"كحك العيد"، أحد الطقوس المصرية التي يسعد بها المواطنون فى الاحتفال بعيد الفطر وبأشكاله المختلفة وأطعمته اللذيذة، على الرغم من مكوناته الثقيلة وهى الدقيق والسمن والسكر المعروفة بكونها أكثر المواد الغذائية تأثيرًا على زيادة وزن الإنسان، إلا أن انتماء "الكحك" إلى العادات الفرعونية المصرية القديمة أدهش الكثيرين خاصة أن القدماء المصريين لن تخفى عنهم خافية وغالبية التقاليد الحالية تعود للعصور الفرعونية. وتقول صفحة "القاهرة التاريخية" على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، إن أصل كحك العيد بدأ عند الفراعنة، حيث كان الخبازون في البلاط الفرعوني يصنعونه وكانت زوجات الملوك يقدمونه للكهنة الحارسين لهرم خوفو يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو ووجدت بالفعل أقراص الكعك محتفظة بهيئتها، بينما في عيد النيروز وهو عيد رأس السنة القبطية كان المصريون يعملون الهريسة ولقمة القاضي ويتبادلوها مع كحك العيد. كما أن "الكحك" كانوا يضعونه ليقدم على موائد الملوك وأيضًا قدم قرابين للآلهة وفى حجرات دفن الموتى، وظهر بصورة واضحة مع أعياد أهل الفسطاط في مصر القديمة، وأحسن الفراعنة صنع "الكحك" بأشكال مختلفة مثل: اللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير، وكانوا يصنعونه بالعسل الأبيض ووصلت أشكاله إلى 100 شكل نُقشت بأشكال متعددة على مقبرة الوزير “خميرع” في الأسرة الثامنة عشرة بطيبة وكان يُسمى بالقرص. وقالت سيلفي كوفيل أستاذة الآثار المصرية القديمة في كتاب قرابين الآلهة المصرية وهى عالمة مصريات قامت بترجمة الكتاب للغة العربية، إن المصري القديم عرف “الكحك” بتشكيلات متنوعة وكان يحلي بالعسل وليس بالسكر، كما أن العديد من الرسومات على جدران المعابد أشارت إلى شكل امرأة تحمل سلة بها كحك، ورسومات أخرى بها سيدات يحملن أقراص الكحك. وياتى سبب تقطيع الكحك على شكل أقراص، هو أن تكون مثل قرص الشمس، تعبدا في إله الشمس أمون، وقرابا له، وكان من ضمن الطعام الذي يوضع مع الميت، ظنا منهم بالبعث وحياة الخلود، ليكون زاده. ومعنى كلمة “كحك” في اللغة، خبز يعمل من الدقيق والسُّكر والسّمن ويسوّى مستديرا كما جاء في المعجم الوسيط، وتعود أصل كلمة “كحك” إلى “عك” ومعناها يعجن، ومن ثم تحولت إلى كعك، ثم حرفت إلى كحك.