تواجه جماعة "الإخوان المسلمين"، مأزقًا بالغًا يهدد وجودها في الولاياتالمتحدة، وفي غيرها من الدول الحليفة، على ضوء وصفها خلال اجتماع لجنة الأمن بالكونجرس، يوم الأربعاء الماضي ب "الإرهابية"، باعتبارها تهدد الأمن القومي الأمريكي، ما يؤشر بحسب مراقبين على تحرك لإدراجها على قوائم "التنظيمات الإرهابية". ويحظر قانون الإدراج الأمريكي على أي شخص أمريكي أو متواجد في الولاياتالمتحدة أن يتصل بأي من المدرجين فيه، وتوضع جميع التعاملات المالية وأملاك هؤلاء المدرجين، ضمن نطاق صلاحياتها، تحت الحظر. وبحسب خبراء، فان إدراج "الإخوان" على "قوائم الإرهاب" من شأنه أن يوجه ضربة قوية للجماعة، بعد إدراجها في دول عربية من بينها مصر، وبالتالي التضييق على تحركاتها وإضعاف موقفها، الذي يعتمد في جانب منه على ممارسة ضغوط خارجية على السلطة في مصر، لوقف الحملة التي تخوضها ضدها منذ سنوات. بالإضافة إلى أن الجماعة ستصبح مجبرة على تقديم ما دأبت على رفضه لفترات طويلة، وتقديم "تنازلات" للسلطة في مصر، من أجل الحفاظ على هيكلها التنظيمي، وحمايتها من الانهيار، عبر القبول بأي صيغة للتصالح معها. وقال إبراهيم عمر، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "هناك العديد من النتائج المترتبة على عملية إدراج الإخوان على قوائم الجماعات الإرهابية من قبل الكونجرس؛ أهمها زيادة الوعي الشعبي والدولي تجاه خطر الجماعة، التي تعد بمثابة الأم لحركات التنظيمات الإسلامية منذ تأسست قبل 90 عامًا". وأضاف في تصريح ل"المصريون": "إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب في الولاياتالمتحدة أيضًا، من شأنه أن يلحق بالإخوان خسائر على كل المستويات، وتفكيكها في كافة الدول والأقطار، التي ستمثل للقرار الأمريكي". وأشار عمر إلى أن "هناك حالة من الشد والجذب الفعلي بين الولاياتالمتحدة وجماعة الإخوان واضحة للعيان، وهو ما أكدته المناقشات حول إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب، بينما تسعى لمواجهة هذا الأمر بكافة ما تملك من عوامل الضغط على صناع القرار في الولاياتالمتحدة". من جهته، قال خالد الزعفراني، القيادي السابق بجماعة "الإخوان المسلمين"، إن "النتائج واضحة في علمية إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب من قبل الكونجرس، خاصة وأنه سبق وضعها على قوائم الإرهاب من قبل بعض المنظمات والمجالس في دول أروبية، وبالتالي تفكيك الجماعة يعتبر من أكبر النتائج التي قد تترتب على القرار". وأضاف الزعفراني: "خلال الفترة المقبلة ستحاول جماعة الإخوان، الحد من عملية التصعيد الكبير ضد المعارضة المصرية، والتقرب منها قدر ما تستطيع، وتقديم اعتذار استجابة لطالب المنتمين للتيار الإسلامي، لبدء مرحلة جديدة مع السياسة المصرية، والبعد عن حالة الاستعلاء التي يروج لها أعضاؤها على قنواتهم الفضائية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع رفض كبير لتقديم اعتذار للشعب المصري عن كافة الأخطاء التي ارتكبتها خلال الفترة الماضية". وعلى مدار السنوات الأخيرة، سعت السلطات في مصر، دون جدوى، إلى إقناع الولاياتالمتحدة بإدراج جماعة "الإخوان المسلمين" على قائمة "المنظمات الإرهابية"، وهو الإجراء الذي كان قد تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذه إبان حملته لانتخابات الرئاسة في العام قبل الماضي، إلا أنه واجه رفضًا من المخابرات المركزية (سي آي إيه). وقال الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مجلس أمناء مركز ابن خلدون للدراسات السياسية والإنمائية، إن الكونجرس يقترب من اتخاذ قرار بحظر جماعة "الإخوان المسلمين"، بدعوى أنها تشكل خطرًا على الأمن القومي الأمريكي. وأشار إبراهيم - القريب من دوائر صنع القرار بالولاياتالمتحدة - إلى "وجود لوبي كبير مؤيد وداعم لقرار حظر الجماعة داخل الولاياتالمتحدة هذه المرة أكثر من ذي قبل"، لافتًا إلى أن "الجماعة هي الأخرى تضغط لتجميد القرار داخل الكونجرس". وأضاف إبراهيم في تصريح إلى "المصريون": "الأمر مختلف هذه المرة، أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ المختص بتمرير القرار بقانون حظر جماعة الإخوان المسلمين، من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس دونالد ترامب، وهم لهم عداوات تاريخية مع جماعة الإخوان ومع التيار الإسلامي بشكل عام، الأمر الذي يرجح معه تصويت الكتلة الجمهورية، والتي تتخطى نسبة ال50% داخل المجلس لقرار حظر الجماعة".