في ظل الحديث المتصاعد عن نية الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب، إدراج جماعة الإخوان "إرهابية" وإخضاعها للعقوبات المتبعة، تستعد الجماعة لتضييقات قد تطول قادتها وتنظيمها في الخارج. وأفادت مصادر مقربة من فريق ترامب، بأن فصيلاً يقوده مايكل فلين، مستشار الأمن القومي لترامب، يرغب في إدراج جماعة الإخوان على قائمتي وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وقال مستشار ترامب: "أعرف أن الأمر يخضع للنقاش.. أنا أؤيد ذلك"، وأضاف أن فريق فلين بحث إدراج الجماعة على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، مؤكدًا أنه لم يتضح في نهاية المطاف متى أو ما إذا كانت الإدارة ستمضي قدمًا في نهاية الأمر في اتخاذ هذه الخطوة. هذا وتقدم السيناتور والمرشح السابق في انتخابات الرئاسة الأمريكية تيد كروز، بمشروع قانون يطالب الخارجية الأمريكية بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، قائلًا "لقد حان الوقت لتسمية العدو باسمه". خبراء في الحركات الإسلامية وقانونيون، رجحوا حال تصنيف الجماعة "إرهابية"، تعرضها ل 10 خسائر، أبرزها تشويه علاقاتها بالدول التي تأويهم ومصادرة أمولهم وغيرها، وربما تسليمهم لمصر. ورأى سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، والمنشق عن جماعة "الإخوان"، أن "التأثير على قيادات الجماعة سيكون معنويًا أكثر منه ماديًا"، مشيرًا إلى أن "البعض يعتبر خسارة أمريكا مكسبًا في حد ذاته، والبعض درج على اتهام كيانات بأنها ممولة أمريكا وعميلة للأمريكان وفي هذه الحالة ستكون نقطة مكسب للجماعة،" على حد قوله. أما عن الخسائر، فأكد عيد ل"المصرون"، أن أبرز الخاسرين من القرار ربما يكون "التنظيم الدولي" الذي مقره في بريطانيا وقد يتفكك ويتم ملاحقة قادتهم. وأضاف عيد، أن من بين الخسائر أيضًا التي من المتوقع لحاقها بالجماعة هي ملاحقتهم بالدول الغربية مثل بريطانيا وتركيا، فضلاً عن قطر وباكستان، مشيرًا إلى أن هذه الدول تعد أكبر حاضن لجماعات الإسلام السياسي وفي القلب منهم الإخوان. وتابع عيد، أن القيادات الكبرى في الجماعة مثل أعضاء مكتب الإرشاد: محمود حسين، محمود عزت، وآخرين ستصبح أيضًا ملاحقة. وهو ما اتفق معه خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، الذي رجح التضييق عليهم في بعض دول أوربا وتركيا وقطر وجنوب إفريقيا. وقال الزعفراني، إن خسارة الجماعة كبيرة حال إدراجها إرهابية بأمريكا، ومن المقرر بعدها التضييق على مراكز البحوث التي لها زخم كبير في أمريكا. وأضاف الزعفراني ل"المصريون"، أن من بين الخسائر أيضا إدراج الإخوان كبديل عن التنظيمات الإرهابية "داعش – القاعدة" وهذا يمثل ضررًا كبيرًا للجماعة. وقال الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، إنه في حال تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية سيتم منع دخول أي مواطن غير أمريكي على صلة بجماعة الإخوان إلى الأراضي الأمريكية. وأشار إلى "خضوع داعمي الإخوان لقانون العقوبات الأمريكي، سواء كان الدعم ماليًا أو بأي شكل من الأشكال"، فضلاً عن أن "جميع المعاملات المالية التي تتضمن أصولاً خاصة بالجماعة، وتجميد أرصدة الهيئات والأفراد الذين لهم علاقة بها"، بالإضافة إلى ترحيل اللاجئين والمهاجرين حال إقراره ربما يشمل المنتمين للجماعة الإرهابية".