البابا تواضروس يستقبل ولي عهد الفُجَيْرة    رئيسة المجلس القومي للمرأة تلتقي محافظ بني سويف    الحكومة توافق على 9 قرارات هامة خلال الاجتماع الإسبوعي    «معلومات الوزراء» يناقش الاتجاهات العالمية لملامح الاقتصاد الدولي    البنك التجاري الدولي يتعاون مع "Lantern Ventures" لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة    مدبولي: رسائل قوية من الرئيس تحمل الإصرار على تهدئة الأوضاع بالمنطقة    البرلمان البريطاني ينتفض ضد إسرائيل ويستجوب 3 وزراء بشأن صادرات الأسلحة للاحتلال    بريطانيا تتعهد بتقديم مساعدات لغزة بقيمة 4 ملايين جنيه إسترليني    بريطانيا تتعهد بتقديم مساعدات جديدة لغزة بأكثر من 5 ملايين دولار    رئيس الزمالك يعود من فرنسا ويخضع لفحوصات طبية جديدة    «دولي اليد» يوافق على مشاركة الزمالك بالمونديال    ضبط مدمني المواد المخدرة داخل أتوبيس وسقوط التاجر بالقليوبية| فيديو    مها الصغير: مفيش حاجة مبهرة قد وقفة ربنا جمبك    عبدالغفار يلتقي وزيري صحة موريتانيا وكوبا لبحث التعاون في القطاع الصحي    ترامب يعلن عن مشروع القبة الذهبية بتكلفة 175 مليار دولار    بعثة "الداخلية" تتوج خدماتها لحجاج القرعة بزيارة الروضة الشريفة.. فيديو    بدء حجز 15 ألف وحدة سكنية لمتوسطى الدخل.. لا يقل عمر المتقدم عن 21 عاما ولا يزيد الدخل الشهرى للأسرة عن 25 ألف جنيه أبرز الشروط.. وعدم الحصول على قرض تعاونى والتنازل عن شقة الايجار القديم آليات الحصول على وحدة    طولان: إلغاء الهبوط لم يكن بسبب الإسماعيلي.. بل لمصلحة ناد آخر    وزير الرياضة يستقبل بعثة الرياضيين العائدين من ليبيا بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية    تحقيقات موسعة داخل لجنة الحكام لهذا السبب    خبير اقتصادي: مصر تتجه لتخفيض الفاتورة الاستيرادية عبر التوسع الزراعي    ضبط 7 أطنان دقيق مدعم قبل تهريبها للسوق السوداء بالشرقية    استعداداً ل«الأضحى».. محافظ الفيوم يوجه برفع درجة الاستعداد القصوى    غدا.. انطلاق امتحانات الصف الأول الإعدادي 2025 الترم الثاني في القليوبية    «بالتوفيق لأم ولادي».. منشور طلاق أحمد السقا ومها الصغير يثير الجدل وتفاعل من المشاهير    وزارة الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة بعنوان "فتتراحموا"    حكم طهارة المريض المحجوز بالعناية المركزة؟ دار الإفتاء تجيب    واشنطن تعين سفيرها لدى تركيا مبعوثًا خاصا إلى سوريا    صحة الدقهلية: ختام الدورة التدريبية النصف سنوية للعاملين بالمبادرات الرئاسية    محافظ أسوان يشارك فى إحتفالية فرع الهيئة العامة للإعتماد والرقابة الصحية    قرار جديد من القضاء بشأن معارضة نجل الفنان محمد رمضان على إيداعه بدار رعاية    تقارير: جنابري يقترب من العودة لمنتخب ألمانيا    أسعار العملات العربية والأجنبية مقابل الجنيه بختام تعاملات اليوم 21 مايو 2025    ولي عهد الفجيرة: مقتنيات دار الكتب المصرية ركيزة أساسية لفهم التطور التاريخي    رواج في شراء الأضاحي بالوادي ىالجديد.. والبيطري يحدد الشروط السليمة لاختيارها    تصعيد دموي جديد في بلوشستان يعمق التوتر بين باكستان والهند    مصرع محامي إثر حادث تصادم بين موتوسيكلين في الشرقية    قد يكون صيف عكس التوقعات.. جوارديولا يلمح بالرحيل عن مانشستر سيتي بسبب الصفقات    بعد ارتفاع الأسمنت إلى 4 آلاف جنيه للطن.. حماية المنافسة يعلق قرار خفض إنتاج الشركات لماذا؟    