وصف الإعلامي أحمد موسى، السيناتور الأمريكي جون ماكين، بأنه المرشد الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، لافتًا إلى أنهم أقاموا صلاة الغائب عليه بعد وفاته ولم يقيموها على الراحل مهدي عاكف، أحد أبرز قياداتهم. وأضاف "موسى"، في مقاله بصحيفة "الأهرام": "ديننا الحنيف علمنا عدم الشماتة فى الموت، لكنى هنا أسجل مواقف للتاريخ حول الدور الذى لعبه جون ماكين السيناتور الأمريكى الذى مات قبل عدة أيام، فكان واحدًا من أشد الكارهين للدولة المصرية والقوات المسلحة، ومناصرًا ومؤيدًا بقوة للإخوان، ويوصف بأنه العقل المدبر والمخطط لتحركاتهم سواء فى الكونجرس الأمريكى أو غيره من المؤسسات الأمريكية حتى فى الإعلام، ففتح ماكين أبواب الكونجرس لاستقبالهم طيلة السنوات الماضية". وتابع: "مات المرشد الحقيقي جون ماكين، الصديق الوفى والأب الروحى والمدافع الأول عن الإخوان، وردت العصابة له الجميل بإقامة صلاة الغائب عليه سواء فى تركيا أو قطر أو بريطانيا وأمريكا، بكى فلول الإخوان على موت مرشدهم الأول، كانوا يقدمون له الولاء والطاعة". فهو الذى وعدهم بالضغط على مصر فى أغسطس 2013 عندما جاء إلى القاهرة فى زيارة عاجلة لمحاولة إنقاذهم، وطالب بالإفراج عن قياداتها وفى مقدمتهم الرئيس المعزول محمد مرسي مع مجموعة أخرى، بعد أن عقد لقاءات مع اثنين عمرو دراج ومحمد على بشر، وقدما له كشفا بأسماء المطلوب الإفراج عنهم، وبالفعل نقل ماكين ومعه السيناتور ليندسى جراهام طلبات الجماعة للدولة المصرية، التى رفضت تدخل ماكين وغيره فى شأن البلاد. واستكمل: "فما كان منه إلا أن غادر القاهرة غاضبا، وعندما وصل إلى واشنطن فتح النار على مصر والقوات المسلحة فى لقاء مع شبكة "سى إن إن"، وقال إنه طالب بالإفراج عن الإرهابيين وتعديل الدستور، لكن لم يسمع أحد لمطالبه، وهدد ماكين فى ذاك الحوار المُعد والمرتب سلفا ليضغط على مصر من خلاله، بأن الفوضى ستعم البلاد وستقع الأعمال الإرهابية فى أماكن عديدة، بل ذهب ماكين لأكثر من ذلك ليذكرنا بنموذج الجزائر، وبالقطع كلامه يأتى من خلال الرسائل التى ينقلها من العصابة الإرهابية، التى تستخدم الإرهاب وقتل الناس إذا لم يعودوا للساحة من جديد". واستطرد الإعلامي أحمد موسى قائلا: "مات جون ماكين، الذى احتضن الاخوان ووفر لهم الغطاء السياسى فى الولاياتالمتحدة، مات جون ماكين صديق محمد مرسى، مات صديق الإخوان، الذى أراد الشر لمصر وجيشها، ففى كل مناسبة كان يتحدث فيها ماكين عن مصر ويضع أنفه فى شئونها سواء بتوجيه الاتهامات للدولة أو للقضاء، ولا يعترف بثورة 30 يونيو مثل الإخوان، هذا هو ماكين عدو مصر، ولا ننسى شكره للعصابة عام 2012 عندما قال إنهم وراء الإفراج عن عملاء التمويل الأجنبى الذين أدينوا من القضاء المصرى وكان منهم متهمون من المعهد الجمهورى الذى يرأسه ماكين. وأوضح أنه لا يخفى ماكين كرهه الشديد لمصر، وحبه للإخوان، فلم ير أبدا أنهم من يرتكب الأعمال الإرهابية بل يعتبرهم مسالمين، وهو نفس ما يراه فى كل إرهابى يحتضنه، ويوفر له الحماية بل ويطالب بدمج الإرهابيين فى المجتمع، مات جون ماكين أحد أبرز المدافعين عن إسرائيل والإخوان فى وقت واحد، فقدت الجماعة الإسرائيلية والإخوانية صديقهم الحميم بعد اصابته بسرطان فى المخ وفشلت جرعات الكيماوى طيلة الشهور الماضية فى استقرار حالته، بل قبل ساعات من إعلان موته أوقف جرعات الكيماوي، مات ماكين ولم يحقق أمنيته بعودة الإخوان للحكم أو حتى الإفراج عنهم من السجون. واختتم موسى مقاله قائلا: حزن الإخوان على ماكين أكثر من حزنهم على عاكف، بكوا على جون أكثر من البكاء على عاكف، أقاموا صلوات الغائب فى كل مكان ولم يفعلوها عندما مات مهدى عاكف، إنه جون ماكين الأب والزعيم الروحى لجماعة مرسى فهو الذى منحهم قُبلة الحياة بعد أعظم ثورة فى التاريخ 30 يونيو 2013، لكنه تركهم يلطمون الخدود ويشقون الجيوب، مات المرشد الحقيقى للإخوان جون ماكين..!".