خالف أحد الآباء بمدينة إسنا جنوبى الأقصر، عادات وتقاليد واشتراطات بيئته فى الزواج، مكتفيًا فقط بمطالبة زوج ابنته بمودتها ورحمتها، حيث اكتفى بكتابة تلك العبارات البسيطة "لقد وافقت أن تكون ابنتى زوجة لكم.. هى ابنتى وقرة عينى وأغلى عندى من أى قايمة بأى مبلغ.. أثمِّن ابنتى بأخلاقها وتربيتها.. أرجو منكم أنسابى أن ترعوا الله فيها كما لو كانت ابنة لكم.. وكما قال الرسول الكريم "رفقًا بالقوارير"، قائمتى ليست ورقة تكتب.. هى عقد يسن والعقد شريعة المتعاقدين.. وعقدى معكم أن أسلمكم ابنتى الملاك الطاهر، عقدكم معى أن تعاملوها بالمودة والرحمة، ولكم جزيل شكرى وامتناني". "المصريون".. التقت محمد أحمد حسن الشهير ب"حمادة فرار" -54 عامًا- ويقيم بمنطقة دويح خلف التأمينات والضرائب ببندر إسنا جنوبى الأقصر، ويمتلك مطعم فول وفلافل، ولديه 5 بنات قام بتزويج أربعة منهن دون قائمة زواج كانت آخرهن "هبة 28 عامًا"، والتى تم زفافها الأسبوع الماضى، بينما لم تتزوج "أماني" الابنة الصغرى بعد، ولكنه ينوى السير على نفس نهجه، وعدم كتابة قائمة زواج على زوجها المستقبلى. وأكد فرار أنه أجلس ابنته فى إحدى الليالى بعد تناول وجبة العشاء واستشارها فى كتابة قايمة زواج مستوحاة من الدستور الإلهى وسنة النبى محمد -صلى الله عليه وسلم- فى زواجه بالسيدة عائشة، مشيرًا إلى كونه اكتفى بكتابة قايمة تطالب زوج ابنته بتقوى الله فيها، ومفصحًا عن كونه طالب ابنته بمراعاة الله فى زوجها وحسن الاستماع له وصيانة عرضه وماله، وألا تعود إليه فى أى مشكلة تحدث بينهما وأن تصبح مشاكلهما داخلية لا يتدخل بها أحد. وأضاف أنه يشارك بناته وزوجته فى اتخاذ تلك القرارات الخاصة بزواجهن، مشيدًا بمساندة زوجته لتلك الفكرة خاصة مع الظروف المعيشية التى تسبب فيها ازدياد الأسعار، معتقدًا أن قايمة الزواج لا تؤثر فى الحياة الزوجية واستقرارها، قائلاً: "الإنسان بيجوز ابنته لراجل وأساسًا الموضوع مش قايمة، المهم الاتفاق بين راجل ، مستنكرًا أمر القايمة بقوله "إنها لا تسمن ولا تغنى من جوع" وأنه يمكن للزوج تطليقها أو معاملتها بشكل سيء للغاية ويتعبها فى ساحات المحاكم للخلاص منه. وتابع فى حديثه ل"المصريون" عن حكاية الإفصاح عن القايمة أمام زوج ابنته والأهالي، والتى كان يتركها مفاجأة سارة لزوج ابنته، قائلاً: "بعد أن تم كتب الكتاب قولت للناس مع احترامى خلى العريس يمضى القايمة بس قبل ما يمضيها يقرأها ويقرأها على الناس الموجودة". من جانبه قال العريس محمد سالم حامد: إنه حينما ذهب لخطبة ابنة "حمادة فرار" أخبره الأخير بعدم التفكير فى أمر قايمة الزواج أو الذهب أو الهدايا أو تلك الأشياء التى يتغالى الناس فيها، وأنه لا يريد منه سوى أن يراعى الله فى ابنته ويحافظ عليها، مضيفًا أنه رد عليه بأن "هبة" العروسة فى عينيه، خاصة أنه يعتبرها هدية من الرحمن. وقام الزوج بتقديم الشكر لجمعية رسالة للأعمال الخيرية، والتى كانت السبب فى معرفته بزوجته، حيث كانت تحفظ الأطفال القرآن الكريم والتدريس فى فصول التقوية، مؤكدًا أن هذا الأمر جعله ينوى التقدم لخطبتها، مبديًا فرحته بأن الله استجاب له وسهل عليه حماه "حمادة فرار" تكاليف الزواج. بينما أيدت العروسة كلام زوجها، بحديث وجهته لمثيلاتها من البنات: "متقوليش أنا عايزة دهب ولا فرح فى قاعة ولا عايزة حاجة المهم يكون الإنسان اللى معاكى محترم"، مضيفة: أنه يجب على أولياء الأمور كسر العادات والتقاليد المكبلة، وعدم الانسياق وراء طلبات بناتهم، خاصة أن هناك العديد من الزيجات الفاشلة بسبب قايمة الزواج. فيما طالبت صباح جمعة حزين، والدة العروس من الأمهات عدم المغالاة فى الطلبات من أزواج بناتهن، فكثرة الطلبات لن تشترى راحة بناتهن، والاهتمام بالسؤال عن أخلاق العريس حتى يتسنى لبناتهن أن يعشن فى راحة مع أزواجهن. من جانبه أكد محمد بركات من قرية الدير بمركز إسنا أن قريته لا توجد بها عادة كتابة "قايمة الزواج" وأنه لم ير فى قريته ربع مشاكل الزواج التى يراها فى مصر عامة أو فى مناطق مجاورة لبيئته. بينما أضافت وفاء مهدي، من قرية المحاميد قبلى بأرمنت، أن مهرها 20 جنيهًا فقط، مدعية أن هذا المهر هو أقل مما تزوجت به أمها وحماتها، ومؤكدة أن أخواتها رفضوا كتابة قايمة زواج من الأساس، مفصحة عن كونه الأهم هو من يراعى الله ويتقيه فى زوجته.