بعد قرار إخلاء سبيل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بدأ يطرح على الساحة المصرية والعالمية إمكانية ترشح جمال مبارك لسباق الرئاسة مرة آخرى، خاصة بعد ظهور نجل الرئيس في عدة مناسبات دون حراسة كان آخرها حضور حفل زفاف أدمن صفحة أنا أسف ياريس. هل يطمح جمال مبارك في الرئاسة؟ وفي هذا الإطار قالت صحيفة سيدني مورنينج هيرالد الأسترالية إنه في الأسابيع الأخيرة ظهر نجل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك "جمال" في حفل زفاف وجنازة ومباراة كرة قدم، سعيدا وهو يلتقط صورا شخصية "سيلفي" مع معجبين لا يزالون يعشقونه باعتباره شخصية بارزة هُيئ لخلافة والده الديكتاتور الذي حكم مصر لثلاثة عقود.
وأضافت الصحيفة في تقرير على موقعها أن جمال الذي يشار له بسخرية ب"جيمي"، والذي كان يعمل في مجال بنوك الاستثمار صعد داخل صفوف الحزب الحاكم السابق، جنبا إلى جنب مع زمرة من رجال الأعمال المؤثرين قبل اندلاع ثورة يناير والإطاحة بوالده في الربيع العربي.
وذكر التقرير أنه ما زال يُنظر إلى جمال على نطاق واسع كتجسيد للفساد المتفاقم في مصر، إلى جانب شقيقه علاء الذي ذكر اسمه في "وثائق بنما" لجمعة ثورة من بيع وشراء ديون مصرية من خلال حسابات خارجية، وأُطلق سراح الأخوان عقب محاكمتهما لاتهامهما باختلاس ملايين الدولارات من أموال الدولة استخدمت في تجديد قصورهما، وكذلك وقائع تلاعب بالبورصة بما قيمته 2.5 مليار جنيه مصري. وأضاف التقرير أنه مؤخرا، تسبب ظهور الأخوين العلني المتزايد في إثارة شائعات حول إمكانية خوض "أحدهما" بالانتخابات الرئاسية في 2018 في مواجهة الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي. مساعي للرجوع للحياة السياسة ورصدت صحيفة "سعودي جازيت" الظهور المتكرر لعلاء وجمال ابني الرئيس المصري المخلوع مبارك في الأماكن العامة، ووجودهم تحت مرأى ومسمع من وسائل الإعلام في الآونة الاخيرة، وذكرت الصحيفة أن ذلك يمكن أن يكون بمثابة محاولات منهم لاختبار ردة فعل العامة بشأن عودتهما للساحة السياسية. عدم إجابة جمال مبارك وفي نفس السياق نشر الكاتب الصحفي محمد علي إبراهيم، رئيس تحرير جريدة "الجمهورية" الأسبق، مقالًا بصحيفة "المصري اليوم"، بعنوان: "ساعة مع جمال مبارك"، كشف فيه بعض التفاصيل الخاصة ب"جمال مبارك"، بعد لقاء بينهما في فرح كريم حسين، أدمن صفحة "آسف يا ريس". وقال "إبراهيم"، إن جمال مبارك لا يجيب على أية أسئلة تتعلق بالشأن السياسي، ولكن السؤال الوحيد الذي يجيب عليه، هو ذلك الخاص ب"صحة والده"، وأن جمال مبارك يشعر بمتعة كبرى في التحرك بدون حراسة، والاختلاط بالناس، مشيرًا إلى أن نجل الرئيس لا يخطط لأن يكون له دور سياسي في المستقبل، وأنه لا يقابل أحدًا كما يردد البعض؛ بل هو مواطن عادي يقرأ الصحف ويشاهد الفضائيات. متى يحق ل"جمال" الترشح؟ ووفقًا للمادة 2 من قانون مباشرة الحقوق السياسية والتي أكدت أن المحكوم عليه بحكم نهائي في جناية يُحرم من مباشرة حقوقه السياسية ويكون الحرمان لمدة 6 سنوات من تاريخ صدور الحكم، وهو ما يؤكد أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء يحق له ممارسة حقوقه السياسية بعد مرور 6 سنوات على الحكم الصادر ضده في 2014 بقضية القصور الرئاسية. وبناءًا على ذلك هناك حالتين يمكن من خلالهم ترشح جمال مبارك للرئاسة، الأولى إذا تم تغيير مدة الرئاسة في الدستور لتكون 6 سنوات كما أعلن بعض النواب نيتهم في الفترة الأخيرة وبذلك ستكون الإنتخابات في 2020 وتكون إنقضت الفترة التي تحرمه من ممارسة الحقوق السياسية، والحالة الثانية هو عدم تعديل الدستور فينتظر جمال ل2022، ولكن لا يحق له مطلقًا الترشح في إنتخابات 2018. وقال طارق العوضي، المحامي بالنقض، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، إن "مبارك" ونجليه علاء وجمال صدر حكم ضدهم يعتبر "مخلًا بالشرف" بالحبس 3 سنوات في قضية القصور الرئاسية عام 2014، وحسب القانون فيجوز لها عمل "رد إعتبار" أمام المحكمة بعد 6 سنوات من ذلك الحكم أي في 2020، إذا وافقت المحكمة على رد الإعتبار يمكنه الترشح في إنتخابات الرئاسة 2022 أي بعد 4 سنوات ونصف من الآن.