أرتبط العيد في أذهاننا من الصغر بصينية الكعك المحلي بالسكر اللذيذ وحولها البسكويت والغُريبة و حلويات العيد الأخري، التي توارثناها جيلاً وراء الأخر, لكن هل تعرفون ما هي حكاية كحك العيد؟ وكيف أصبح عادة منذ قديم العصور حتي وقتنا الحالي يعتبر الكعك من أهم مظاهر الاحتفالات الخاصة بعيد الفطر، فلا يمكن أن نتصور العيد بدون كعك، ومن عهد الفراعنة إلى الآن أخذ كعك العيد أشكالا كثيره ومثل أيقونة الفرحة عند المصريين. لكل شىء فى مصر تاريخ، حتى كعك العيد فهو يعتبر موروثا عتيقا يعود تاريخه ل 5000سنة، فكانت البداية الحقيقة، تحديدا أيام الفراعنة القدماء، فقد اعتادت زوجات الملوك على تقديم الكعك للكهنة القائمة لحراسة الهرم خوفو فى يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو. واكتشفت صور لصناعة كعك العيد تفصيليا فى مقابر طيبة ومنف، من بينها صور تشرح أن عسل النحل كان يخلط بالسمن، ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها وأحيانا كانوا يقومون بحشو الكعك بالتمر المجفف “العجوة" , حيث كان الخبازون في البلاط الفرعوني يحسنون صنعه بأشكال مختلفة مثل: اللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير. ثم ارتبط الكعك بعيد الفطر فى ظل العصور الإسلامية، وأهمها “الطولونيين” الذين كانوا يصنعونه فى قوالب خاصة مكتوب عليها “كل و أشكر''... ووصل أهتمام الفاطميين بالكعك إلي الحد الذي جعلهم يخصصون ديوانا حكوميا خاصا عرف ب"دار الفطرة" كان يختص بتجهيز الكميات اللازمة من الكحك والحلوى وكعب الغزال، وكان العمل في هذه الكميات يبدأ من شهر رجب وحتى منتصف رمضان استعدادا للاحتفال الكبير الذي يحضره الخليفة. وكانت تُرصد لهذه الكمية ميزانية ضخمة تصل إلى 16 ألف دينار ذهبي، وكانت مائدة الخليفة العزيز الفاطمي يبلغ طولها 1350 مترا وتحمل 60 صنفا من الكحك والغريبة، وكان الخبازون يتفننون في صناعة الكحك مستخدمين أطنانا من الدقيق و السكر واللوز والجوز والفستق والسمسم والعسل وماء الورد والمسك والكافور. وعلى الرغم من كل محاولات صلاح الدين الأيوبي للقضاء على كل ما يمت بصلة للخلافة الفاطمية، إلا أنه فشل في القضاء على ظاهرة كحك العيد التي لا تزال أحد مظاهر العيد الأساسية. ولما جاء المماليك اهتموا بالكحك، واهتموا بتوزيعه على الفقراء واعتبروه من الصدقات وفى متحف الفن الإسلامى بالقاهرة فى مصر توجد قوالب الكعك عليها عبارات “كل هنيئا واشكر” و”كل واشكر مولاك” وعبارات أخرى تحمل نفس المعنى..و تمر العصور ويظل للكحك فرحه لا تنتهي للكبير و الصغير.