إزالة 12 مخالفة بناء بمدينة الطود ضمن أعمال الموجة 26    363 شخصا فقط شاهدوه في أسبوع.. إيرادات صادمة ل فيلم استنساخ (بالأرقام)    البنك الأهلي ووزارة الثقافة يوقعان بروتوكول تعاون    تحرير 151 محضرًا للمحال المخالفة لمواعيد الغلق الرسمية    الرئيس السيسى ل الحكومة: ليه ميتعملش مصنع لإنتاج لبن الأطفال في مصر؟    لمواليد برج الحمل.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من مايو 2025    «بنسبة 100%».. شوبير يكشف مفاوضات الأهلي مع مدافع سوبر    قوات الحماية المدنية بالفيوم تنجح فى إنقاذ "قطتين" محتجزتين بأحد العقارات    رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق: أيام الحج فرصة عظيمة لتجديد أرواح المسلمين.. فيديو    بالأسماء.. «تعليم الإسكندرية» تحصد المركز الأول في المسابقة الثقافية المسيحية    "هندسة بني سويف الأهلية" تنظم زيارة لمركز تدريب محطة إنتاج الكهرباء بالكريمات    ضبط شركة سياحية غير مرخصة بتهمة النصب والاحتيال على المواطنين    استخراج جسم معدني خطير من جمجمة طفل دون مضاعفات بمستشفى الفيوم الجامعي    بالصور- محافظ أسيوط ينقل مريضة بسيارته الخاصة لاستكمال علاجها    هل يجوز سفر المرأة للحج بدون مَحْرَم؟..الأزهر للفتوى يجيب    بوتين: نخوض حرباً ضد النازيين الجدد    مصرع 3 أطفال غرقًا فى حادثين منفصلين بترع مركز المراغة سوهاج    موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025    تفسير حلم أكل اللحم مع شخص أعرفه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمر خيرت: حفلاتى في «الأوبرا».. «واجب وطنى»

اقرأ الفاتحة والمعوذتين قبل حفلاتي.. و«دواع أمنية» تحول دون إقامتها في مكان مفتوح
بيانو والدى «أول معرفتى بالموسيقى» عزفت في شبابى بالمطاعم.. وأول أجر
حصلت عليه 4 جنيهات ونصف الجنيه الفقر وراء الانحطاط الفنى.. والموجة
الهابطة سوف تستمر طويلًا لو استمع الإخوان إلى الموسيقى لتحرروا من تطرفهم
أن تكتب عن فن ما – أي فن- تحتاج سنوات عدة من الدراسة والبحث والتحرى والتدقيق لتكون كاتبًا صادقًا، يقرأ لك الآخرون، فتمرر بين كلماتك حروف الصدق، وتكون قد حققت الإنجاز.. لكن أن تكون فنانا، فالأمر هنا يختلف، عوامل المعادلة تكون غير قابلة للتغير، فالموهبة لا بد أن تكون حاضرة، وبجوارها يقف عشقك ل"الفن"، ثم تبدأ رحلة التعب والمتعة أيضًا.
الموسيقار العالمى عمر خيرت صاحب الشعبية الجارفه والجوائز والأوسمة المتعددة، لا يحتاج من كلمات التعريف سوى "الموسيقار"، وفى بلدان أخرى يكفى أن تذكر اسمه، لتمر على خاطر السامع حكاية عاشق لا يرضى غير محبوبته بديلا.. مصر.. تلك الجميلة التي غزل لضفائرها جمل الموسيقى، وإليها بنى صومعته الموسيقية الخاصة ليرتل فيها آيات النوتة المبهجة.
عشقها فبادلته من العشق ما يهوى من الصبابة والجوى، وبدلت دقات قلبه إليها بنقرات ممتعة على أصابع "البيانو"،، فأحسن العاشق تطويع نقراته على اللغة، وأمعنت العاشقة في الاستماع.
نغمات منتظمة، ومبهجة في الوقت ذاته، هكذا يمكن وصف الحوار مع الموسيقار العالمى، الذي أجريناه معه بمناسبة عيد ميلاده، تحدث خلاله عن الفن، وانتقل ب"خفة" إلى السياسة، وما بين هذا وذاك كانت حياته وذكرياته حاضرة.. فإلى نص الحوار:
بداية.. تنتمى أنت لعائلة فنية مثقفة.. فهل يمكن اعتبارك وريثًا لهذا الإرث العائلى؟
عائلتى لا تتكون من الفنانين والمثقفين فحسب، فعمى عمر خيرت الذي سميت على اسمه أستاذ في علم البكتيريا وله اكتشافات عالمية في الميكروبات، وكان يعمل مع ألكسندر فلمنج، مكتشف البنسلين، كما أنه كان من أفضل 10 مصورين فوتوغرافيا في العالم، حيث كان من ضمن المحكمين العشرة الدائمين في صالون لندن للتصوير الفوتوغرافى.
