ما زالت المأساة مستمرة وحوادث القطارات المميتة تحصد أرواح المواطنين الأبرياء على قضبان السكة الحديد.. ففي خلال يومين شهدت مصر حادثي قطار على المزلقانات راح ضحيتهما ثمانية قتلى و3 مصابين. فقط في مصر.. معدل حوادث أعلى بكثير من نسب باقي دول العالم وهي أكبر بكثير من ضحايا الإرهاب حول العالم، مما يجعلها تتصدر التصنيف العالمي في الحوادث، ونكتفي في مصر فقط بفتح التحقيقات حول ملابسات الحادث دون الوصول إلى نتائج رادعة وناجزة لمنع تكرار الحوادث. أورام خبيثة تعاني منها منظومة السكك الحديدية على مدى عقود منها الإهمال والتقصير وسوء الرقابة وضعف الإمكانات، وتهالك أسطول القطارات، وقضبان سكة تالفة، وعربات وجرارات زحف الصدأ على جانبيها.. على الرغم من خطط التطوير التي تعلنها وزارة النقل وتكلف خزينة الدولة المليارات والوعود البراقة والتصريحات الرنانة من جانب الوزراء. منذ يومين وقع حادث قطار أمام قرية البليدة بمركز العياط، الأحد 31 يناير، عندما عبرت سيارة ربع نقل محملة بالعمال، مزلقان البليدة أثناء مسير القطار رقم ٩٧٨ مكيف "القاهرة-أسيوط" مما أدى إلى اصطدام السيارة بالقطار الذي أكمل مسيره، وأسفر الحادث عن مصرع ستة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين من ركاب السيارة. واستمرارًا لسلسلة حوادث قطارات الغلابة التي تحصدها "أشباح السكة الحديد"، وبعد مرور يومين فقط على حادث العياط الأليم، فقد وقع فجر اليوم، الثلاثاء 2 فبراير، حادث تصادم آخر حيث عبرت سيارة نقل محملة بالرمال مزلقان مدخل مدينة منوف مما أدى إلى تصادمها بجرار استكشافي، الأمر الذي تسبب في مصرع سائق السيارة ومرافقه، على الرغم من والغريب في الأمر أن مزلقان منوف انتهت الهيئة من تطويره مؤخرًا بالكامل ووجود أنظمة تحكم إليكترونية وإشارات به لا تسمح أبدًا بعبور أي سيارة، فكيف عبرت السيارة مزلقان منوف على الرغم من تطويره؟؟.. وكالعادة يأتي اللوم على العنصر البشري إما أخطاء عامل المزلقان، أو سلوكيات المواطنين في العبور عبر المزلقانات فهم كبش الفداء لكل حادث!!. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة النقل أحمد إبراهيم إن الحكومة أنفقت خلال السنوات الماضية ملايين الجنيهات، ولم تقم بتطوير سوى 118 مزلقانًا فقط تطويرًا كاملاً "أعمال مدنية ونظم تحكم وإشارات" من إجمالي 1332 مزلقانًا شرعيًا، ويوجد في محافظة الجيزة ومنطقة العياط 40 مزلقانًا تم تطوير 8 فقط منهم. وأضاف إبراهيم إن عدد المعابر غير الشرعية يبلغ 1993 معبرًا تم غلق عدد 1955 معبرا منها، وأعيد فتح عدد 523 معبرًا بمعرفة الأهالي. وقالت نجوى ألبير رئيس الإدارة المركزية لشئون الرئاسة بالهيئة العامة لسكك حديد مصر، إن هناك العديد من المشكلات تعوق عمل الهيئة في إنجاز خطة تطوير المزلقانات مع المحليات والوزارات المعنية. وأضافت ألبير، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، أن رئيس الهيئة عرض مشكلات تطوير المزلقانات على رئيس مجلس الوزراء د. شريف إسماعيل ووجه الأخير بمناقشة ملف المزلقانات في أقرب وقت على طاولة المجلس للتنسيق بين الوزراء المعنيين وتذليل العقبات أمام الهيئة. وأشارت إلى أن إجمالي عدد المزلقانات 1332 مزلقانًا شرعيًا تسلمت الهيئة منهم 350 مزلقانًا تم تطويرهم جزئيًا "أعمال مدنية فقط"، ويجري حاليًا إدخال أنظمة التحكم والإشارات بهم، بخلاف 118 مزلقانًا تم تطويرهم بالكامل.