حسن حسنى ابن الشيخ محمد رضا بن محمد بن يوسف الدقاق الشهير بالزعيم، رئيس سوريا لعدة أشهر. ولد فى حلب عام 1897، ودرس فى المدرسة الحربية بالأستانة، وقبل أن يتم دراسته جُعل من ضباط الجيش العثمانى، اعتقله البريطانيون فى الحرب العالمية الأولى. ثم تطوع فى جيش الملك فيصل الذى دخل دمشق وحارب العثمانيين، وفى عهد الانتداب الفرنسى تطوع فى الجيش الفرنسى، وتابع علومه العسكرية فى باريس. منذ عام 1945 ظل يتردد على السياسيين وأعضاء مجلس النواب، فتعرف على رئيس تحرير صحيفة (ألف باء) نذير فنصة، الذى توسط له وعين رئيساً للمحكمة العسكرية فى دير الزور، ثم انتقل إلى دمشق مديراً لقوى الأمن. وفى سبتمبر 1948 أصدر رئيس الجمهورية شكرى القوتلى مرسوماً بتعيين الزعيم قائداً للجيش بعد ترفيعه إلى رتبة زعيم. كان الزعيم منذ صغره تواقاً للسلطة، وله كلمة مأثورة: "ليتنى أحكم سورية يوماً واحداً ثم أُقتل بعده". قام الزعيم بأول انقلاب عسكرى فى تاريخ سورية المعاصر، فى ليلة 30 مارس 1949، قام بانقلابه متفقاً مع بعض الضباط، فاعتقل رئيس الجمهورية شكرى القوتلي، ورئيس وزرائه وبعض رجاله، وحل البرلمان، وقبض على زمام الدولة وتلقب بالمشير، وألّف وزارة، ودعا إلى انتخابه رئيساً للجمهورية، فانتخبه الناس خوفاً منه فى 26 يونيو 1949، وكان يحكم وقد وضع له غروره نصب عينيه صور نابليون وهتلر. تم الإعلان بعد ذلك عن تورط الولاياتالمتحدة فى أول انقلاب عسكرى فى الوطن العربى، حيث أكد ذلك مايلز كوبلاند فى كتابه الشهير "لعبة الأمم"، من أجل الحفاظ على سورية من الاختراق السوفييتى، وجلبها إلى طاولة السلام مع إسرائيل، ولم يكن حسنى الزعيم الخيار الأول لفريق العمل السياسى الأمريكى المشرف على العملية، ولكنه أصبح هدفها لأنه لم يكن هناك الكثير مما يمكن عمله. دفع حسنى الزعيم ثمناً للدول الكبرى لاعترافها به، فأبرم اتفاقياتٍ تخولها إقامة نفوذ ومصالح لها فى سورية، ومن ذلك اتفاقية مع شركة تابلاين الأمريكية لتنشئ المطارات وسكك الحديد وأن تشترى البضائع وتقيم المنشآت المعفاة من الرسوم والضرائب، واتفاقية أخرى مع شركة المصافى المحدودة البريطانية، بشأن المصب فى بانياس لتصدير البترول العراقى. وفى 7 يوليو 1949 سلم الزعيم الحكومة اللبنانية أنطون سعادة (أحد زعماء القوميين) الذى التجأ إليه وكان محكوماً عليه بالإعدام، ليتم إعدامه فى اليوم الثانى، مما أثار سخط السياسيين وعامة المواطنين عليه. فقد الزعيم فى غضون ثلاثة أشهر معظم شعبيته، وأثار عداء مختلف فئات المواطنين. فسياسته الموالية للغرب أثارت عليه الفئة المحايدة، وتصرفاته الرعناء جلبت عليه سخط الزعماء الدينيين وأتباعهم من المدنيين، وأساليبه الأوتوقراطية قوضت آمال الليبراليين، فانقلب عليه الجيش فى 13 أغسطس 1949 بقيادة سامى الحناوى، وأجريت محاكمة سريعة حكم عليه خلالها بالإعدام، وتم تنفيذ الحكم فى مثل هذا اليوم عام 1949م.