ليس هذا فحسب، لكن العائلة مليئة بالموسيقيين والمهندسين المعماريين، مثل عمى أبو بكر خيرت، مؤسس معهد الكونسرفتوار، وهو أيضًا من رواد الموسيقى السيمفونية في مصر والمهندس المعمارى الذي صمم أكاديمية الفنون.
وفقا لهذا التاريخ العائلى.. كيف كانت طفولتك مع الموسيقى؟
كنت دائمًا أرى والدى في منزلنا يعزف على البيانو لكبار موسيقي العالم منذ كنت في سن الخامسة من عمري، فكنت أقف إلى جواره لاستمع إلى عزفه مبهورًا به، ومن ثم أجلس مكانه وألعب بطريقة عبثية على البيانو، ومن هنا لاحظت عائلتى شغفى بالموسيقى فالتحقت في سن التاسعة بمعهد الكونسرفتوار.
صراحة.. هل لعب عمك دور الوسيط في التحاقك ب"الكونسرفتوار"؟
على العكس تمامًا، فقد التحقت بالمعهد بطريقة روتينية طبيعية، لم يتدخل بها عمى على الإطلاق، ومررت بالاختبارات اللازمة للالتحاق مثلى مثل أي طالب، فعمى لم يكن يقبل بالواسطة على الإطلاق.
هل كنت ناجحًا في دراستك «الموسيقى»؟
نعم، لكننى رسبت في إحدى السنوات واضطررت إلى إعادتها بسبب أن عمى عميد المعهد، حيث طلب منى أساتذتى تقديم برنامج معين لاجتياز الاختبار، ولكن حدث خطأ ما، لم يكن خطأى وكان يتفهم عمى أنى لم أكن صاحب هذا الخطأ إلا أنه اعتمد رسوبى رسميًا لأننى ابن أخيه.
تعلمت على يد مدرسين أجانب مثل الإيطالى كارو، أما الآن فدارسو الموسيقى لا يحظون بمثل هذه الفرصة حتى في أكاديمية الفنون التي أنهت عقودهم منذ فترة، فهل كان لهذا الأمر تأثير في تكوينك الموسيقى؟
بالطبع.. فدراسة الموسيقى على يد أستاذ أجنبى توسع مدارك الطالب على العديد من القوالب الموسيقية المختلفة، خاصة أن بعض أساتذة الموسيقى المصريين يهتمون بشكل أكبر بكسب لقمة العيش، الأمر الذي يضطرهم للعمل في أكثر من مكان، وهذا ينعكس سلبًا على الطالب لأنه لا يجد الاهتمام الكافي.
البيانو لم يكن الآلة الموسيقية الأولى في حياتك.. هل يمكن أن تقص علينا حكاياتك مع الآلات؟
بالفعل أول موسيقى كنت ألعبها هي الجاز على آلة الدرامز في فترة شبابى بالستينيات، ثم التحقت بفرقة "القطط الصغيرة" وإسماعيل عبد الحكيم ابن الروائى والمفكر توفيق الحكيم، وكانت تلك الفترة بمثابة ثورة على الموسيقى الكلاسيكية في هذا الوقت، وشكلت تلك المرحلة داخلى اهتمامًا كبيرًا بالتنوع الموسيقي، حيث استطعت التعرف على الموسيقى الشرقية والغربية من بيتهوفين وموزار حتى السنباطى وعبد الوهاب، لأصنع منهما توليفة لأعمالى ومشروعى الفني.
الصعود إلى القمة يتطلب مجهودًا ومعاناة كبيرة.. فهل كنت من الشباب المرفهين ماديًا لتحقيق متطلباتك أم كدحت حتى وصلت إلى ما أنت عليه؟
كنت أعتمد على نفسى بشكل كامل قبل أن تقدمنى الفنانة فاتن حمامة إلى الجمهور وأحقق نصيبًا من الشهرة من خلال وضع الموسيقى التصويرية لفيلم «ليلة القبض على فاطمة»، فقد كنت أعزف في شبابى بأحد المطاعم حتى أستطيع تحقيق ما أصبو إليه ولإنجاز دراستي، فكنت أعزف فترة الغداء والعشاء بالمطعم.
