استبعدت مصادر سياسية مقربة من جمال مبارك، نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك ما تردد عن تحالفه مع "الإخوان المسلمين"، في إطار سعيه لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2022. المصادر وهي من الدائرة المقربة من النجل الأصغر للرئيس الأسبق إبان رئاسته أمانة السياسات بالحزب "الوطني" الحاكم سابقًا، قالت إنه من الصعب عودته إلى الساحة السياسية مرة أخرى، مع صدور حكم قضائي في قضية القصور الرئاسية يحرمه من مباشرة الحقوق السياسية. وقالت المصادر وبينهم وزير أسبق، إن السيناريو المتداول عن اعتزام جمال مبارك الترشح لانتخابات 2022، لا أساس له من الصحة، ولا يوجد ما يدعمه على أرض الواقع، مشيرة إلى أنه لا يملك الرغبة من الأساس في العودة إلى حلبة السياسة، والقول بعكس ذلك هو استنتاج خاطئ تمامًا. وعلى الرغم من أن جمال صدر ضده حكم بالحبس في قضية فساد القصور الرئاسية ما يحرمه من مباشرة حقوقه السياسية، إلا أن الكاتب الصحفي ياسر رزق، المقرب من الرئيس عبدالفتاح السيسي بدا متخوفًا من فتح الباب أمام ترشحه للرئاسة في المستقبل. وحذر رزق من إمكانية تكرار "الصفقة" بين "الإخوان" ورجال مبارك في الانتخابات الرئاسية المقررة بعد 4 سنوات من الآن، قائلاً: "وما يدرينا، لعل هناك من يهندس صفقة أخرى لعام 2022، تبدأ من الانتخابات العمالية، ثم المحلية، ثم البرلمانية، وصولا إلى الرئاسية المقبلة، قوامها الحكومة والبرلمان للإخوان، والرئاسة لجمال مبارك". واستشهد بأنه "عندما أُريد لخيرت الشاطر (نائب مرشد الإخوان) أن يرد له اعتباره قبيل إغلاق باب الترشح لانتخابات 2012، فتحت أبواب المحكمة في يوم الجمعة وصدر له الحكم التفصيل. ففي بعض الأحيان تكون البلد بلدهم والدفاتر دفاترهم"! من جانبه، قال الدكتور سعيد صادق أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إنه "من المستحيل عودة جمال مبارك إلي الساحة السياسية في مصر لأنه انتهى سياسيًا بالفعل". وأضاف صادق ل "المصريون": "الإخوان هم أعداء جمال مبارك وهم من قاموا عليه في ثورة 25 يناير فكيف يتعاونون معًا؟" وأشار إلى أن "القول باحتمالية وجود تحالف بين جمال مبارك والإخوان في الانتخابات الرئاسية 2022 يستهدف التهويل والترويع حتى يتمسك المصريون بالنظام الحاكم حاليًا، بوصفه الأفضل لمصر، وفي غيابه سيصل الإخوان وجمال مبارك إلى السلطة مرة أخرى". وأوضح صادق أن "جمال مبارك كان يفتقد الشعبية السياسية في مصر عندما كان رئيسًا لأمانة السياسات في الحزب الوطني المنحل، فكيف سيحصل على الشعبية السياسية في انتخابات 2022، بالإضافة إلى أنه صدر ضده حكم قضائي يعوقه عن ممارسة السياسة". ولفت إلى أن "الإخوان ليس لهم أي وجود سياسي حاليًا داخل مصر حتى يمكننا القول بأنهم يستطيعون عقد تحالفات مع جمال مبارك أو رموز الحزب الوطني المنحل".