حدد الدكتور عماد جاد، الخبير السياسي، الأسباب التي أدت إلى فوز فرنسا فى مباريات كأس العالم فى روسيا والتي انتهت في أول شهر يوليو الجاري، وذلك على الرغم من أن ثلث الفريق الفرنسي من أصول أفريقية ومغربية، بينما خرجت الدول الأفريقية والعربية من الدور الأول، بأن اللاعبين الأفارقة والمغاربة ولدوا وعاشوا في بيئة غربية مغايرة للبيئة التي قدموا منها أو جاء منها آباؤهم، بيئة غربية تمثل منظومة حضارية وثقافية مغايرة، منظومة متكاملة أساسها ثقافي ينهض على احترام الإنسان بصرف النظر عن عرقه، لونه، دينه أو طائفته. وأضاف جاد خلال مقاله الذي نشر ب"المصري اليوم" تحت عنوان "إنها المنظومة يا"، أن المنظومة التى نشأ فيها لاعبو الفريق الفرنسى تقبل التنوع والتعدد والاختلاف وتحترمه وتحافظ عليه، منظومة تستند فى التقييم إلى القدرات والملكات لا علاقة لها بعقيدة الإنسان، إيمانه أو عدم إيمانه، منظومة أنشأت نظما سياسية ديمقراطية السيادة فيها للشعب، فصلت بين الدين والسياسة، وأنهت مقولة أن الحاكم يمثل الرب على الأرض، منظومة تقدر العلم وتعلى من قدره، ولا ترى سلطانا على العقل سواه. واستكمل الخبير السياسي قائلا: "هؤلاء الأفارقة والعرب أبناء هذه المنظومة ونتاجا لها، ومن ثم فمن تجنس بجنسية هذه الدول بصرف النظر عن أصله، عرقه، دينه، طائفته، بات مواطنا كامل المواطنة، وانخرط ضمن هذه المنظومة وبات جزءا منها. ومن لم يتجنس وواصل العمل ضمن هذه المنظومة محتفظًا بجنسيته الأصلية".