قبطي مهجري متطرف ، لا نعرف له عملا أو مهنة ، يتسكع و يقتات خبز يومه من شتيمة كل ما هو إسلامي ، نشر مؤخرا عدة مقالات تحت مسمى "دليل القبطي التائه" ! ينصح الأقباط أن يدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي بدأت اليوم ، للمرشح القبطي فقط أو إذا تعذرت الأمور ولم يجد القبطي مرشحا من طائفته الدينية فليدلي بصوته لمرشحي حزب التجمع ! بداية ينبغي التأكيد على أننا نأمل و نتمنى فعلا أن يتخلى الإخوة الأقباط عن سلبيتهم و يتحرروا من الهيمنة الأبوية و السياسية للكنيسة عليهم و أن يبادروا بالمشاركة في الانتخابات العامة بالترشيح لتمثيل المسلمين و الأقباط معا في دوائرهم أو بالإدلاء بأصواتهم للمرشح الذي يحمل هموم جموع المصريين و يشعر بآلامهم دون تمييز ديني أو طائفي أو أيديولوجي . هذا الاستهلال ضروري قبل أن نستأنف التعليق على هذه النصيحة المهجرية الطائفية الوضيعة .. فعلى الرغم من أنها في مضمونها و حقيقتها فيما يتعلق باختيار المرشح "القبطي فقط" هي تحريض طائفي جاهلي رخيص و صريح على مقاطعة المرشحين المسلمين ، إلا أننا نتفهمها إذا كانت صادرة عن عقلية مهجرية مريضة فشلت في انجاز أي نجاح مهني أو علمي رغم وجودها في بلد "الحريات" الذي لا يضطهد الأقباط .. إذ لا خط هاميوني و لا خانة ديانة و لا قيود مزعومة على الالتحاق بالوظائف ذات المكانة الاجتماعية .. فاضطر إلى الالتحاق بعصابة التكسب و الارتزاق و المتاجرة ب"مشاكل الأقباط" في مصر . هذا قد نتفهمه .. أما من شاء أن يعرف و يتفهم سبب حماسه و عصبيته لحزب التجمع فإني أدعو إخواني من شرفاء أقباط المهجر و هم كثيرون و لعلي ذكرت مثلا لواحد من أنبلهم و أطرهم يدا في مقال سابق و هو العلامة الكبير الدكتور رشدي سعيد ، أدعوهم و أدعوا الطيبين من أشقائي الأقباط في مصر الذين باتوا للأسف موضوعا للاستغلال والتوظيف السياسي الرخيص من قبل عصابات أقباط المهجر، أدعوهم جميعا إلى الاطلاع على كتاب المفكر و السياسي القبطي المعروف جمال أسعد عبد الملاك و عنوانه " إني أعترف .. كواليس الكنيسة و الأحزاب و الإخوان المسلمون " الصادر عام 2001. يقول أسعد بالنص في صفحة 69 " .... في ظل وجود علاقة خاصة بين البابا و حزب التجمع عن طريق د. رفعت السعيد أمين عام الحزب ، و هذه العلاقة كنت أرى أنها غير طبيعية و غير صادقة .. لأن الدكتور رفعت السعيد و حزب التجمع أعتبرا أنفسهما حاميي حمى الأقباط في مصر و المدافعين الأولين عنهم ، بل إنهما أحيانا كانا يعتبران المتحدث الرسمي باسم الاقباط . و هذا لا يخلو من مصلحة ، تداخلت فيها الانتهازية السياسية مع الدين . كنت أعلم ذلك تماما .. خاصة أن هذه العلاقة المشبوهة كانت في شكل تبرعات و شيكات مالية تأتي لجريدة الأهالي و لحزب التجمع و لشخصيات بارزة أيضا من قبل أقباط المهجر ، الذين كانوا يدعون كل أقباط العالم لقراءة جريدة الأهالي باعتبارها جريدة المسيحيين في مصر و ليست جريدة حزب من المفترض فيه أنه اشتراكي تقدمي ، و لم ينزعج حزب التجمع من هذا الوضع و لكنه كان مستريحا تماما و راضيا لأنه كان المستفيد ماديا من وراء كل ذلك ، خاصة مع تصور البعض داخل الحزب أن هذا سيجعل الاقباط يعطون أصواتهم لحزب التجمع في الانتخابات البرلمانية رغم أن الواقع كان يثبت غير ذلك بسبب عدم إقبال الأقباط على الممارسة السياسية و تقوقعهم داخل أسوار الكنيسة و أحيانا كانوا يعطون أصواتهم للحزب الوطني .. رغم أن أغلبهم لم يكن يذهب أصلا للتصويت في الانتخابات ".انتهى كلام أسعد. غير أن المفاجأة التي كانت من العيار الثقيل أنه في الوقت الذي كانت جيوب و كروش بعض أساطين اليسار الذي تأمرك فيما بعد تنتعش من أموال أقباط المهجر نظير استئجار مقارهم و صحفهم و أقلامهم للتحدث نيابة عنهم في "موضوعات" تستهدف إثارة غضب عامة الأقباط و حنقهم على إخوانهم المسلمين ، كان رفعت السعيد يهاجم البابا شنوده في جلساته مع نخبة حزبه ، و يتهمه بأنه "مرتاح" للمناخ الطائفي في مصر لأنه هو الوحيد "المستفيد منه" و يقوي من زعامته السياسية و الدينية للأقباط .. و ليتأمل إخواني الأقباط هذا النص الذي أورده جمال أسعد في كتابه ص 72 يقول " .. و هنا قال د. رفعت السعيد : إن البابا شنودة هو الوحيد المستفيد من المناخ الطائفي في مصر ، لأنه يريد أن يكون زعيما للأقباط ، و ذلك بسبب هجرة الاقباط من المجتمع و الحياة العامة إلى الكنيسة ، و لكن عندما يكون المناخ طبيعيا فإن ارتباط الناس بالكنيسة يكون ضعيفا لأنهم سيكونون أكثر ارتباطا و اندماجا بالمجتمع " انتهى كلام أسعد . جمال أسعد أكد في كتابه أن هذا الكلام قاله رفعت السعيد أمام خالد محي الدين و زين السماك و الشيخ مصطفى عاصي في مكتب محي الدين في مقر الحزب بالقاهرة ! هذه شهادة واحد قبطي .. و ليس وهابيا و لا من أتباع أسامة بن لادن أو الظواهري .. شهادة بأن كل من يتصدرون المنصات والتمظهر بمظهر المدافعين عن "مظالم" الأقباط ماهم إلا "شوية انتهازيين" ، ، رأوا في تهييح الأقباط و ابتزاز النظام ، بقرة حلوبا تدر عليهم "المن و السلوى" .. و حققت لبعضهم بالفعل ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر !. و سنتحث في مقال لاحق إن شاء الله تعالى عن أهمية هذا الاستهلال لشرح طبيعة و أهمية المعركة الجارية حاليا على مقاعد البرلمان المصري . [email protected]