ماذا عن أول أجر حصلت عليه في حياتك من عملك في الموسيقى.. هل تذكر رقمه؟
كان من خلال عملى بالمطعم، أربعة جنيهات ونصف الجنيه، ثم زادت فيما بعد لتصل إلى سبعة جنيهات.
تمتلك من الخبرة باعا طويلا.. فهل ما زال الخوف يلازمك قبل الصعود إلى خشبة المسرح بحفلاتك؟
بالطبع، فمادمت فنانًا سيكون الخوف رفيقك طيلة الوقت، وعادة يلازمنى الخوف قبل الصعود إلى المسرح للعزف، فأقرأ الفاتحة والمعوذتين، وما أن أصعد إلى المسرح وأرى الجمهور والبيانو حتى يذوب الخوف ويتلاشى ويتبدل في لحظات إلى هدوء وتركيز وسكينة.
هل أنت من الفنانين الذين يتحكم المزاج والإلهام في إنتاج أعمالهم؟
لا أعتقد، فمن الخبرة الطويلة أستطيع استحضار الحالة التي أريدها، وهذا في حالة تعاقدى على إنتاج عمل جديد ووجود عقد مبرم بينى وبين جهة ما، فهذا أمر لا يحتمل انتظار الالهام.
أما في حالة عدم التزامى بتعاقدات فأكون حر أفكاري، وأدون وأعزف أي جملة موسيقية تخطر ببالى حتى لو كنت في "عز النوم".
لننتقل إلى نقطة أخرى.. يعانى جمهورك من نظام حجز تذاكر حفلاتك بدار الأوبرا.. فهل بادرت بوضع حلول لتلك الأزمة؟
أتمنى حل تلك الأزمة بشكل سريع، لكن الأمر ليس بيدي، فدار الأوبرا مؤسسة حكومية لا أستطيع التدخل في نظامها وأسلوبها، لكننا اقترحنا زيادة عدد الحفلات فصرت أقدم حفلين أو ثلاثة شهريًا، وبالطبع لست راضيًا عن هذا النظام وتعب الجمهور من الانتظار بالأوبرا من الرابعة صباحًا للحصول على تذكرة، ولكن في انتظار تفعيل نظام الحجز الإلكترونى لحل الأزمة، ولكنى أعتبر تقديم حفلات بدار الأوبرا عملا وطنيًا لابد من القيام به.
ولماذا لا تقدم حفلة في ساحة الأوبرا المفتوحة حتى يستطيع أكبر عدد من الجمهور الحضور؟
بالفعل فكرت في هذه الفكرة من قبل، واقترحتها على الأوبرا، إلا أن المسألة تتعلق بالنواحى الأمنية في تأمين الحفلات التي تقام في أماكن مفتوحة.
صف لنا رؤيتك لحالة الساحة الفنية حاليًا؟
أظنها لا تليق بتاريخنا الموسيقى والغناء، ومخزوننا التراثي.. خاصة أننا سنبقى نعانى من تلك الموجة الهابطة لفترة طويلة، إلى أن تعود ثقافة الشعب.
تردى الذوق والأخلاق ينعكس على الفن.. برأيك كيف وصل الشارع المصرى لتلك الحالة؟
أظن أن أكبر الأسباب التي حولت مجتمعنا هو الفقر، وانعدام الأمل الذي يولد شعورًا بخسارة الذات، وسوء أوضاع التعليم، فالحاجة تقتل الإنسان وتجعله يخرج أسوأ مافيه، ولكن رغم كل شيء تبقى نقطة مضيئة وأمور في غاية الجمال بالتركيبة المصرية،فهى لا تحتاج سوى إزالة الغبار عنها فقط.
هل تعتقد أن الموسيقى المصرية في خطر؟
مادام معهد الكونسرفتوار موجودا فلا خطر على الموسيقى في مصر، فرغم تردى أوضاع التعليم فإن المعهد ما زال يُخرج سنويًا كوادر موسيقية مشرفة من الشباب، وهو أمر يجعلنى أشعر بالاطمئنان.
