البابا شنودة و قساوسة و كهنة كنيسة مارجرجس اعترفت صراحة و ليس سرا في وسائل الإعلام المختلفة أنه قد عُرضت فعلا مسرحية بالكنيسة تتعلق بشأن إسلامي ، اختلفوا فقط فيما إذا كانت مسيئة للإسلام أم لا . و أصدروا البيانات التي تؤكد ذلك موقعة بأسمائهم و مناصبهم الدينية . و اعترفوا كذلك بوجود "سي دي" للمسرحية و لكنهم أنكروا أن تكون الكنيسة من وراء طبعه و توزيعه ، و زادوا : أنه ربما شخص ما أضاف إلى النص الأصلي للمسرحية نصوصا أخرى دخيلة أساءت للإسلام !! . بات في حكم اليقين الذي لا شك فيه بأن الكنيسة ارتكبت حماقة طائفية تستوجب العقاب القانوني أمام سلطات التحقيق بالدولة من جهة و الاعتذار للمسلمين من جهة أخرى ، و انحصر الجدل بعذ ذلك فيما إذا كان اعتذار البابا شنودة ضروريا أم أن من شأنه بحسب مزاعم و مماحكات رجال الدين المسيحيين فتح الباب ل"مشاكل" في المستقبل ، و لا ندري ما هية هذه المشاكل بالضبط! وبعض المثقفين الأقباط مثل ميلاد حنا و يوسف سيدهم و جمال أسعد عبد الملاك اعتذروا علانية للمسلمين عما ورد في المسرحية ، و بعض الصحف المستقلة و العلمانية و ليست الدينية أو التابعة للإسلاميين الإرهابيين نشرت نصوصا كاملة للمسرحية ، قرءها الناس عامتهم و خاصتهم . الفقيه القانوني الكبيرد. سليم العوا ، و هو من أكثر الشخصيات الفكرية والعامة قربا و توددا للأقباط و يحظى باحترامهم ، و يعتبرونه و نحن كذلك عدولا منصفا وسطيا و معتدلا ، كتب في "الأسبوع" معلنا عن مفاجأة من العيار الثقيل جدا ، عندما كشف أن جهازا أمنيا قدم قبل اشتعال أحداث محرم بك ، مذكرة للنائب العام مرفقا بها نسخة من ال"سي دي" ، و حمل العوا النيابة العامة ضمنيا مسئولية تعقيد الأزمة ، بسبب تراخيها في احتوائها قضائيا قبل أن تتفلت الأمور و تشتعل الحرائق في كل مكان بالاسكندرية .بل إن العوا عرض على النائب العام أنه على استعداد ليقدم له نسخة من ال"سي دي" متى طلب ذلك . و نزيد أن وزير الداخلية اعترف في حوار له نشر في كل وسائل الإعلام أن المسرحية عرضت فعلا في كنيسة مارجرجس و كان بها "بعض الخروج" . غير أن المفتي "كذب" الكنيسة و كهنتها و آبائها و قساوستها ، و قال لا فض فوه و مات حاسدوه : أنه لا توجد مسرحية و لا سي دي من أصله و أنها كلها شائعات و أكاذيب !! كلام المفتي استفز الناس و استثار غضبهم وصب المزيد من الزيت على النار ، غير أن عزائهم كان في أنهم تعودوا منذ زمن أن يسمعوا من المفتي و من شيخ الأزهر ما يستفزهم حتى باتوا يتعايشون مع هذا الاستفزاز و لا يعيرونه اهتماما طالما كان صادرا من مفتي الحكومة و شيخ أزهرها . و الصدمة الكبرى كانت أكثر وقعا عندما صرح النائب العام لصحيفة الأهرام أن "التحقيقات" انتبهوا هنا.. يقول التحقيقات أثبتت أن المسرحية التي قيل إنها مسيئة للإسلام لم تعرض أصلا في كنيسة مارجرجس و لا يوجد "سي دي" من أصله !! نلاحظ هنا تطابق تصريحات المفتي التي قالها على عجل للتليفزيون المصري في شهر رمضان المبارك ، و ما قاله النائب العام للأهرام ثاني أيام عيد الفطر المبارك ! و إذا علمنا أن المفتي و النائب العام تابعان لوزير العدل الذي هو تابع لحكومة الحزب الوطني الذي يرأسه الرئيس مبارك ، ويملك ناصية قراراته نجله جمال ولجنة سياساته ، فعلينا أن نحدد و على وجه الدقه المسئول الأول و الوحيد الذي ينبغي مساءلته قضائيا و شعبيا و برلمانيا إذا لا قدر الله تعالى عادت الحرائق على نحو كارثي يصعب السيطرة عليها قبل أن تهلك الحرث و النسل .و نسأل الله تعالى السلامة لمصر من كل شر [email protected]