صحيفة الكرامة الناصرية ، نشرت تقريرا على صفحتها رقم 18 يوم 8/11/2005 ، أي قبيل الانتخابات البرلمانية بساعات ، بعنوان "لكفاحه من أجل قراءة معاني القرآن بعيدا عن التقليد .. نصر أبو زيد يحصل على جائزة ابن رشد للفكر الحر" ! و لاشك في أن اسم الجائزة الكبيييير... "يخض" .. و ربما يحمل من يجهل أصولها و فصولها على أن يعتقد أنها تناظر جائزة "نوبل في الأداب" التي فاز بها أديب مصر الكبير نجيب محفوظ ! غير أني عندما بحثت عنها اكتشفت أنها جائزة تمنحها " جمعية " لم ترق حتى لأن تكون شبيهة ب"الجمعية الزراعية" ، وإنما تشبه إلى حد كبير "الجمعية" التي يؤسسها فقراء الموظفين ، مهمتها تحصيل مبالغ مالية شهرية متفق عليها مسبقا ، تمنح لكل مشارك فيها أول كل شهر حسب ترتيب متفق عليه أيضا فيما بينهم من قبيل مساعدة الشركاء بالجمعية ، و اعانتهم على نفقات تجهيز بناتهم أولادهم للزواج! الجمعية التي منحت الجائزة تسمى "جمعية ابن رشد للفكر الحر" أسسها مجموعة من المتسكعين العرب المغتربين في ألمانيا عام 1998 ، و يكفيها شبهة أن من بين مؤسسيها "المخبول" الجزائري محمد أركون ، الذي يعتبر أبو زيد صورة مستنسخة منه و من أفكاره المعادية للإسلام . المضحك و شر البلية ما يضحك أن كاتب التقرير وصف أبا زيد في مستهل تقريره الضعيف و المتهرئ ، أنه رمز الإستنارة العربية ، ما يعني أن كاتب التقرير لا يعرف عن مؤلفات أبي زيد إلا ما يردده "حواة الحداثة" العربية على حد تعبير الشاعر السوري أودنيس ! و هذه قصة أخرى سنتناولها لاحقا . المصيبة أن صحيفة الكرامة ، نشرت التقرير عشية الانتخابات البرلمانية التي سيخوضها رئيس تحريرها الزميل و الصديق العزيز حمدين صباحي ..! ، و هي تذكرني ب"هبل" هيئة تحرير الغد عندما نشروا تقريرا في صدر صفحتها الأولى ليلة انتخابات الرئاسة التي كان فيها د. أيمن نور أحد أكبر فرسانها المنافسين للرئيس مبارك !. التقرير كان على "6 عمود" في وسط الصفحة الأولى يعني ممتدا من أقصى يمين الصفحة و إلى أقصى يسارها ، و كان عن إعلان المهجري القبطي المتطرف المعادي لمصر "عدلي أبادير" تأييده لأيمن نور ، و دعوته للمصريين أن يدلوا بأصواتهم له ! لم يكن نشر التقرير في هذا التوقيت بالذات ، و بهذه الطريقة ، خطأ مهنيا و لكن كان حماقة سياسية ، خصمت الكثير من رصيد نور الشعبي ليلة الانتخابات ! و اعتقد أن الصديق حمدين صباحي يحتاج إلى أصوات المسلمين في دائرة الحمول و البرلس بكفر الشيخ ، الذين يحبون دينهم و نبيهم ، و يفتدونه بأموالهم و انفسهم إذا ما استهدفهما أحد بسوء . فكيف يكون حالهم مع مرشح اعادت صحيفته ، تلميع شخصية مريبة علميا ، قضت المحكمة بأنه صاحب منهج علمي أعاد انتاج الموقف القرشي الجاهلي من محمد صلى الله عليه وسلم الرسول و الرسالة ؟!. و لاندري بالضبط سر حفاوة الناصريين عموما بهذا الرجل صاحب أكبر فضيحة علمية شهدتها الجامعات المصرية منذ نشأتها في العقد الثالث من القرن االماضي و حتى الآن ؟! إذ لم يخلف الرجل من ورائه أي نضال سياسي حقيقي ، يستدعي الدفاع عنه أو التخفيف من "محنته " على الأقل .. فهو مثلا لم ينطق بكلمة واحدة ينتقد فيها الفساد السياسي في مصر ! ، لم يتصد لسيناريوهات توريث الحكم التي تجري الآن على عينك يا تاحر و بلا خجل و بلا أي اعتبار لمثقفي مصر الكبار و الصغار و لا "لفسافيس التنوير" من أمثال أبي زيد.! الرجل فقط كان يستسهل المعارك ، و يبحث عن الجبهات التي يجني منها "الشيكات" و "النجومية" دون سداد فواتير باهظة أو كبيرة ! إذ هرب من مواجهة "توريث الحكم" و تفرغ فقط لنقد "ميراث المرأة" في القرآن الكريم و رفضه و المطالبة بتعديله ! أريتم "حاو" في مثل هذا الرجل "قرطس" الجميع و ضحك عليهم ، و لهف النجومية و النضالية و التقدمية و التنوير منهم ، و فر هاربا ليتاجر بها بالخارج ، تاركا في مصر البهاليل و العبط يتلذذون بسرقته لهم و نصبه عليهم ، و ينصبون له سرادقات الأفراح و الليالي الملاح احتفالا بيوم مولده السعيد و المبارك ؟! [email protected]