رجح مراقبون، ألا تُقدم الولاياتالمتحدةالأمريكية، على خطوة إدراج جماعة «الإخوان المسلمين»، على قوائم الكيانات الإرهابية قبل نهاية العام الجاري، كما زعم البعض، لا سيما أن الوضع الحالى يُحقق ل«واشنطن»، مكاسب عدة، ومن ثم ليست هناك حاجة لاتخاذ ذلك القرار. وكان الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، توقع أن تُدرج أمريكا، جماعة «الإخوان» فى قوائم الإرهاب قبل نهاية عام 2018، لافتًا إلى أن كل التقديرات تؤكد هذا الطرح. وفى تصريحات متلفزة له، أضاف أن «مراكز صناعة القرار فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، الكونجرس والبيت الأبيض ووزارة الخارجية، جزء منها يطالب بإدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، وآخر يطالب بوجود دليل وبيانات على أن الجماعة متورطة فى أعمال إرهابية»، متابعًا: «الصحف وتصريحات المسئولين فى أمريكا وضغوط عدد كبير من الدول العربية، كلها عوامل تؤكد أن الإخوان سُتدرج على قوائم الإرهاب فى واشنطن قريبًا». وعن تحركات «الإخوان»، لمواجهة إدراجها على قوائم الإرهاب، قال «إبراهيم»، «الجماعة لها لوبى داخل أمريكا، والجماعة تعمل مثل اليهود بالضبط». الدكتور خالد الزعفرانى، القيادى السابق بجماعة «الإخوان»، والباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، أكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تُقدم على خطوة إدراج «الإخوان»، على قوائم الكيانات الإرهابية قبل نهاية 2018، مشيرًا إلى أن هناك أسبابًا كثيرة ترجح ذلك. وخلال حديثه ل«المصريون»، أوضح «الزعفرانى»، ذلك الأمر يعود للمواءمات السياسية فى المنطقة، مشيرًا إلى أن إدراج بعض الدول العربية لها على الإرهابية، لن يدفع أمريكا لاتخاذ ذلك القرار. ونوه بأن بريطانيا ترفض رفضًا قاطعًا اتخاذ تلك الخطوة، إضافة إلى أن المخابرات الأمريكية تعتبر نظيرتها البريطانية، هى القدوة بالنسبة لها، بل وتلتزم بغالبية وجهات نظرها، وبما أنها لا تقبل ذلك القرار، فإن الأخرى لن تقدم على تك الخطوة. الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أضاف أن أمريكا تراعى مصالحها الخارجية والسياسية والاستراتيجية أولًا، وإذا رأت أن ذلك يصب فى مصلحتها فلن تتأخر عن اتخاذ الخطوة، أما إذا رأت أن ذلك الأمر يتعارض مع مصالحها، فمن المستحيل اتخاذ القرار، منوهًا بأن استمرار الوضع الحالى يخدم واشنطن. القيادى السابق بجماعة «الإخوان»، قال إنه من المؤكد أن أمريكا، حددت مجموعه من المطالب التى يجب على الجماعة القيام بها؛ حتى لا تُدرج إرهابية، وأبرزها إظهار حقيقتهم، وكذلك تعديل بعض المواقف، مضيفًا أن تفهم الجماعة واستجابتها لتلك المطالب، سيدفع مؤسسات صنع القرار هناك إلى تأخير القرار، أما تصلبها وعدم مسايرتها للأمر، فيعجل باتخاذ القرار. أما، سامح عيد، المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية، قال إن معظم دول العالم لا تصنف الجماعة إرهابية، إضافة إلى أن أربع دول عربية فقط، من أدرجتهم على قوائم الإرهابية، وبالتالى من الصعب الإقدام على تلك الخطوة. «عيد» أضاف ل«المصريون»، أنه يوجد داخل ال«FBI » وال«CIA »، إدارة خاصة بالجماعة، منذ فترة طويلة، علاوة على أن أمريكا تحقق مكاسب عديدة من وراء تواصلهم مع تلك الجماعة، ما يرجح استبعاد طرح تصنيفهم إرهابية بنهاية العام الجاري. المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية، لفت إلى أن الجماعة متواجدة باليمن والأردن وتركيا وليبيا والمغرب وتونس والكويت وغيره من الدول، منوهًا بأنهم متواجدون فى مراكز عديدة داخل تلك الدولة، ومن ثم يُصعب ذلك إدراجها إرهابية. وأكد «عيد»، أن أمريكا تربطها علاقات وثيقة مع تلك الدولة، التى يتواجد بها أو يقيم على أراضيها إخوان، ومن ثم لن تخاطر بتعكير صفو تلك العلاقات، أو الإقدام على خطوة، من شأنها الإضرار بمصالحها بأى شكل من الأشكال.