ديننا الحنيف علمنا عدم الشماتة فى الموت، لكنى هنا أسجل مواقف للتاريخ حول الدور الذى لعبه جون ماكين السيناتور الأمريكى الذى مات قبل عدة أيام، فكان واحدا من أشد الكارهين للدولة المصرية والقوات المسلحة، ومناصرا ومؤيدا بقوة لعصابة الإخوان الإرهابيين، ويوصف بأنه العقل المدبر والمخطط لتحركاتهم سواء فى الكونجرس الأمريكى أو غيره من المؤسسات الأمريكية حتى فى الإعلام، ففتح ماكين أبواب الكونجرس لاستقبال عصابة الإرهاب طيلة السنوات الماضية. مات المرشد الحقيقى جون ماكين، الصديق الوفى والأب الروحى والمدافع الأول عن عصابة الإرهاب، وردت العصابة له الجميل بإقامة صلاة الغائب عليه سواء فى تركيا أو قطر أو بريطانيا وأمريكا، بكى فلول العصابة الإخوانية المجرمة على موت مرشدهم الأول، كانوا يقدمون له الولاء والطاعة، فهو الذى وعدهم بالضغط على مصر فى أغسطس 2013 عندما جاء إلى القاهرة فى زيارة عاجلة لمحاولة إنقاذ العصابة، وطالب بالإفراج عن قياداتها وفى مقدمتهم الجاسوس مرسى مع مجموعة أخرى، بعد أن عقد لقاءات مع اثنين من الخونة وهما عمرو دراج ومحمد على بشر، وقدما له كشفا بأسماء المطلوب الإفراج عنهم، وبالفعل نقل ماكين ومعه السيناتور ليندسى جراهام طلبات العصابة للدولة المصرية، التى رفضت تدخل ماكين وغيره فى شأن البلاد. فما كان منه إلا أن غادر القاهرة غاضبا، وعندما وصل إلى واشنطن فتح النار على مصر والقوات المسلحة فى لقاء مع شبكة «سى إن إن»، وقال إنه طالب بالإفراج عن الإرهابيين وتعديل الدستور، لكن لم يسمع أحد لمطالبه، وهدد ماكين فى ذاك الحوار المُعد والمرتب سلفا ليضغط على مصر من خلاله، بأن الفوضى ستعم البلاد وستقع الأعمال الإرهابية فى أماكن عديدة، بل ذهب ماكين لأكثر من ذلك ليذكرنا بنموذج الجزائر، وبالقطع كلامه يأتى من خلال الرسائل التى ينقلها من العصابة الإرهابية، التى تستخدم الإرهاب وقتل الناس إذا لم يعودوا للساحة من جديد. مات جون ماكين، الذى احتضن عصابة الإرهاب ووفر لهم الغطاء السياسى فى الولاياتالمتحدة، مات جون ماكين صديق محمد مرسى المجرم، مات صديق الصهاينة الإخوان، الذى أراد الشر لمصر وجيشها، ففى كل مناسبة كان يتحدث فيها ماكين عن مصر ويضع أنفه فى شئونها سواء بتوجيه الاتهامات للدولة أو للقضاء، ولا يعترف بثورة 30 يونيو مثل العصابة الإخوانية، هذا هو ماكين عدو مصر، ولا ننسى شكره للعصابة عام 2012 عندما قال إنهم وراء الإفراج عن عملاء التمويل الأجنبى الذين أدينوا من القضاء المصرى وكان منهم متهمون من المعهد الجمهورى الذى يرأسه ماكين. لا يخفى ماكين كرهه الشديد لمصر، وحبه للعصابة الإرهابية، فلم ير أبدا أنهم من يرتكب الأعمال الإرهابية بل يعتبرهم مسالمين، وهو نفس ما يراه فى كل إرهابى يحتضنه، ويوفر له الحماية بل ويطالب بدمج الإرهابيين فى المجتمع، مات جون ماكين أحد أبرز المدافعين عن إسرائيل والإخوان فى وقت واحد، فقدت العصابة الإرهابية الإسرائيلية والإخوانية صديقهم الحميم بعد اصابته بسرطان فى المخ وفشلت جرعات الكيماوى طيلة الشهور الماضية فى استقرار حالته، بل قبل ساعات من إعلان موته أوقف جرعات الكيماوي، مات ماكين ولم يحقق أمنيته بعودة العصابة الإرهابية للحكم أو حتى الإفراج عن المجرمين من السجون. حزن الإخوان على ماكين أكثر من حزنهم على عاكف، بكوا على جون أكثر من البكاء على عاكف، أقاموا صلوات الغائب فى كل مكان ولم يفعلوها عندما مات مهدى عاكف، إنه جون ماكين الأب والزعيم الروحى لعصابة مرسى وجماعته فهو الذى منحهم قُبلة الحياة بعد أعظم ثورة فى التاريخ 30 يونيو 2013، لكنه تركهم يلطمون الخدود ويشقون الجيوب، مات المرشد الحقيقى للإخوان جون ماكين..! لمزيد من مقالات أحمد موسي