اعتبر موقع كوارتز الأمريكى، أن حكم محكمة النقض يوم الخميس الماضي ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك من تهم قتل متظاهري 25 يناير، بمثابة مفارقة ساخرة، كون الأخير حرًا طليقًا بعد 6 سنوات من اندلاع الثورة في الوقت الذي يبقى فيه الثوار في السجون. وأضاف الموقع في تقرير له، أن البراءة مثلت نهاية مأساوية لأي فرصة في تحقيق أحلام الربيع العربي ومن ضمنها القصاص لهؤلاء الذين سقطوا ضحايا التظاهر، مشيرًا إلى أن "مبارك" كان الرئيس الوحيد في دول الربيع العربي الذي قُدِم للمحاكمة بعد نجاح الرئيس التونسي بن علي في الهرب للمملكة العربية السعودية، وقتل الرئيس الليبي معمر القذافي. وفسر التقرير، إحباط كثير من النشطاء، كون ال6 أعوام المنصرمة شهدت الزّج بالعديد منهم في السجون ليقدر عددهم في السجون بحوالي 60 ألف مسجون سياسي، في الوقت الذي سيتم إخلاء سبيل من قامت الثورة ضده في أي وقت من إصدار الحكم.
واستعاد التقرير، أسباب قيام الثورة باحتجاج النشطاء على محاولات توريث السلطة لنجل "مبارك" جمال مبارك أو كما عرف ب"جيمي"، والذي اتهم بجانب أخيه علاء مبارك باختلاس ملايين الدولارات من ميزانية الدولة، قبل أن يتم إخلاء سبيلهما أيضًا ليصبح ظهورهما في المشهد العام أمرًا اعتياديًا في الفترة الأخيرة، وهو ما فتح بابًا جديدًا أمام شائعات رجعوهما إلى المشهد السياسي بل ربما وخوض المعركة الانتخابية في 2018 أيضًا. واستطرد أن كثيرًا من المقربين لمبارك يلجأون حاليًا إلى سياسة التصالح مع النظام الحالي، مدللًا بقيام رجل الأعمال حسين سالم بدفع حوالي 600 مليون دولار العام الماضي لإسقاط تهم غسيل الأموال ضده، كما حذا بحذوه كل من رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف ووزير الثقافة فاروق حسني، لينوه التقرير بأن مصر هى الثانية بعد نيجيريا بالنسبة للدول التي تهرب أموالها للخارج بقيمة 105 مليارات دولار خلال ال40 عامًا الماضية.