعفرانى»، أن المخابرات الأمريكية تقتنع بما تقوله نظيرتها البريطانية، بل وتنفذه على أرض الواقع، وبناء عليه فبما أن بريطانيا ترفض بشكل قاطع تصنيف «الإخوان» كجماعة إرهابية، «وتفتح لهم الباب على مصراعيه للإقامة على أراضيها، ليس حبًا فيها، ولكن لأنها تستخدمها فى تحقيق مصالحها، فإن أمريكا في الغالب ستسير على نفس النهج لفترة ما قد تطول، لكنها لن تستمر، وهذا أحد الأسباب التى تجعل الجماعة تؤكد عدم إدراجها على قوائم الإرهاب الأمريكية». وأضاف "الزعفراني"، أن الإخوان استطاعت التوغل فى مراكز الأبحاث الموجودة فى أمريكا، بل وتمكن أعضاؤها من دخول تلك المراكز على أنهم باحثون مهتمون بالشرق الأوسط، وليسوا على أنهم إخوان، مع أن الحقيقة أنهم بالفعل تابعون للجماعة، منوهًا بأن ذلك الأمر ازداد مع بدايات تولى الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما الحكم، ونهاية عصر الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك. وأوضح «الزعفرانى»، أن هذا التوغل الإخوانى فى مراكز الأبحاث الأجنبية ساعدهم على التأثير فى مؤسسات صنع القرار، كوزارة الخارجية الأمريكية والأمن القومى، وكذلك البيت الأبيض، منوهًا بأن هذا يظهر فى إقناع تلك المؤسسات بأن الجماعة سلمية ولا علاقة لها بالعنف من قريب أو بعيد، وذلك كلما حاول البعض سواء نوابًا بالكونجرس أو مؤسسات أخرى، تقديم تقارير تطالب بإدراج الجماعة إرهابية، أو تبين ممارستها لأعمال عنف داخل مصر. ولفت "الزعفرانى"، إلى أن مراكز الأبحاث بعد 30 يونيو 2013 بدأت تتنبه إلى أن استمرار دعم الإخوان يهدد مصالح الولاياتالمتحدة، لذلك أعدت تقارير تفيد بأنها ليست جماعة مسالمة، وأنها متورطة فى بعض أفعال العنف، وقامت بتقديم ذلك إلى البنتاجون، لمناقشته والتأكد مما ورد بتلك التقارير، تمهيدًا لإدراجها، ما يعنى أن هناك نية لتنفيذ تلك الخطوة. وشدد "الزعفرانى"، على أن مسألة إدراج الإخوان على قوائم الكيانات الإرهابية ليس أمرًا سهلًا ولكنه سيحتاج بعض الوقت، مطالبًا الجهات المعنية فى مصر إذا رغبت فى إقناع أمريكا بحظر الإخوان، فعليها الاعتماد على شخصيات قادرة على إقناع الكونجرس ومؤسسات صنع القرار فى أمريكا، بأنها ليست جماعة سلمية، لاسيما بعد أن أخفقت البعثات السابقة فى القيام بهذا الدور، وقيام الجماعة بإقناع تلك المؤسسات بأن ما يتم ترويجه غير صحيح. المصالح.. كلمة السر على سياق آخر قال سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن ما قالته الجماعة صحيح، بشأن عدم قدرة أمريكا على وضعهم على قوائم الإرهاب، مضيفًا أنهم - أى المؤسسات الأمريكية - يناقشون الموضوع من وقت لآخر، لكنهم لن ينفذوا الأمر على أرض الواقع، وذلك ليس فى عهد الإدارة الحالية فقط، وإنما من ستأتى بعدها أيضًا، على حد قوله. وأوضح «عيد»، ل«المصريون»، أن أمريكا تدرك أن تصنيفها «الإخوان» إرهابية سيضر بمصالحها مع دول كثيرة، مشيرًا إلى أن التهديدات التى يطلقها «ترامب»، ضد الجماعة من وقت لآخر، تأتى بهدف «تسكيت» بعض الدول، ولجلب بعض الأموال والمصالح. وأوضح "عيد"، أن من صنف الإخوان إرهابية أربع دول فقط، بينما باقى الدول العربية لم تدرجها ولا تسعى لذلك، وبالتالى إذا قامت أمريكا بهذا الأمر سيحدث توتر فى العلاقات خاصة مع الدول التى تتواجد فيها الجماعة فى مؤسسات صنع القرار وكذلك البرلمان. وأكد الباحث، فى شئون الحركات الإسلامية، أنه من الوارد أن يتم إعداد تقارير حول الجماعة، تفيد بأنها ارتكبت عنفًا أو شاركت بشكل أو بآخر فيه، ويكون ذلك بشكل مفصل ودقيق، لكن فى النهاية لن يتم اتخاذ أية إجراءات ضد الجماعة، والدليل على ذلك، أن أحد مسئولى الأمن القومى، تقدم سابقًا بتقرير حول عنف الجماعة وما تمثله من خطر على أمريكا، وكذلك حول أنشطتها المشبوهة، غير أنه فى النهاية لم يؤخذ بالتقرير، ووضع فى الأدراج. وشدد "عيد"، على أنه صدر مؤخرًا تقرير بريطانى مفصل حول ممارسات وعنف الجماعة، وعلى الرغم من كونه منصفًا ومُعد بشكل عادل، وإظهاره الجماعة على أنها عنيفة، إلا أن الجهات هناك اعتبرت أن ذلك العنف جزئى، ولا يمثل خطرًا، وبناءً عليها لم تدرجها إرهابية، مؤكدًا أن ذلك ما سيتم فى أمريكا. ونوه "عيد"، بأن الجماعة تتواجد عسكريًا في خمس دول، منها حماس في غزة، وشباب الصومال فى الصومال، والإصلاح فى اليمن، ومن ثم لن تقوم أمريكا، بما قد يُمثل خطرًا على أمنها القومى. وشدد «عيد»، على أن قضية حظر الإخوان معقدة للغاية، وليس كما يتصور البعض أنها سهلة، ويمكن أن تتم فى يوم وليلة، أو بمجرد مطالبة الولاياتالمتحدةالأمريكية بهذا الطلب، مؤكدًا أن إدراج «الإخوان»، على قوائم الإرهاب صعب جدًا. وأضاف "عيد"، «الدول الأربع العربية التى صنفت الإخوان جماعة إرهابية عليهم تقديم تقارير حول عنف الجماعة للعالم بأجمعه، وعليهم تقديم الأدلة والفيديوهات التى تؤكد أن الجماعة ارتكبت عنفًا كثيرًا، وتقديم ما قد يساعد على إظهار حقيقتها».