جمعنا مؤتمر، المهندسين المصريين، الرابع، فى مدينة الرياض الشهر الماضى حيث قدَّمتُ معالى رئيس الوزراء المكلف فى هذا المؤتمر وجاء دوره ليلقى الكلمة فبدأ حديثه بدعوة الجالية المصرية إلى الذهاب للاقتراع فى جولة الإعادة، وذكر أن هذا العرس الديمقراطى هو ثمرة لهذه الثورة العظيمة، التى عاشتها مصر ثم حبس دموعه وسقطت من عينه بعضها وأكمل كلمته ثم علَّقتُ على الكلمة بعدها قائلاً، لقد جاء الزمن الذى نرى فيه وزيراً يبكى، انتهى اليوم الأول من المؤتمر وتقدم أحد الضيوف ليعبر عن تقديره لوزير الرى بهدية، فرفض أن يقبلها، وقال له أنا لا أقبل الهدية من أحد، ساعتها أكبرتُ هذا الرجل ثم قلنا له مازحين نراك الزيارة القادمة رئيساً للوزراء، لأن الدكتور عصام شرف جاءنا هنا وزيراً ولما عاد أصبح رئيساً للوزراء، لقد صدقت المزحة وعاد الدكتور هشام قنديل ليكلف برئاسة وزراء مصر فى خطوة فاقت كل التوقعات وأغاظت إعلام الفلول، الذى روَّجَ لوزراء ليفرضهم على الرئيس فأتت الريح بما لا يشتهون وجاء رئيس وزراء لا ينتمى إلى حزب أو جماعة غير أنه ينتمى إلى نبتة الأرض المصرية وتربتها الطيبة، إلى الدين والالتزام الفطرى، الذى يظلل حياة المصريين، ولم يكد إعلام الفلول يصدم باختيار الرئيس، الذى فاق تكهناتهم حتى أمعنوا فى الهجوم عليه والتقليل من قدراته، ثم شككوا فى لحيته فتارة ينسبونه إلى الإخوان، وتارة أخرى ينسبونه إلى السلفيين، لا أدرى متى يتغير هذا الإعلام وينحاز للوطن، نريد أن يمنح القائمين على الإعلام أنفسهم فرصة التقاط الأنفاس رغم علمى بأن هناك فقراً فى المواد المقدمة والبرامج الناجحة فيلجأون إلى هذه الحملات لسد الفراغ وجذب الكثير من الإعلانات فتحول الفضاء إلى سوق(للبيزنس) وتلاشت رسالته تدريجياً واختفت خلف ستار المنافع وجلبها دون درء المفاسد، ولهذا فالحاجة ملحة إلى تفعيل قوانين ضابطة للسلوك الإعلامى فى ظل زخم الفضائيات وفى ظل هذه الحالة من السعار والهجوم الشرس وإن لم تفلح القوانين يأتى دور المواطن فى مقاطعة كل ما هو غير منصف حتى يحترم المواطن وتحترم قضاياه.