عندما خالف مفتي مصر الحالي ، إجماع الأمة المصرية بمسلميها و أقباطها رغم أن الاجماع إحدى مصادر التشريع و اتفاقها على أن كنيسة مار جرجس بالإسكندرية ، عرضت مسرحية مسيئة للإسلام ، و خرج المفتي عن الجماعة المصرية ، و خالفها بالقول إنه لا توجد مسرحية و لا يحزنون و كله كلام "بكش" ، يردده الكارهون الحاقدون على "أزهى عصور الوحدة الوطنية" ! كان الرجل صادقا مع طبيعة دوره السياسي لا الديني .. بعد أن تحولت دار الافتاء إلى ما يشبه "مصنع ملابس" متخصص في تفصيل الفتاوى على مقاس السلاطين و الحاشية و المقربين منهم .كان فيما يبدو لي الرجل واعيا بأن الدولة تعاملت مع دار الافتاء باعتبارها آخر قلاع "القطاع العام" الذي يجب خصخصته و بيعه لمن يدفع أكثر .. و من يخالف هذه القواعد الجديدة فعليه الاستعداد لقرار احالته على المعاش القسري ، ليتفرغ لمداعبة احفاده و الايواء إلى "حياة المظاليم" مع بقية خلق الله من المصريين إلى أن يتوفاه الله تعالى أدركت ذلك عندما طالعت مؤخرا شهادة مفتي مصر السايق د. الشيخ نصر فريد واصل التي أدلى بها لمجلة الموقف العربي ، و الذي كشف من خلالها عن الفتاوى التي أصدرها و كانت سببا في أن يرفض الرئيس مبارك التجديد له و التخلص منه بعيدا عن دار الافتاء .. يقول الشيخ بالنص :" هناك فتوي عبدة الشيطان وهي التي أصابت عددا من المسؤولين بالهلع لأنني أفتيت أن من يمارس هذه الطقوس وينتمي لهذه الفئة فهو مرتد وكافر. وطبعا كان لهؤلاء المسؤولين أبناء متورطون في هذه القضية فحاولوا تخفيف الفتوي ومحاولة التماس الأعذار ولكني رفضت ذلك لأنها مسألة خطيرة وتتعلق بالعقيدة ولا يجوز المجاملة فيها علي الإطلاق وكان سندي أن هؤلاء بالغون راشدون ويستطيعون التفريق بين الحق والباطل .. والأخطر أنهم كانوا يمارسون طقوسا تؤكد أنهم منغمسون في المسألة بشكل كبير جدا، وان الأمر ليس مجرد وسوسة أوحالة تشويش، بل هي طقوس تؤدي وهذا معناه أن الأمر بلغ مبلغا خطيرا وبالتالي لابد من قول كلمة حق دون مواربة. أيضا هناك فتوي مصارعة الثيران كان أحد رجال الأعمال قد تبني مشروعا لهذه المسابقة هنا في مصر وأعد المكان بنادي الشمس وأحضر له جميع المستلزمات ولم يبق سوي استقدام الثيران وكانت الحكومة برئاسة د. كمال الجنزوري تسانده بشدة وأعطته الضوء الأخضر ولكنني أصدرت الفتوي بحرمة هذه المسابقة لأنه قتل نفس دون ذنب.. وبعد مد وجزر وتداول وأخذ ورد في محاولة لإثنائي عن الفتوي ووقتها كان المشروع أوشك علي التنفيذ لدرجة أن أسعار التذاكر قد حددت وكانت تصل إلي 400 جنيه وجاء الإعلان عن هذا المشروع في أعقاب حادث الأقصر عام 1997 وكان في إطار تنشيط السياحة بعدما تراجعت كثيرا في هذه الفترة بسبب هذا الحادث. هذا السبب كان وراء حماس الحكومة لهذا المشروع ومساندتها لصاحبه لكني لم أتراجع وبالفعل تم إيقاف المشروع وإعادة الثيران إلي حيث أتت حيث كانت تنتظر بالحجر الصحي. هناك أيضا فتوي مصر للطيران الخاصة بإحدي المضيفات التي كانت ترتدي الحجاب وعندما طلبت الفتوي قلت إن من حقها ممارسة عملها في نفس الوقت الذي ترتدي فيه الحجاب لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإن قرار فصلها من جانب الشركة غير شرعي وغير قانوني. أيضا كان هناك فتوي التدخين حيث كانت تتعارض مع مصلحة شركات التبغ وإنتاج الدخان ومع ذلك أفتيت بحرمة التدخين وكذلك فتوي توريث الإيجار أوامتداد عقد الإيجار وقلنا هذا لا يجوز ورفضت أيضا حضور مؤتمر الحاخامات اليهود بالأزهر بدعوة من شيخ الأزهر احتجاجا علي الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وإيمانا مني بألا أجلس مع هؤلاء القتلة. وأيضا هناك فتوي مسجد صلاح الدين بساحة كنيسة القيامة حيث كان هناك تفاهم بين السلطة وإسرائيل علي إلغاء المسجد وعدم اكتمال بنائه وذلك لأهداف سياسية ورفضت ذلك مطلقا وأصدرت فتوي بحرمة ذلك وضرورة استكمال المسجد أثارت رد فعل كبيرا وحدثت ضجة حيث اتصل بي الرئيس مبارك شخصيا للاستفسار عن حقيقة هذه الفتوي وعما إذا كنت مع أو ضد الفتوي وعما إذا كنت مع أو ضد هدم المسجد خاصة وأنه كان بضيافته ياسر عرفات ونفيت أي فتاوي أوتصريحات منسوبة لي تقول عكس ذلك ويبدو أن الفتوي لم ترق لياسر عرفات ساعتها لأنه كان ينوي التنازل عن المسجد لأهداف سياسية ولكن الدين والعقيدة والأمانة لا تعرف المجاملة ". انتهت شهادة المفتي ! [email protected]