"ماكين".. والشيطان الرجيم لا أعلم لماذا تذكرت الشيطان الرجيم وهو يهمس في أذن سيدنا آدم عليه السلام وزوجته حواء لكي يخرجهما من الجنة.. وذلك عندما سمعت تصريحات السيناتور الأمريكي جون ماكين عضو الكونجرس أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده في مصر مؤخراً بمشاركة زميله السيناتور ليندسي جراهام. "جون ماكين" فعل بالضبط ما فعله الشيطان الرجيم.. الشيطان أراد اخراج آدم وزوجه من الجنة.. وجون ماكين أراد اخراج الإخوان المسلمين من عملية التسوية السياسية للأزمة ففي الوقت الذي كانت تسعي فيه الوفود العربية والأجنبية للوساطة والتصالح والوصول إلي حل يكفل الالتقاء في منتصف الطريق والاعتراف بثورة الشعب في 30 يونيو.. جاء ماكين ليقول ان ما حدث في 30 يونيو انقلاب وطالب بالافراج عن الرئيس السابق محمد مرسي المتهم بالتخابر وأشياء أخري وكذلك جميع قيادات الجماعة التي تحض علي العنف والإرهاب. السيناتور جون ماكين المعروف بدعمه اللامحدود لإسرائيل جاء الي مصر لا لكي يساعد في التوصل الي حل للأزمة بل لكي يصب الزيت علي النار المشتعل.. جاء لكي يشعل حرباً أهلية.. جاء لكي يقول للإخوان لا تقوموا بفض الاعتصامات ولا تتوقفوا علي افتعال الأزمات.. انشروا المزيد من الفوضي فهذا يحقق أهدافنا "أمريكا وإسرائيل بالطبع".. ولم يقل السيناتور جون ماكين للإخوان وغيرهم ماذا فعلت أمريكا في اعتصام البعض في "وول ستريت".. كيف تم انهاء هذا الاعتصام في ساعات قليلة جداً بواسطة قوات الأمن رغم ان الاعتصام لم يزد عن أسبوع.. لم يقل السيناتور جون ماكين للإخوان وغيرهم ماذا فعلت أمريكا عندما وقعت تفجيرات بوسطن.. وكيف قامت بتحديد اقامة سكان البلدة كلها وكيف عاملت المشتبه بهما.. ولم يقل السيناتور جون ماكين للإخوان وغيرهم ماذا فعلت أمريكا بالسجناء في "جوانتينامو".. وماذا فعلت أمريكا في أفغانستان والعراق وليبيا.. وماذا تفعل في سوريا.. والأهم والأهم ماذا فعلت وتفعل ربيبتها إسرائيل في فلسطين.. وعندما وقعت أحداث 11 سبتمبر اتخذت أمريكا من الاجراءات الخاصة بالاحتجاز والتفتيش والتحفظ علي أشخاص ما لم يسبق له مثيل.. وكل هذا بدعوي حماية الأمن القومي الأمريكي.. لم يقل السيناتور جون ماكين للإخوان وغيرهم ماذا كان الرد الأمريكي عندما قام ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني بالتصدي بالجيش والشرطة لاعتصامات ومظاهرات حدثت في احدي المدن في بريطانيا وقال قولته الشهيرة "عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي لبريطانيا لا أحد يحدثني عن حقوق الإنسان" ولم يصدر أي تعليق لا من ماكين ولا من رؤسائه في أمريكا ولا أصدقائه.. السيناتور ماكين الذي طالب بالافراج عن قيادات الإخوان وعلي رأسهم محمد مرسي وخيرت الشاطر الموجهة ضدهم تهم قانونية لم يقل للإخوان وغيرهم ما هو الرد علي المطالب المصرية المتعددة للافراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن الضرير المحتجز في سجون الولاياتالمتحدةالأمريكية. السيناتور ماكين لم يقل للإخوان وغيرهم هل تسمح الولاياتالمتحدة باعتصامات مسلحة تمتد لأسابيع أمام البيت الأبيض والبنتاجون مقر وزارة الدفاع أو أي قاعدة عسكرية أمريكية.. عشنا وشفنا.. السيناتور ماكين يعظ.. كل عام وأنتم بخير.. وحمي الله مصر وحفظها من كل سوء..