تحدى عادل حمودة الرئيس مرسي ووصفه بالضعيف والمتردد ساخرا من قوله "لا يغرنكم حلم الحليم" وأنه قد يلجأ للقانون. ثم مضى في وصلة هجومية عنيفة كلها افتراءات وأكاذيب، إذا تجاوزنا عن أنها غير أخلاقية، فهي غير موضوعية أو مهنية، كشأن الكاتب دائما في ماضيه المفعم بالثأرات والمقالات الهابطة. وغير عادل حمودة كثيرون، منهم من لديه قلمه وصحيفته، ومنهم من يدعون الليبرالية والدفاع عن قيم الديمقراطية، ما نفاه عنهم شادي حميد مدير مركز "بروكينجز" الأمريكي في مقاله بصحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية قبل يومين بقوله إنهم غير ديمقراطيين ويهددون الديمقراطية الوليدة في البلاد. الشعور بالأمان من القضاء والقانون هو ما يدفع هؤلاء إلى قصف الرئيس مرسي بأكاذيبهم وأقلامهم وألسنتهم المنفلتة. مقاضاة صحيفة تنشر تقارير هجومية غير صحيحة قد تكلفها الإغلاق إذا ما فرضت عليها غرامة كبيرة. سطر واحد مما يكتبه عادل حمودة كفيل يوقفه عن الكتابة للأبد إذا تم ردعه قضائيا وفي إطار القانون، وقد انتبه لذلك صاحب قناة سي بي سي فأبعده من تقديم البرامج لمعرفته إنه يدعي على غير الحقيقة امتلاكه لوثائق ومستندات وقد يورطه. وأذكر أنه اتصل مرة بمذيع في قناة فضائية ينتمي لفصيلته مدعيا أنه يتحدث من دولة أوروبية متعقبا وثائق تهريب أموال النظام المخلوع للخارج، وزعم أنه يقف أمام مطعم للوجبات السريعة لشراء ساندوتش، وفيما بعد قال لي صحفيون يعملون في جريدته إنه كان يتكلم من مكتبه،وعقبانتهائه قال لزملائه بمنتهى الاستخفاف المهني عبارته المعتادة "ولا دوشة"! ربما يكون الحديث عن عادل حمودة مضيعة للوقت فهو من الماضي، ذهب عصره، لا تزيد قيمة ما يكتبه عن المشهد الإعلاني لإحدى شركات الاتصالات، وفيه يقول الممثل سامي العدل لزميله سمير غانم عن الكوميديان القديم "مظهر أبو النجا" إنه منته من السبعينيات، ويردد أبو النجا كلمتين فقط "12 قرش"!.. وفي الماضي بنى أدواره على كلمتين أيضا.. "يا حلاوة"!.. ومن ثم لم يترك أي أثر في الناس. هكذا حمودة كل تاريخه صحافة جنس وصدور وسيقان (اللهم إني صائم).. تستطيعون الرجوع لأرشيف مجلة روز اليوسف في عهده. حمودة نموذج لمدرسة صحفية قدمت دوما الأردأ والأسوأ، ودخلت في حروب مستمرة مع المجتمع متدثرة بحقوق الصحفيين والديمقراطية، فيما هي خلف الأقلام وداخل المكاتب عارية من ورق التوت! دوما كان يهاجم بوحشية الشيخ محمد متولي الشعراوي في عصره الذهبي بالتلفزيون حين كانت كل مصر تتسمر لتستمع إلى خواطره حول القرآن الكريم. وذات مرة سب وأهان الشيخ محمد السيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل فقاضاه، وكانت المفاجأة أن حمودة عجز عن توفير دفاع موثق متين لما كتب، فطلب من الشيخ العفو والسماح وعرض تقبيل يده معتذرا نادما، ويوجد شهود أحياء على ذلك، ولكنه رفض متمسكا بحقه. وعندما أصاب الشيخ طنطاوي مرض ودخل المستشفى، زاره عادل حمودة وجلس بجانبه كالحمل الوديع! كان حمودة قلقا مرعوبا من أن يصدر حكم بحبسه، ورغم أن محكمة جنايات الجيزة اكتفت بتغريمه 80 ألف جنيه، ومثلها لصحفي آخر في جريدة الفجر، فتلك الغرامات كفيلة بجعل أي صحفي أو رئيس تحرير يفكر مليون مرة قبل نشر معلومات مرسلة لا أسانيد لها. في ديمقراطيتنا الوليدة يملك الرئيس مرسي وأي مواطن آخر سلاحا وحيدا هو القانون، وقد استخدمه الشيخ طنطاوي، ومرارا استخدمه الشيخ يوسف البدري وردع به الأقلام المنفلتة والألسنة الطويلة والصحف الهابطة الصفراء. أتمنى أن تكون مؤسسة الرئاسة اتخذت حقيقة اجراءات قضائية ضد الذين يقصفون الرئيس بأخبار وتقارير كاذبة، وقدقال المتحدث الرسمي ياسر علي إنها حركت بالفعل دعوتين قضائيتين ضد بعض الإعلاميين الذين تعدوا على الرئيس بألفاظ يعاقب عليها القانون ونشروا معلومات مغلوطة. [email protected]