ما من مشكلة أو أزمة أو مرض أو ألم يمرّ بنا إلا ونتعلم منها الصبر والتحمل والتعايش ..يزودنا العليم الحكيم بطاقة هائلة من الأمل و التسامح والغفران وبنظرة أخرى وأفق جديد للأمور والعيش والحياة ..نخرج أكثر نضجا وفهما للحياة ..وليست الحياة سوى محطات فيها الحُلو والمُرّ .. فيها الصعوبات واليسر والنجاح والفرح.. فيها الحزن والألم والإخفاق.. والتوفيق والسداد أيضا.. وكل إنسان معرض بأن يعيش تجربة قاسية أو خيانة أليمة أو حادث وتلك هي دائرة الحياة . ....... المسلمون بيوتهم نظيفة وشوارعهم متسخة " مقولة لأحد الكتاب الكبار ..تعبر عن حالنا مع مدننا وشوارعنا وأزقتنا في كذا مدينة عربية .. لننظر كيف أصبحت بعض المدن في عالمنا العربي والإسلامي لا تصلح للحياة ولا تليق للعيش بسبب الأنانية والعشوائية والتعدي على البيئة وحقوق الآخرين ..فيرمي من شاء ما شاء وكيفما اتفق ..لا مراعاة لحرمة المكان الذي نعيش فيه.. مازلنا لم نتعلم بعد كيف نساهم وننظم حركية النفايات المنزلية وبقايا البنايات بشكل لائق ..مع أن ديننا وأخلاقنا تحث على نظافة المكان وحماية البيئة لتي يعيش فيها الإنسان والتعاون على إماطة الأذى عن الطريق ..أين نحن من العبقرية العالمية التي أبدعت في تشييد ما يسلب العقل .. مدن ذكية وأماكن غاية في النظافة والتناسق والترتيب تبهج الناظر والزائر ..أملنا أن نتعلم من الغير كيف ننظف شوارعنا وننظم حياتنا كما نحرص على نظافة بيوتنا لأن الشارع هو بيتنا الكبير الذي نشترك فيه جميعا ونجلس فيه ونمشي فيه ونقضي معظم وقتنا بصحبته . ...... ليس مطلوبا من الإعلام الأصفر القميء الرديء أن يبث إبداعا أو إشعاعا أو ختراعا أو وعيا أو فكرا ..المطلوب فقط التوقف عن بث الفرقة والأحقاد بين الناس ، وأن ينتهي عن نشر مناكر التناقض والتناحر والتباغض والفرقة صباح مساء ..فيكفي الأمة أن تبقى دون تهريج وتفاهة تسمعها عبر شاشة التلفزة تزيد الجرح عمقا والألم وجعا .. ويكفي الناس أن يقفوا أمام همومهم ومشاكلهم ويواجهوا صعوباتهم دون أن يسمعوا من يحرك المواجع و يفسد معيشتهم أكثر ما هي فاسدة وبائسة..فلتقف المناكر الإعلامية عن بث مناكرها فهذا إنجاز عظيم دون شك . ................... ** كاتب جزائري