مع تكرار ظهور نجل الرئيس المعزول حسني مبارك على الساحة، فسرت صحيفة "ذا سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية هذا الظهور المتكرر في المشهد السياسي، بنية جمال المبارك الذي عرفه الشعب المصري ب"جيمي" عن طموحه للترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2018. وأشارت الصحيفة في تقرير لها، إلى أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت حضور جمال مبارك في حفل زفاف، عزاء، مباراة كرة قدم، ليظهر عليه السعادة وهو يبادر لالتقاط "سيلفي" مع معجبيه، ليعيد إلى الأذهان من جديد الفكرة التي ترسخت في الأذهان إبان حكم والده وهي تجهيز "جمال" ليخلفه في الحكم.
وذكر التقرير، أن الأخوين كان يحاكمان بتهم فساد واختلاس الملايين من ميزانية الدولة لمصالح شخصية، قبل أن يتم الإفراج عنهم مؤخرًا، لتنتشر إشاعات عن احتمالية أن تشهد انتخابات الرئاسة لعام 2018 ترشح "جمال" ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي في حالة ترشح الأخير. ونقل التقرير، أقوال المواطنين الذين لا يرون غضاضة في عودة "جمال" إلى المشهد السياسي، فيقول خالد عبد النعيم مدرس بالثانوية العامة، ويمتلك أيضًا كشك بأحد ضواحي القاهرة: "لا أجد ما يعيب بترشحه للرئاسة، فهذه هي الديمقراطية، فأنا كنت واحد من هؤلاء الذين تمنوا أن يصبح رئيسًا قبل أن يرفض أبيه التخلي عن الرئاسة إلا أن أطاحت به ثورة يناير"، مضيفًا أنه كان قادرًا على إصلاح البلد، فهو مولود غني وبالتالي لم يكن ليهتم بسرقتنا.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي محمد نعيم، أن سر الاحتفاء بظهور جمال هو "النوستالجيا" أو الحنين لهذا العصر، فالكثيرون أصيبوا بفقدان ذاكرة "سياسي" للفترة التي حكم فيها مبارك، علاوةً على أن هناك عدد من نخبة رجال الأعمال ما زالوا ينظرون إلى "جمال" بتقدير سواء كان قادرًا على لعب دور سياسي أم لا. وتوقعت البروفيسور بجامعة أوبرلين، زينب عبد المجد، أن النظام الحالي لن يسمح ل"جمال" بالتورط في السياسة من جديد، فهو يمثل مصدر تهديد بالنسبة لهم، خاصةً وأن الأخير لديه تأثير اقتصادي، علاوة على قدرته على إحياء علاقاته بعناصر أمنية ورجال أعمال مشهورين. وأشار التقرير، إلى أنه قانونًا لا يمكن أن تشغل عائلة "مبارك" مركزًا سياسيًا قبل مضي 6 سنوات، وبالتالي فإن الترشح للرئاسة 2018 يعد أمرًا مستحيًلا، إلا ذلك لن يوقفهم عن المحاولة.