كنت من الشخصيات التي حاربت حكم الإخوان بطريقة مختلفة.. فكيف فعلت؟
في تلك الفترة كان كل مصرى وطنى غيور على وطنه يحارب حكم الإخوان على طريقته الخاصة، وكفنان حاربتهم بالموسيقى، حيث قدمت أكبر عدد من الحفلات الموسيقية في حياتى خلال فترة حكمهم، وكنت أهدف من ذلك محاربة الرسائل التي يبثوها بالفن والجمال الموسيقى القادر على تغيير الأفكار وتهدئة النفس.
هل تعتقد أن الإخوان لو كانوا يستمعون إلى الموسيقى لتغيروا؟
بالطبع، فلو أنهم يستمعون إلى الموسيقى كان من الممكن أن يبتعدوا عن الإرهاب وبث أفكارهم المقتصرة على تحريم الغناء والموسيقى ونشر الكرة والأفكار المتطرفة، فالموسيقى قادرة على تنقية الشوائب المليئة بها نفوسهم.
حدثنا عن أبنائك.. هل ورثوا منك حب الموسيقى؟
ابنى عمر يميل إلى حب الإخراج أكثر، حيث كان مجال دراسته في أستراليا، لكنه شغوف بالاستماع للموسيقى ولا يعزفها، أما شيرين فتعزف الموسيقى على الجيتار وتغنى، وتعيش حاليًا في أمريكا.
هل يمكن اعتبار المطربة أمينة خيرت ابنة أخيك وريثة مشوارك الفنى؟
أمينة من الأصوات المتميزة جدًا في الأوبرا، لأنها تستطيع غناء جميع القوالب الغنائية مع الحفاظ على قالب الغناء الأوبرالي، ولن اتردد عن تقديم المساعدة لها، لكن يجب أن تعتمد هي أيضًا على نفسها لتشق طريقها الفنى الذي تختاره.
ختامًا.. يتشوق محبوك لمعرفة كواليس عمر خيرت الإنسان وليس الموسيقار.. فما هي طقوس يومك المعتادة؟
عادة في الأيام الطبيعية استيقط الساعة العاشرة تقريبًا، واتناول ملعقة من العسل الأبيض وشرب شاى بحليب مع "البسكويت"، ثم أتوجه للوضوء والصلاة، وعقب انتهائى أبدأ بالتمرين على البيانو.
أما في حالة عملى على مقطوعة جديدة، فتكون ساعات نومى متغيرة، وعادة أعمل في ساعات الليل وأنام في الصباح، ومن الممكن ألا أنام على الإطلاق حتى أنتهي.
وماهى رياضتك التي تفضلها؟
كنت أحب ممارسة رياضة المشي، إلا أن ألم الركبة يمنعنى منها هذه الفترة، لذا اتجهت إلى ممارسة السباحة.
سحر الأماكن في مسيرة عبقرى الموسيقى
"30 حارة خيرت في السيدة زينب" أول الأماكن التي أبصر فيها الموسيقار العالمى عمر خيرت حياته، حيث ولد في بيت جده الكائن في هذا الحى الشعبى الممزوج بالأصالة والتاريخ وطيبة أهله في آن واحد.. بيت صغير مليء بالثقافة والفنون والدفء العائلي، فبين أرجاء هذا البيت رأى خيرت مزيجًا من المثقفين والفنانين وعامة الشعب يذوبون في خضم الموسيقى ويجلونها ويضعونها موضع العظمة في قلوبهم.
فكانت الموسيقى هي المهنة والموهبة الأساسية التي عمل بها سكان هذا البيت، حيث كان جده محمود خيرت محاميًا وسكرتيرًا لمجلس الشيوخ في زمن سعد زغلول، لكنه في الوقت نفسه كان شاعرًا وأديبًا ورسامًا وموسيقيًا ومترجمًا، كما أسس صالونا ثقافيا في بيته يعقد مرة كل أسبوع، وكان يتردد على الصالون أكبر قامات الوطن الثقافية والفنية، أمثال الأديب مصطفى لطفى المنفلوطى والنحات محمود مختار والرسام محمد حسن.. وما لا يعرفه الكثيرون أن أول لقاء تم بين كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبدالوهاب كان في هذا البيت بحضور سيد درويش.
