"كحك العيد"سمة من سمات عيد الفطر المبارك عند المصريين لا يمكن لهم ان يمر العيد بدونه باشكاله والوانه المختلفة ففه تكمن بهجة العيد. وبه تكتمل فرحتهم بهذا العيد الذي يكافئهم الله به بعد 30 يوم من الصيام في الوقت الذي يؤكد فيه عدد من العلماء ان تاريخ الكحك والبسكويت عند المصريين يعود الي الدولة الطولونية حيث كان المصريين في تلك الدولة يصنعونه في قوالب منقوشة مكتوب عليها "كل واشكر"،اكد فيه البعض الاخر ان كحك العيد يعود تاريخه الي ما يقترب من خمسة الاف سنة منذ عهد المصريين القدماء واتقن الخبازون في العصر الفرعوني صنع الكحك باشكال مختلفة وصلت الي 100 شكل على مقبرة الوزير "خميرع" من الأسرة الثامنة عشر ابرزها اللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير كما كان البعض يصنعه على شكل حيوانات أو أوراق الشجر والزهور كما اعتادت زوجات الملوك تقديم الكعك للكهنة القائمة لحراسة الهرم خوفو في يوم تعامد الشمس علي حجرة خوفو مسمين اياه بالقرص حيث كانوا يشكلون الكعك على شكل أقراص على شكل تميمة الإلهة "ست " والتي وردت في أسطورة إيزيس وايزوريس ، وهي من التمائم السحرية التي تفتح للميت أبواب الجنة وكان بعض الفراعنه يرسمون صورة الشمس الإله رع علي الكحك مما يؤكد أن صناعة الكعك امتداد للتقاليد الموروثة فمازال المصريون يصنعون العحك علي هيئة دائرة حتي الان في اشارة منهم الي شكل الشمس وتشرح بعض الصور في مقابر طيبة ومنف طريقة عمل الكحك عند المصريين القدتمي عن طريق خلط عسل النحل بالسمن وتقليبه علي النار ومن ثم إضافة الدقيق وتقليبه حتي يتحول الي عجينة يسهل تشكيلها بالأشكال التي يريدونها ، ثم يرص على ألواح الإردواز قبل وضعه في الفرن كما كانت بعض الأنواع تقلى في السمن أو الزيت بالإضافة الي حشو بعضها بالتمر المجفف فضلا عن استخدام الفواكه المجففة كالنبق والزبيب في تزيين بعض الأنواع من الكحك واستمرت صناعة الكحك مع المصريين علي مر العصور فنجد ان في عهد الدولة الإخشيدية صنع أبو بكر محمد بن علي وزير الدولة الإخشيدية كحك في أحد أعياد الفطر وحشاه بالدنانير الذهبية لتصبح اشهر كحكة ظهرت في ذلك الوقت خاصة مع تقديمها الي الفقراء علي مائدة طولها 200 متر وعرضها 7 امتار كما تم تخصيص مبلغ 20 الف دينار لعمل كحك العيد من قبل الخليفة الفاطمي في عهد الدولة الفاطمية بالإضافة الي تفرغ جميع المصانع لصنعه بداية من شهر رجب ،حيث كان حجم الكحكة الواحدة في حجم رغيف الخبز فضلا عن تخصيص إدارة حكومية تسمي دار الفطرة من اجل صناعته وتجهيزه وتوزيعه اختلف الأمر في عهد الدولة الأيوبية فلم يهتم الحكام بكحك العيد بل ان صلاح الدين الأيوبي حاول القضاء عليه باعتباره عادة فاطمية ولكنه فشل في محاولته خاصة مع ازدهار صناعه الكحك في العصر الذي تلي عصر الأيوبيين وهو عصر المماليك اللذين اهتموا بصناعة كحك العيد وتقديمه للفقراء والمتصوفين وكانوا يعتبرونه صدقة ذلك الاهتمام بالكحك انتقل الي العصر العثماني حيث اهتموا الحكام في الدولة العثمانية بتوزيع الكحك في العيد على المتصوفين والتكيات والخانقات المخصصة للطلاب والفقراء ورجال الدين ومع مرور السنوات نجد ان الحكك مازال محتفظا بأهميته عند المصريين وأنهم مازالوا لا يعيشون عيدا بدونه بل زاد الاهتمام به الي تنوعه بشكل كبير بالإضافة الي تغيير أشكاله وألوانه وطعمه وأسلوب صنعه