الباشا والبيه مصطلحان كثيرًا ما تلوكهما الألسن منذ العصر الملكى وتوارثه كل من يعمل بالسلطة التنفيذية والقضائية -هل تقمص شخصية البكوية والبشوية سيطرت على عقول أصحاب النفوذ وسيطرت أيضا على نظرتهم للشعب -مصر دولة جمهورية وليست دولة ملكية ليست دولة أسياد وعبيد لا يقبل الشعب المصرى الحر مثل هذه الألقاب التى عفى عليها الزمن وانتهى معها عهد الإقطاعيين. على أصحاب النفوذ أن يفهموا أن هذه الألقاب قد انتهت خاصة بعد قيام ثورة 25 يناير التى أعطت الشعب الحرية بعد الظلم والفساد والاستعباد يسقط يسقط لقب البيه والباشا. الذين يتمسكون بهذه الألقاب هم مرضى نفسيون الذين يرون أنفسهم أكبر من حجمهم الطبيعى وأن الذين لديهم ثقة فى أنفسهم لا يهتمون بمثل هذه الأمور ويرون أعمالهم أكبر دليل على شخصياتهم فأعمالهم هى التى تحدد وزنهم وقيمتهم عند الناس وليست الألقاب - وذات مرات قابلنى أحد المعترضين بشدة على كلمة أستاذ ويصر أن نعطيه أو نلقبه بكلمة بيه أو باشا وتساءلت فى نفسى: هل مازالت هذه العقول موجودة فى زماننا هذا ؟! أطباء وعلماء علم النفس يقولون إن هذه الشخصيات مصابة (بالبناروميا) وهى جنون العظمة وحب الذات المبالغ فيه. ولا يعى مثل هؤلا ء "المرضى" أن الفخر بالأعمال وهو أسمى وأشرف من الفخر بالألقاب. وأخيرًا وليس آخر أتمنى من الشعب المصرى العظيم الذى أبهر العالم بثورته العظيمة أن يبادر إلى مكافحة ظاهرة التفاخر والتباهى بالألقاب.. لأن المستقرفى ضمائرنا جميعا أن العظمة لله وحده. ويبقى أن نشير هنا إلى أن لقب باشا هو لقب تركى قديم انتشر هذا اللقب دون التعرف على مضمونه فلقد شاع بين الناس استخدام كلمة باشا ظنا منهم أن هذه الكلمة توقير وتفخيم فى حين أن كلمة باشا مأخوذة عن اللغة الفارسية وأصلها (باديشاه) ويعنى العامل بأمر السلطان ولا يحمل هذا اللقب أى تفخيم بل عندما كانت مصر دولة عثمانية (تركيا ) أمر السلطان العثمانى أن يحمل محمد على والى مصر لقب )باشا ) أى العامل بأمر السلطان وهذا يدل على التنفيذ بأوامر السلطان والطاعة الكاملة والولاء واختلف عليها البعض وقالوا معنى كلمة باشا فى الأصل حذاء السلطان وكلمة باشاى مكونة من (با) التى تعنى الحذاء وكلمة(شا) المحرفة من كلمة شاه وهى تعنى الملك أو السلطان أى بمعنى حذاء الملك أو السلطان (فما رأيك )؟