شهدت البلاد في الآونة الأخيرة, العديد من حوادث القطارات التي تنوعت أسبابها, وكان آخرها حادث خروج قطار عن القضبان بأسوان أمس، والمرشحة للاستمرار في ظل عدم اتخاذ إجراءات جادة لوقف سلسلة الحوادث، وتصريحات مسئولي هيئة السكك الحديدية عن حاجة الهيئة لمليارات الجنيهات من أجل تطوير البنية التحتية، وتحديث القطارات. وتحتل مصر مراكز متقدمة عالميًا في انتشار حوادث القطارات والسيارات، إذ يبلغ معدل حوادث القطارات 5.7 حادثة لكل مليون راكب، وبلغ عدد حوادث القطارات 1235 حادثًا في عام 2015 مقابل 1044 حادثًا في العام السابق عليه، وفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. فيما ارتفع عدد حوادث القطارات خلال العام الماضي بنسبة 18.3% بسبب "عدم الاهتمام بتطوير بوابات المنافذ (المزلقانات حيث بلغت 744 حالة بنسبة 60.2? من إجمالي عدد حالات الحوادث عام 2015. وأظهر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء حول حوادث القطارات خلال عام 2017، أن 80% من تلك الحوادث ناتج عن اصطدام مركبات القطارات ببوابات المنافذ "المزلقانات"، حيث بلغ عدد الحوادث الناجمة عن ذلك السبب 1435 حادثًا. وأوضح التقرير أن إجمالي عدد حوادث القطارات خلال العام الماضي بلغ، 1793 حادث، مقابل 1249 حادثا عام 2016، بنسبة ارتفاع 43.6%، لافتا إلى أن أكبر عدد لحوادث القطارات خلال 2017 كانت في الوجه البحري "الدلتا"، والذي شهد 1134 حادث. وطبقًا للتقرير الإحصائي، شكلت نسبة حوادث القطارات بالوجه البحري نسبة 63.3% من العدد الإجمالي خلال العام الماضي، وفى المقابل جاءت أقل نسبة للحوادث في المنطقة المركزية ب 221 حادث بنسبة 12.3% من إجمالي حوادث القطارات على مستوى المناطق عام 2017. وفي أغسطس 2017 أدى تصادم قطاري ركاب قرب محطة خورشيد على طريق القاهرة-الإسكندرية إلى مصرع 41 شخصًا وإصابة 132 آخرين، وفي ذات الشهر أدى حادث تصادم قطار مطروح بسيارة بالإسكندرية أثناء محاولة اجتيازها، إلى مقتل سائق السيارة وإصابة اثنين آخرين. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، انقلبت 3 عربات بقطار بمنطقة البدرشين بالجيزة ما أسفر عن 55 مصابًا، وشهدت كوم أمبو بمحافظة أسوان، صباح الأحد، خروج قطار ركاب عن قضبان السكة الحديد، دون سقوط خسائر بشرية. وعلى إثر الحادث الأخير، قرر هشام عرفات، وزير النقل إقالة سيد سالم، رئيس الهيئة القومية ل"سكك حديد مصر"، من منصبه وتكليف، أشرف رسلان، بمهام رئيس الهيئة. وقال النائب أحمد الخشب، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النوابالبرلمان، إن "الحوادث واردة لحين استكمال المنظومة بشكل جيد". وفسر، تكرار حوادث القطارات خلال الفترة الأخيرة بأنها "ترجع لعوامل بشرية، تتمثل في السرعة الزائدة من جانب السائق, أو نتيجة تقاعس عامل المزلقان, أو خطأ من عامل التحويلة، أو الملاحظ, أو عوامل فنية تتمثل في تهالك القضبان, أو قدم وتهالك الجرارات وعربات القطا"ر. وأضاف الخشب في تصريح إلى "المصريون": "الدولة تسعى لتحسين الخدمة عن طريق شراء عربات جديدة وجرارات, وتغيير القضبان في بعض المناطق، وكذالك الإشارات وتطوير المزلقانات لتجنب حوادث القطارات حفاظًا على أرواح المواطنين وتقديم خدمة جيدة يستحقها مستخدمو القطارات". وأشار الخشب إلى أن "هناك أيضًا تقصيرًا من إدارة هيئة السكك الحديدة، لعدم رفع كفاءة العاملين والاهتمام بإعطائهم دورات تدريبية", لافتًا إلى أن "هناك لجنة من البرلمان لبحث ومعرفة أسباب انتشار تلك الحوادث والعمل على إصلاحها". من جانبه، قال مصطفى شكري رئيس رابطة السائقين بالسكة الحديد, إن "معظم الحوادث التي تقع يتحملها أبرياء، نظرًا لأن منظومة السكة الحديد متهالكة وتحتاج إلى تجديد", مدللاً بتصريح وزير النقل الذي أشار فيه إلى أن منظومة السكة الحديد تحتاج إلى تجديد وتطوير شامل. وأضاف شكري ل "المصريون": "جميع قطارات السكة الحديد تحتاج إلى صيانة بدءًا من البنية الأساسية إلى الجرارات"، موضحًا أن "معظم الحوادث تقع نتيجة تهالك القضبان والقطارات". وشدد شكري على أن "إصلاح منظومة السكة الحديد يحتاج إلى ميزانية ضخمة ، ودعم كلي للعمل على صيانتها لتجنب الحوادث لكن "اللي جاي علي قد اللي ماشي".