أما البيت الثانى الذي يحمل جزءًا كبيرًا من ذكريات خيرت، هو منزله الحالى في شارع معمل السكر في جاردن سيتى بالقاهرة، وهو المنزل الذي تزوج فيه بزوجاته الخمس، والتي كانت إحداهن الممثلة جالا فهمي.. ويجلس خيرت في هذا المنزل فترة تعاقده على حفلات بالقاهرة، وأيام استرخائه مع النفس.. وهو المنزل نفسه الذي لزمه أيام ثورة 25 يناير، وشم منه رائحة الغاز التي كانت تطلق على المتظاهرين، وتابع منه أحداث الثورة عن قرب.
ومثله مثل أي فنان كبير، يبنى لفنه وموسيقاه صومعة خاصة ليتلقى فيه الوحي، وهو منزله الكائن بالغردقة، والذي يستقر فيه لفترة عندما ينجز مقطوعة موسيقية جديدة، نظرًا لأن المنزل ملحق باستوديو خاص يستطيع فيه تسجيل المقطوعات كما يشاء.
5 نساء في حياة ملك المقطوعات
أشهرهن الفنانة جالا فهمى
حياة الفنان ليست دائما سعيدة كما يتصور البعض، فالفنان مثله مثل أي إنسان طبيعي، يحمل في ثنايا قلبه إخفاقاته ونجاحاته التي لا حصر لها، ولكن لا يرى منه جمهوره إلا ابتساماته وموهبته، لتبقى دموعه ومواجع قلبه له وحده يتقاسمها ليلا مع القمر وحيدًا.
موهبة وعظمة موسيقى الموسيقار العالمى عمر خيرت، حملت في طياتها موجات السهاد إلى قلبه الذي لطالما امتلأ بالحب، فعشقه وروحانيته جعلته يتزوج 5 مرات - كانت إحداهن الفنانة جالا فهمي- لم يوفق في واحدة منهن.
ويؤمن خيرت أنه مثل أي رجل على وجه الأرض، لا يمكن أن تكتمل حياته إلا بوجود امرأة يقاسمها قلبه وحياته، خاصة أنه اعتاد على الدفء العائلى في بيت أهله منذ الصغر، إلا أن نساءه لم يستطعن مع موهبته صبرا، حتى قرر التوقف عن الزواج نهائيًا ووهب حياته للفن والموسيقى فقط.
وكانت أولى زيجات خيرت في الثانية والعشرين من عمره، تلك الزيجة التي لم يطل عمرها سوى عامين فقط ومن ثم قرر الطرفان الطلاق، ويبقى السبب الدائم للانفصال بين عمر وزوجاته هو فنه، فهن يعتبرن الفن ضرتهن، بينما يعتبره هو حياته الذي ينقله إلى عالم آخر لايستطيع فيه رؤية شيء سواه.
ويؤكد خيرت أن شريكة الحياة لابد أن تكون متفهمة لوضع زوجها الفني، لكن للأسف المرأة المصرية غيورة بطبعها وتزداد غيرتها مع الفنان وليس عندها فهم لحياة الفنان، ولذا تجد دائما أن حياة الفنان والمبدع الأسرية غير مستقرة.
وكثير من جمهور خيرت يتوقع أن الطلاق عنده أمر بسيط، نظرًا لتعدد الزواج في حياته، الأمر الذي ينفيه الفنان عن نفسه ليؤكد أن أصعب مراحل حياته هي المرحلة التي تلى الطلاق، حيث يغلق على نفسه بابه، ويبقى مكتئبا لفترة ليست بالقصيرة حتى يستطيع قلبه وجرحه التماثل للشفاء، ليعود لفنه وجمهوره مرة أخرى.
وعلى عكس شباب الجيل الحالي، لم يختر خيرت زوجاته وفق شروط محددة وضعها لنفسه، وإنما يكون رب الاختيار الأول هو قلبه فقط، ذلك القلب الذي يضع شرطا وحيدا في المرأة التي يقع في غرامها، وهى أن تكون حنونة وتحمل من الأنوثة مايحب ويهوى، إضافة إلى جمالها وصدقها الداخلى لا الخارجي.
وعلى الرغم من الإخفاقات المتكررة لخيرت في الزواج، إلا أنه ما زال يؤمن بالحب والعشق، ويعتبره المحرك الأول لحياة الإنسان، الذي لا يستطيع الصبر على العيش بدونه.. ولم يفقد خيرت أبناءه مع فقدان زوجاته، فعلاقته بابنته شيرين وابنه عمر في غاية القوة والصلابة، إضافة إلى حفيده الصغير آدم -ابن شيرين، على الرغم من استقرار شيرين بأمريكا طيلة الوقت، وسفر عمر للإقامة في أستراليا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.