الرئيس الفرنسي السابق "نيكولا ساركوزي" و300 شخصية فرنسية عامة، من بينهم رئيس الوزراء السابق مانويل فالس، والمغني شارل أزنافور، والممثل جيرار ديبارديو، وقعوا على عريضة نشرتها صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، للمطالبة بحذف وتجميد آيات من القرآن الكريم (آيات القتال)! ومن بين أبرز الموقعين: رئيس تحرير صحيفة "شارلي إيبدو" السابق فيليب فال الذي قام بتحرير البيان، وإيمانويل فالس وهو رئيس وزراء سابق، وجون بيار رافاران وهو رئيس وزراء سابق، والمغني شارلي إزنافور، وبيرنار هنريب ليفي، وهو أكاديمي وإعلامي يهودي فرنسي، والممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو. وأثارت العريضة - التي نُشرت ضمن مقال تحت عنوان "ضد معاداة السامية الجديدة" وبحسب بي بي سي - جدلاً واسعًا، إذ تأتي في سياق سجال مستمر بشأن الإسلام والمسلمين في فرنسا، وتبرز ما تصفه ب"تطهير عرقي صامت" تتعرض له الطائفة اليهودية من قِبل "متطرفين إسلاميين". ويتحدث المقال الذي نشرته الصحيفة الفرنسية تحت عنوان "ضد معاداة السامية الجديدة" عن "تطرف إسلامي"، يدق ناقوس الخطر ضد ما تتعرض له الطائفة اليهودية في المنطقة الباريسية!. وفي الوقت ذاته وبالتزامن مع العريضة الفرنسية، دعا باحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في مدينة وهران، إلى إلغاء سورة الإخلاص، ودرس فرائض الوضوء من مناهج التعليم الابتدائي، وبرر دعوته بأن التلاميذ يلاقون صعوبة في فهم معنى تلك الفرائض رغم سهولة حفظها. الحالتان.. الباريسية والجزائرية، استندا إلى "مبررات": الأولي معاداة السامية.. والثانية عدم الفهم رغم سهولة الحفظ.. التطابق والتشابه إذن موجود.. ولكن المفارقة كانت في مستوى الضجة والجدل والعنف في التصدي للحالتين، في الأولى كان عنيفًا وتصدت له المؤسسات الدينية الرسمية (الأزهر ودار الإفتاء).. وفي الثانية كان لينًا هشًا، لم يتجاوز الاشتباك اللفظي على منصات التواصل الاجتماعي.. رغم أنه كان من المفترض أن يكون رد الفعل بالعكس، فعالم الأنثروبولوجيا جزائري مسلم، ويعرف قدسية النص القرآني، واستحالة حذفه أو تبديله.. بينما ال300 مثقف الفرنسي، هم سلالة الثقافة الغربية التي لا تؤمن بعصمة المسيح ولا بقدسية النص الإنجيلي أو التوراتي.. وسبق للكنيسة أن حذفت نصوصًا اعتبرت معادية لليهود.. فيما تحولت "المسيحية في أوروبا إلى "هوية" وليست "عقيدة" للتعبد.. فلم تكن إذن مفاجأة مستغربة، حال طالب مثقفون وسياسيون فرنسيون ب"حذف" آيات من القرآن.. ولكن الغريب أن يطالب بها مسلم من الجزائر. فكيف نفسر عنف الرد على الفرنسيين.. وسعة الصدر مع الأنثروبولوجي الجزائري المسلم؟! هذا ما سنفسره غدا إن شاء الله تعالى.. [email protected]